يبدو أن الماراثونات أصبحت موقعاً يستقطب العنف والإرهاب حول العالم، 18 عاماً ما بين ماراثون البحرين الذي ألقى فيه علي سلمان رئيس جمعية الوفاق عضو حزب الدعوة البحرينية الحجارة على المتسابقين في ديسمبر 1994 وكثير منهم كانوا بريطانيين وأمريكيين، وماراثون بوسطن الذي انفجرت فيه قنبلة أودت بحياة عدد من المتسابقين، ولكن ذلك لم يكن وجه الشبه الوحيد الذي جمع بين البحرين والولايات المتحدة في معركة الإنسانية مع الإرهاب والعنف. فإذا لاحظنا الصورتين الموجودتين أسفل المقال «وقد جمعتهما بغرض المقارنة»، نرى أن الرسم التصوري هو للقنبلة التي تعتقد السلطات الأمنية الأمريكية أنها هي التي تسببت بانفجار ماراثون بوسطن يوم 15 أبريل، أما الصورة فهي لقنبلة عثر عليها قبل شهرين في البحرين وبالتحديد يوم 16 فبراير، وكانت موضوعة أسفل جسر الملك فهد بغرض إحداث نفس الأثر وارتكاب ذات الجريمة!!.الفارق الزمني بين القنبلتين شهرين فقط، فهل هذا التشابه في نفس أداة القتل في البحرين وفي بوسطن صدفة؟.للتذكير فقط اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية تلك القنبلة من أسلحة الدمار الشامل والعقوبة التي يطالب بها الادعاء العام الفيدرالي الأمريكي لصانع القنبلة التي انفجرت في بوسطن الأسبوع الماضي هي الإعدام.الجدير بالانتباه والوقوف هنا هو اختيار موقع القنبلة البحرينية الذي لم يكن اعتباطياً، إذ لو انفجرت تلك القنبلة ومكانها على جسر سعودي بحريني، لوقع جراء الانفجار ضحايا سعوديون إلى جانب البحرينيين، ولكان اكتمل عقد العنف -لا قدر الله- ولدخلت المنطقة والوفاق معنا إلى سلسلة متتالية حذرنا منها ومازلنا من العنف والعنف المتبادل.أخيراً أهي صدفة ما كشفته السلطات الكندية قبل يومين عن اكتشاف خلية إرهابية لأفراد من القاعدة بالتنسيق مع إيران للتخطيط لهجمات إرهابية؟! «الحمد لله أن من كشف التنسيق بين القاعدة وإيران كندي وليس بحرينياً». فهل كان المخطط هو شرارة تجر المجموعات السعودية «السنية منها والشيعية» إلى سلسلة انتقامية متبادلة؟.«الشبكة الخليجية الإيرانية» الممتدة أذرعها من الكويت شمالاً إلى المملكة العربية السعودية وإلى البحرين، وموجودة أياديها في الإمارات وقطر وعمان ومعروفة بالأسماء وبإمكان تلاقيها، فإن أمطرت في البحرين رفعوا مظلاتهم في بقية تلك الدول، والعكس والتناغم والتنسيق بين أعضاء تلك الشبكة خاصة في بريطانيا وأمريكا واضح ومكشوف صوتاً وصورة، ولقاءاتهم وبياناتهم وحراكهم المشترك لم يعد خافياً وما يصرف عليهم من تمويل لتغطية تكاليف حراكهم مبالغ لا تقدر عليه إلا موازنة دولة، وهي من أخطر ما مرت به دول الخليج العربي، خاصة أن تلك الشبكة نجحت وبمساعدة اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة الأمريكية واللوبي الإيراني في بريطانيا أن تربط اهتماماً مشتركاً يقضي بتمكين هذه الجماعات من بوابة «الحقوق الإنسانية» لإسقاط الأنظمة الخليجية، معتقدين أن ما نجحت به أمريكا في العراق قابل للتطبيق في دول الخليج العربي.المالكي بلسانه ينذر أن العراق على شفا حرب طائفية أهلية، فهل نحن في الخليج نبالغ في مخاوفنا؟.الأرقام في البحرين تنبئ عن حجم الإرهاب الذي تتعرض له، فنحن نتحدث عن جماعات عنف وإرهاب وارتباطات إيرانية وتمويل إيراني وصل بها العنف إلى استخدام «أسلحة دمار شامل» حسب التوصيف الأمريكي لا توصيفنا.نفذت في العام الماضي في البحرين 8300 هجوم بـ«المولوتوف» والأسياخ والقاذفات، أسفر عن مقتل اثنين من رجال الأمن وإصابة 899 بعضهم إصابته خطرة، وقطع طرق وأعمال تخريب فاقت 13 ألف هجوم تخريبي، وحرق أكثر من 24 ألف إطار «إحصاءات وزارة الداخلية لعام 2012».والوفاق كجماعة سياسية مرخصة ضالعة في تلك الأعمال وغائصة حتى العنق بلا انفصال عنها، فمن يدخل على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة للجميع يرى أن الاتصال والترحيب وتبادل التحايا بين «ثوار» العنف وبين أعضاء الأمانة العامة لهذه الجمعية السياسية مستمر، وأعضاء هذه الجمعية أعلنوا أكثر من مرة أنهم يعتمدون على سواعد «الثوار» في وسائل الإعلام الإيرانية.فأن تدعم الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكية هذه الجماعة دعماً لوجستياً ومادياً وتعمل على تمكينها وفرضها قسراً على الشعب البحريني، وهي الضالعة بهذه الأعمال وبهذا الإرهاب الذي وصلت نوعيته المتشابهة إلى بوسطن، فإنها تكشف عن مخطط أمريكي سافر لتحويل دول مجلس التعاون إلى بؤرة إرهابية لا يمكن السيطرة عليها.أن تفرض الولايات المتحدة الأمريكية جماعة إرهابية وتمكنها قسراً على خارطة منطقة الخليج ككل، خاصة أن ائتلاف الوفاق جزء من تلك الشبكة الخليجية الإيرانية فإنها تنذر بإشعال المنطقة.الوفاق تقاد ولا تقود وتدفع بغباء وبإغرائها «بطعم» التمكين من السلطة مما يجعلها ترتمي وهي مغمضة العينيين، والمخطط أكبر منها بكثير وأوسع من البحرين بكثير.فهل من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية جر دول مجلس التعاون إلى حرب طائفية أهلية؟ ألا يكفيها الدماء التي تسيل في سوريا والعراق؟ ألم تكتف؟.