ما سأكتبه اليوم «مختصر جداً».. هي «كلمة ورد غطاها».. سيقولها لكم كل بحريني «مخلص» لهذه الأرض، وتحت كلمة «مخلص» مليون خط أحمر.لن أقول إن كلام الإيراني عبداللهيان مساعد وزير نظام طهران «تطاول سافر» على سيادة البحرين، بل أصدق وصف له هو «قلة أدب» معتادة من عناصر النظام الإيراني.لهيان الذي كان سفيراً سابقاً لنظام الخامنئي في البحرين يعرف تماماً عناصر الطابور الخامس الذي صنعه هو ومن فوقه أسياده من طهران في البحرين، بالتالي طبيعي جداً أن «ينتفض» للدفاع عمن صنعهم ودعمهم وهيأهم لتنفيذ مخطط انقلابي يضع البحرين تحت السيطرة الإيرانية.يا لهيان إن كان عيسى قاسم وهو من منحه سيدك الخامنئي صفة «آية الله» يهمكم لهذه الدرجة؛ فلماذا لا تأتون بوفد دبلوماسي وتأخذون «عميلكم» معكم وتذهبون به إلى من يمكنه أن يحميه هناك تحت كرسي الخامنئي؟! بل إن كنتم قلقيــــــن وخائفيـــن على «الإسلام» لأن قاســــم تم تفتيش بيته لإيـوائه إرهابيين؛ فلماذا لا تطلبون من مملكة البحـريـــن أن ترسل لكم «خادمكم» لطهران ولن تقصر دولتنا، وبالتأكيد سترسله معززاً مكرماً وعلى الدرجة الأولى بتذكرة ذهاب بلا عـــــودة بعد أن تسحب جنسيته البحرينية التـــي منحت له، وحتى تعيدوا له أنتم جنسيته الأصلية!لهيان «هاج» على تفتيش بيت قاسم، وطهران جعلت عملاءها في كل مكان ينتفضون، حسن نصر الله زعيم حزب اللات، العميل المالكي ومقتدى الصدر وغيرهم يتحدثون وكأن «نبياً» أنزله الله من السماء تتم مضايقته ويتم تهديده. بالتالي يا جماعة، يا كل من انتفض لقاسم من أتباع ولاية الفقيه وعبيد الخامنئي خذوا ابنكم وأعيدوه لمسقط رأسه ومكان ولائه المطلق أو استضيفوه في أي بقعة تدين للخامنئي الذي تسجدون له.بل الأفضل ألا تأخذوا عيسى قاسم وحده، خذوا معه كل من ينتمي لطابوركم الخامس في البحرين، اذهبوا بهم لجنة الخامنئي على الأرض، وهناك سوف «تحمونهم من بطش الدولة البحرينية ومن يوالونها ويرفضون التدخلات الإيرانية» كما تدعون.لن أدخل في الشأن الداخلي الإيراني، رغم أنكم يا لهيان من تعتقلون معارضيكم حتى وإن كانوا رجال دين، وتفرضون عليهم الإقامة الجبرية إن لم تنكلوا بهم، ولعلك تعرف مهدي كروبي ومير حسين موسوي.. أليس كذلك؟! بل لعلك تملك إحصائية بعدد ضحايا نظامكم في الأحواز من أهل السنة، بل تعرف تماماً كيف راعى الخميني حقوق الإنسان في أكثر من 120 ألف شخص اعتقلوا وأعدموا من رجال ونساء وأطفال؟! وإن كنت لا تعرف فاسأل منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة أو المعارضة الإيرانية التي لم تفلحوا في قتل من بقي منها علك تعرف من هو النظام الفاشي الظالم.البحرين ليست ولاية إيرانية ولن تكون، أي رجل دين له مكانته الدينية لكن حينما يتدخل في السياسة ويمارس التحريض ويحض على كراهية الدولة هو يتخلى عن عباءته الدينية ويتحول لمواطن عادي عليه واجبات وله حقوق ويساءل بالقانون، «سيستم» القدسية هذه لديكم أنتم، لدى سيدك الخامنئي وأتباعه، ما نعرفه أن «القدسية» لله وحده ولمن من عليهم بذلك من أنبيائه ورسله فقط، وآخر الأنبياء هو رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولا قدسية لأحد من بعده، لآل بيته الأطهار وصحابته الأخيار المحبة والاحترام والتقدير، لكنهم بشر وبنو آدم لهم من الحسنات ما لهم من السيئات.كلمة ورد غطاها؛ إن لم يعجبكم أن تطبق الدولة البحرينية قوانينها على عناصر «طابوركم الخامس» فتفضلوا خذوهم لديكم، أريحونا من فوضاهم وأريحونا من «قلة أدبكم»، لكن المشكلة حينما سيقول لهيان بأنه لا يمكن ذلك باعتبار أن عيسى قاسم ومن معه بحرينيون ولا يحق لإيران أن تأخذهم من بلدهم!إن كان كذلك، وأنهم بحرينيون، فهي بالفعل «قلة أدب» حقيقية حينما تتدخلون في شؤوننا الداخلية، بالتالي اسمح لنا أن نقول لك؛ إما أن تأخذ عملائك.. أو أن «تنطم»!ختاماً ستبقى البحرين عصية، ستبقى عربية ولن يحكمها ولي فقيه أو مرشد إيراني طالما ظل النبض في عروق المخلصين لها.