الدخول «المسرحي» المعتاد لجمعيات «التأزيم» للحوار في آخر السويعات كان «المشهد الأخير» قبل أن يعلن بداية الحوار «الجديد» فعلياً أمس.هنا سأصفه بـ»الحوار الجديد» معبراً عن رأيي الشخصي الذي قد يتفق معه البعض أو يختلف، إذ حينما نقول «استكمال» لشيء ما، سواء كان مشروعاً أو مفاوضات أو حوارات، فإن المعنيين بـ»الاستكمال» يفترض بأنهم الذين شاركوا فيه منذ البداية.هنا نجد أن الوصف الذي أطلق كان «الاستكمال»، لكنه لم يشمل كل من شاركوا في المحور السياسي في الحوار الأول، وهؤلاء من حقهم المشاركة في «الاستكمال» باعتبار أنهم كانوا جزءاً من المداخلات التي أفضت للرؤى التي تتطلب اليوم مزيداً من الحوار لاستكمالها ووضع النقاط على حروفها. لكن ما حصل أن هذه الجولة الثانية –إن سلمنا بذلك- استبعدت غالبية الذين شاركوا في الجولة الأولى، ما يعني عدة أشياء على رأسها أن هذا هو «حوار جديد» وليس «استكمالاً»، وأن الوصف الأخير أورد لغرض ما، أغلب الظن قد يكون بهدف امتصاص الغضب الشعبي من إعلان «إعادة» للحوار فقط ليمنح رافضوه فرصة جديدة. أما المسألة الأخرى فإنها تعني –وللأسف- بأن مكونات المجتمع «سقطت» منها أجزاء عديدة كان يشار لهم بالأهمية قبل عامين، ما يعني أن من «هندس» الحوار قرر من يدخل فيه ومن لا يدخل، وعليه فإن القول بأن الحوار يمثل الجميع فيه «إعادة نظر»، وأن ما يحصل الآن هو «استكمال» مسألة لا تتسق منطقياً. عموماً، لسنا نثبط الهمم هنا، لكننا نشير لملاحظات هامة كان يفترض الأخذ بها لأنها معنية بالشارع البحريني، هذا الشارع المفترض أن يكون أساس كل حراك يحصل، وهو ليس كلاماً نخرجه من جيوبنا بل كلاماً يتردد كل يوم وعلى لسان كل مسؤول ومن على كل منبر.قد تكون الإجابة صعبة «لمن يعنيه الأمر» رداً على سؤال أي مواطن يقول بأن من يتواجدون في هذا «الحوار الجديد».. عفواً «استكمال» الحوار السابق لا يمثلونه، إذ بماذا نجيب المواطن الذي من المفترض أن يكون «محور» الحراك الشامل حينما يقول بأنه لا الجمعيات التي تصف نفسها بالمعارضة تمثله ولا الائتلاف يمثله ولا ممثلو السلطة التشريعية يمثلونه بنوابهم وشورييهم ولا حتى الوزراء مع الاحترام للجميع؟! كيف يمكن أن نجيب هذا المواطن حتى يقتنع ويقول بأن مخرجات «الحوار الجديد» .. عفواً الاستكمال» تعبر عن رأيه وتمثله وعليه سيلتزم بها؟!المفترض بأن السيناريوهات انتقلت الآن من الشارع إلى طاولة الحوار، أو هكذا يظن من يرى بأن المفاوضات الدائرة ستحل كل إشكال موجود رغم أن العدة معدة ومعلن عنها لإحياء ذكرى الانقلاب بعد أيام. ماذا على الجمهور أن يفعل الآن بعد أن ذهب ممثلو الجمعيات المفترض أن تمثله للتحاور والخلوص إلى وسيلة لوضع النقاط في نهاية السطور العالقة؟!الإجابة بسيطة جداً بحسب ما نستشفها من مواقف الأطراف المشاركة، بأن على الجمهور «الآن» فقط «التفرج»!