بداية يستحق النواب الذين وقفوا ضد تمرير الميزانية شكر الناس وتقديرهم، أقلها اتخذوا هذا الموقف انطلاقاً من استياء الناس تجاه ما يحصل من سجال بشأن تحسين أوضاعهم المعيشية.لكن هنا نستثني من اتخذ الموضوع فرصة للتهجم على قيادة البلد ممثلاً بجلالة الملك وسمو رئيس الوزراء، فكلام الحق الذي يراد به باطل مفضوح تماماً، وشعب البحرين المخلص (أكرر المخلص) ليس مغفلاً ليدغدغ بعضهم مشاعره باللعب على همومه بالشعارات وفي نفس الوقت يتخذونها «حجة للتطاول على قيادة البلد، في حين أن هؤلاء «ينخرس» لسانهم عن إدانة أي استهداف تتعرض له البحرين سواء أكان خارجياً أم إرهاباً داخلياً بل يتخندقون «قلباً وقالباً» مع من يريد سرقة هذا الوطن.رفض تمرير مشروع الميزانية إلا بتضمينها ما يخدم المواطن من زيادة رواتب وزيادة للمتقاعدين ورفع نسبة علاوة الغلاء، هذا الرفض لم ينه المسألة أبداً، بل أرجأها لحالة قد تزيد من قلق الناس باعتبار أن الفصل فيها سيكون باجتماع المجلس الوطني وإدلاء أعضاء مجلس الشورى بدلوهم، وهي المسألة التي يجزم بشأنها كثير من الناس بأنها ستنهي العملية بتمرير الميزانية كما هي بل وستريح أعصاب بعض النواب الذين لا يريدون «زعل» الدولة في مقابل أن «زعل» الناس لا يهمهم البتة.الرسالة اليوم توجه لأعضاء مجلس الشورى، وهم «يفترض» تشكيلة من الخبرات وأصحاب الشأن والمكانة في المجتمع، وعينوا على أساس هذه الخبرة، إن لم يكن كلهم فأقلها أغلبهم.جلالة الملك -حفظه الله- هو من يعين أعضاء الشورى بمراسيم ملكية، وهذه المسألة لا تعني أن أعضاء الشورى مطلوب منهم أن يكونوا حكوميين حتى النخاع بحيث يقفون عائقاً أمام كل مسألة من شأنها أن تصنع ضغطاً على الدولة مقابل كونها تخدم الناس. نثق بأن جلالة الملك عينهم لأجل خدمة الوطن والمواطن باعتبار الأخير هو الأولوية القصوى وأن السعي يجب أن يكون في اتجاه تذليل همومه وحل مشكلاته وتحقيق مطالبه، وهذه دعوة صريحة يكررها جلالته دائماً.كثير من الناس ينتقدون مجلس الشورى لأن القناعة ترسخت لديهم أن المجلس يتحرك بطريقة مضادة لمجلس النواب، وأن أعضاءه يحرصون على «إفشال» أي مشروع طموح لخدمة المواطن طالما أنه سيأخذ من خزينة الدولة، وهذا مفهوم خاطئ. إذ أولاً، المجلس يضم عناصر لو تابعنا أدائها لوجدنا حرصاً منها على تحقيق الخير للمواطن وهذا مؤشر جيد، ثانياً أن أي موقف من مجلس الشورى بما يتوافق مع التوجه العام لمجلس النواب باعتباره يمثل تطلعات المواطنين سيخدم الحركة التشريعية في البحرين وسيحقق لمجلس الشورى الاحترام المنشود وتقدير دوره بشكل أكبر بالنسبة للناس.وبالتالي، فالكرة اليوم في ملعب الشوريين بشكل أكبر عما كانت في ملعب النواب، السؤال هو: هل تريدون أن تحققوا الخير لهذا المواطن وأن تسهموا في تلبية تطلعاته، أم لا؟!وحش «العجز المالي» لم يصنعه الناس، هو نتيجة سياسات خاطئة من قبل بعض القطاعات وسوء إدارة واستمرار للهدر المالي في ظل غياب المحاسبة التي يفترض أن السلطة التشريعية قطعت بشأنها شوطا طويلا ومنذ عشر سنوات وليس الآن، بالتالي من غير اللائق أن يدفع المواطن الضريبة، بينما يقف من يفترض أنه يمثله ويتحدث باسمه متفرجا دون حراك، ويتنعم في المقابل بمزايا المنصب المتعددة.الجلسة الحاسمة للميزانية ستكون إما متضمنة لـ»سابقة تاريخية» تحقق صالح هذا المواطن، وتدعو الدولة لإعادة الحسابات بشأن المصروفات والموازنات المخصصة للمشاريع، بحيث تتم إعادة جدولتها ليتم إيجاد مبلغ ليدعم مشروع زيادة الرواتب على غرار ما يحصل دائماً مع طيران الخليج، أو ستكون الجلسة «صاعقة» تنزل على رأس المواطنين دون أية زيادات للرواتب فقط تمرير العرض «البخس» المقدم بشأن علاوة الغلاء، وهنا سيكون وضع النواب مطابقاً للمثل الشهير: «وكأنك يا بوزيد ما غزيت»!نكرر السؤال: ستقفون مع المواطن يا شوريين؟! ننتظر ونشوف!
Opinion
سابقة أم «صاعقة».. ستقفون مع المواطن يا «شوريين»؟!
19 مايو 2013