أضع موضوع وزارة العمل جانباً، على أن أعود للموضوع في حينه، رغم أننا نملك جوانب أخرى في ذات السياق.اطلعت على رد الوزير الفاضل الشيخ خالد بن علي آل خليفة على سؤال النائب علي أحمد الذي نشر الأحد الماضي حول إجراءات وزارة العدل ضد الجهات المحرضة على العنف، وأعتقد أنه سؤال مهم من المجلس النيابي، وأعتقد أننا نحتاج إلى أداة نيابية أكبر من أداة السؤال.وليسمح لنا الأخ الكريم وزير العدل، فما قرأته يصب في (كلام إنشائي) لا يقدم ولا يؤخر، فعلى سبيل المثال، قال الوزير إنه تم إسداء 11 مناصحة إلى 10 خطباء، ولا علم لنا ما هي المناصحة، وهل يعني أن هناك خطيباً أخذ مناصحتين؟كما تم اتخاذ إجراءات للخطباء الذين لم يستجيبوا للإنذارات المتكررة.(لا تواخذنا يا سعادة الوزير) شعرت أني أقرأ الملحق الرياضي، توجيه إنذارات ومناصحة، والبلد تدخل نفقاً مظلماً بسبب الخطب التحريضية، والله إن هذا لا يستقيم مع الواقع، ولا يحفظ الأمن، ويجعل القانون ضعيفاً خاوياً أمام المحرضين الذين كلما طبق بحقهم القانون، وجدتهم يقولون كلاماً متناقضاً عما قالوه سابقاً، فيدينون العنف، وهنا لا يقصدون عنف الإرهاب والشارع، إنما هم يتهمون الجهات الأمنية بارتكاب أعمال العنف.تعبنا في هذا البلد من (الطبطبة) الداخلية تطبطب على الإرهابيين، والعدل كذلك على المحرضين وتقول إنها تناصح الخطباء، وكأن الخطيب أحد متهمي القاعدة في السعودية وليس خطيباً ورجل شرع ودين.إن من لا يستجيب للعقل والحكمة والخوف على مجتمعه من الفتنة والنار التي تحرق الجميع، لا ينبغي أن يعتلي المنبر، المنبر رسالته خطيرة، بل أن كل ما نعانية من إرهاب كان من رأس الفتنة الذي يشرعن الإرهاب والقتل ويحرض عليه بعدة طرق وعبارات وألفاظ، وكلها مثبتة عندك يا سعادة الوزير وقد استعرضتها في جمعية الصحافيين، فلماذا القانون أعور؟؟.ولا أعرف الإنذارات وجهت إلى أي طرف، فوزارة العدل قوية وقاسية على منابر، وحنونة جداً ومتسامحة وتتعامل بالمناصحة مع منابر أخرى، وهذا لا يستقيم في وزارة مسؤولة عن تطبيق القانون على الجميع.يبنون مساجد في أراضٍ غير مرخصة، فتقوم الدولة بتعويضهم لأنها أزالت المخالف للقانون، فتبني مساجد أكبر وعلى نفقتها، بالله عليكم أي دولة هذه؟نؤيد تماماً ما ذهب إليه النائب المحترم أحمد الملا حين طالب وزير العدل بتطبيق القانون، حيث قال الملا إن القانون يقضي بمحاسبة الخطباء المخالفين مباشرة، وما يطالب به الملا يطالب به الشارع اليوم.الإرهاب هبطت وتيرته من أجل محرم، لكنه سيعود من جديد ويضرب، ما دام الإرهاب لا يضرب في معاقله، ولا يجفف في معاقله، ولا توجد إجراءات ضد الخطباء المخالفين، بالله عليكم كيف إذا ينتهي الإرهاب.قمة دول مجلس التعاون على الأبواب، وينبغي على الدولة أن تضرب الإرهاب في معاقله بقوة القانون، وإلا فإن هناك من يترصد بالقمة يريد أن يحدث الفوضى كمناهضة منه للاتحاد الخليجي، كل ذلك تعلمه الدولة، لكن لا أحد يضرب الإرهاب في معاقله.أوقفوا ظاهرة الصوت في محاربة الإرهاب، تعبنا من هذا الأسلوب، الدولة تحتاج إلى قوة القانون وهيبته حتى تحفظ أمنها، مداراة السفير الأمريكي الذي يتدخل ويقف مع الإرهابيين لن تجدي، هذا السفير أنكشف أمامنا، فهو أحد أهم أدوات الانقلاب.