جهد كبير بذله المحرضون على تنفيذ ما سمي بـ «بنك الكرامة» طوال الأسبوعين الماضيين، حيث «اشتغلوا» على البسطاء من المواطنين بغية دفعهم إلى سحب مدخراتهم من البنوك الوطنية في محاولة يائسة للتأثير على الاقتصاد الذي ثبت أنه لا يمكن أن «يتضعضع» حتى لو تم سحب كل ما يمتلكون من أموال وإيداعها خارج البحرين. ما لم يلتفت إليه أولئك وهم ينشرون أخبار المشاركين في خطوتهم الخاسرة تلك وينشرون صوراً لفئة العشرين دينارا يقولون إنه تم سحبها للتو «طازجة» من البنوك وبعضها لرزم كبيرة هو أنهم بهذا يعلنون أنهم لا يعانون من أية مشكلات مالية، وأنهم لم يخرجوا في الأساس للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية، فمن يمتلك كل هذه الأموال التي يمكن أن تؤثر على اقتصاد البحرين يعني أنه يعيش وضعاً مالياً طيباً جداً، وإلا لما تمكن من جمع كل هذه الأموال، إلا إذا كان يجمع الأموال ويبخل بها على نفسه، أو يركنها ليبدو فقيراً مسكيناً ليقال إن الحكومة مقصرة في حقه!هذا الأمر لم ينتبه إليه أولئك الذين دعوا إلى تنفيذ هذه الفعالية، ففضحوا أنفسهم وأكدوا للعالم أجمع وبالدليل القاطع أنهم يمتلكون أموال قارون، تماماً مثلما فضحوا أنفسهم من قبل وأكدوا أنهم إنما يرمون إلى تخريب اقتصاد البلاد أملاً في اهتزاز النظام وسقوطه، وكانوا من قبل ينكرون ويقولون إن من يدعي أنهم يسعون إلى ضرب الاقتصاد إنما يمارس ظلماً، ويتهمهم بما لا يليق بمحتجين بأن ضرب الاقتصاد سيتضرر منه الجميع وأنهم جزء من الجميع. بالتأكيد يتساءل الجميع الآن، إلى أين سيأخذون تلك الأموال التي سحبوها من البنوك الوطنية؟ هل سيعيدون إيداعها اليوم الأحد في حساباتهم في البنوك التي سحبوها منها؟ أم سيضعونها في وسائدهم ويخيطونها وتظل في بيوتهم معرضة للضياع؟ أم أنهم سيودعونها في البنوك الأجنبية العاملة في البلاد؟ لا خيارات أخرى أمامهم سوى نقلها إلى الخارج ليستفيد منها الأجنبي الذي يقولون إنه يدعم النظام في البحرين!سواء قدروا أن هذا الخيار هو الأفضل بالنسبة لهم أم ذاك فإنهم في كل الأحوال يكونون بمشروعهم الفاشل قد تأكدوا من أن اقتصاد البحرين من المتانة بما لا يمكن أن تؤثر فيه حركة مراهقة كهذه، وتأكد العالم أن من قالوا ذات يوم إنهم لا يستهدفون اقتصاد البحرين لم يقولوا الحقيقة، وتأكد أيضاً أن القول بأنهم فقراء مساكين ويسعون إلى تحسين معيشتهم غير صحيح، لأن المبالغ التي ظلوا يعلنون عنها في اليومين الماضيين تؤكد عكس ذلك فبها يستطيعون تحسين معيشتهم إلى الحد الذي يمكن أن يكونوا متساوين فيه مع إخوانهم في بقية دول مجلس التعاون .إنها غلطة «الشاطر»، أرادوا من فعالية «بنك الكرامة» سوءاً، فافتضحوا، وبدل أن يحرجوا الدولة أحرجوا أنفسهم وفضحوها، وتبين العالم مقدار المغالطات التي يعتمدون عليها، فمن يمتلك كل تلك المبالغ التي تجعلهم يغامرون بسحبها ويراهنون على أنهم بفعلتهم هذه سيسقطون النظام يعني أنهم ليسوا في حاجة إلى المال وأن الأولى و»الأشرع» أن يوظفوها ويستخدموها لتطوير حياتهم بدل مراكمتها في البنوك!حسب جدول الفعاليات المعتمد من «الجهات العليا» فإن عملية «بنك الكرامة» سيتواصل تنفيذها يومي الأربعاء والخميس المقبلين، ما يعني أن مبالغ أخرى سيتم سحبها، لن تؤثر على الاقتصاد أبداً، ولكنها ستوسع من دائرة القناعة بأن من يطالب بكل هذا الذي يطالب به، يمتلك من الأموال ما يمكن أن يحسن بها حياته وتفيض عن حاجته. مجرد سؤال: هل الأموال المجمدة وتلك التي تدخل في مسابقات الجوائز البنكية يتم سحبها أيضاً أم أن السحب مقتصر على الفتات من الدنانير؟!