وظيفة أجهزة الأمن في أي بلد تتركز في الحفاظ على أمن البلد سواء من أية أخطاء خارجية أو داخلية على حد سواء.أجهزة الأمن الوطني في أي بلد لم توجد حتى تكون أجهزة «خاملة» تراقب ولا تتدخل، تجنباً لأي اتهام لها من قبل جهات «يسوؤها» عمل أجهزة الأمن بغية القيام بأي إجراء احترازي لحفظ أمن البلد، وإلا لما أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الدولية الكبرى وغيرها أجهزة استخباراتية وأمنية.نعرف تماماً أن إعلان وزارة الداخلية من خلال وزير الداخلية الشيخ راشد عن القبض على خلية إرهابية «ضاعت الحسبة وإلا لقلنا أنها الخلية رقم كذا»، كانت تعمل لتنفيذ عمليات داخل البلد بغية زعزعة أمنه واستقراره ولاستهداف شخصيات فيه، نعرف تماماً أن هذا الإعلان «ضايق» من يكره هذا الوطن، والذين سينهجون نفس النهج في وصف المشهد بأنه «فبركة» و»مسرحية» واتهامات «باطلة» لإيران.هذا ديدنهم الدائم، حينما تتحرك البحرين لتحمي أمنها الداخلي تقوم قيامتهم، وبدلاً من توجيه سهامهم «الوطنية» تجاه من يريد بهذا البلد شراً وسوءاً، تجدهم يوجهونها لأجهزة الأمن والداخلية وكأنهم يتحدثون بلسان داعم لأي خلية إرهابية أو أي استهداف لهذا البلد الذي يفترض أنهم يدافعون عنه!لكن ماذا نقول بحق فئات وأفراد آثروا بيع وطنهم برخص التراب، وبات عدوهم الأول من يحمي هذا الوطن ومن يسهر الليل والنهار للتصدي لأية مؤامرات أو مخططات تحاك ضده.هل أخطأ وزير الداخلية في أي شيء مما قاله بشأن الخلية وبشأن الحفاظ على أمن هذا البلد؟!في مفهوم المخلصين فإن رجلاً مثل الشيخ راشد ومعه العاملون في أجهزة الأمن يقومون بدورهم الوطني، وبالتالي سهرهم لحماية هذا الوطن وأهله مشكور وموضع تقدير، لكن في مفهوم الانقلابيين فإن الرجل «أخطأ» لأنه كشف الأيادي الخبيثة التي تريد الإضرار بهذا الوطن.بعضهم سيصيح الآن وسيقول إنها معلومات ووقائع يصعب تصديقها، هؤلاء هم من وجه لهم وزير الداخلية تساؤلاته بشأن ماذا يفترض أن تقوم به أجهزة الأمن؟ هل المطلوب وفق مفهوم «حضراتهم» الانتظار حتى يزداد أشخاص التنظيم، أو حتى يتم تجهيز مستودع وتهريب أسلحة، أو انتظار عمل وتفجير في مكان ما بالبحرين أو استهداف إحدى الشخصيات؟!هل علينا انتظار حصول كل ذلك حتى يقتنع «حضرات» الانقلابيين وداعموهم إعلامياً أن هناك مخططات وخلايا تستهدف البحرين؟!والله هؤلاء لو رأوا غزواً من الجارة الشمالية للبحرين لوطنهم لهللوا وكبروا واعتبروا ذلك نصرة لحراكهم الطائفي العنصري، أتظنون أن هؤلاء سيقفون في وجه من يريد الإضرار بهذا الوطن وبالأخص لو كان من جارة السوء؟!أجهزة الأمن تقوم بدورها وزيادة، بل في البحرين رأينا رجل الأمن كيف يتعامل بطول صبر وبال، ورغم ذلك يتهم ويحاكم ويسجن، وكأنه يدفع ضريبة حماية هذا الوطن.اسألوا الأمريكيين وسفيرهم صديقكم، ماذا سيفعلون بعناصر تكتشف مخابراتهم «العظيمة» أنها «فقط» تخطط لاستهداف الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية؟! اسألوهم ليخبروكم بإجراءاتهم إزاء ذلك، ولعل استرجاع ما حصل بعد الحادي عشر من سبتمبر وأهوال «غوانتانامو» تنعش الذاكرة وتوصل الفكرة.«أخطأ» وزير الداخلية بحقكم لأنه كشف مخططاً جديداً كنتم تمنون النفس برؤيته ينفذ على أرض الواقع في إطار سعيكم لمحاربة هذه البلد ونظامها وأهلها، لكن بالنسبة للمخلصين ومحبي تراب البحرين فقد «أصاب» وزير الداخلية ويستحق وجميع أفراد الأجهزة الأمنية كل التقدير والعرفان.أمن الأوطان أولوية تأتي قبل أي شيء، من يطبل لاحتلال بلده ويدعو الأجنبي للتدخل يكشف تماماً مقدار «وطنيته»، وكيف أنها مجرد شعار استهلاكي يستخدمه كغطاء لأطماع مريضة لا تختلف أبداً عن أطماع أي محتل.
Opinion
هل «أخطأ» وزير الداخلية؟!
05 مارس 2013