لا غرابة فهم يؤيدون قاتل الأطفال وهاتك الأعراض، لا غرابة فهم يناصرون بشار، لا غرابة أبداً في أي أمر يبدو منهم فهم أحفاد التتار، فلا تستغربوا إذا وصلت خلاياهم الشيطانية الإيرانية المجرمة إلى أرض الحرمين وإلى أطهر بقعتين مكة المكرمة والمدينة المنورة!! لا غرابة فقد سرق أجدادهم القرامطة الحجر الأسود، فهذه هي جرائمهم، وهذه هي عقيدتهم، وهذا هو تاريخهم الأسود الذي سيبقى أسود في أسود. الخلايا الشيطانية الإيرانية في السعودية كما هي في البحرين، فهي شبكات متواصلة بعضها ببعض، فالقضية ليست غريبة، ونذكركم بحادث الانفجار الذي وقع في إحدى الطرق المؤدية للحرم المكي عام 1998 التي نفذها مجموعة دخلوا كحجاج، إذن القضية ليست غريبة ولا بعيدة، ومثلها يتكرر في البحرين وبنفس الطريقة والأسلوب، ونفس الخلايا الشيطانية الإيرانية المجرمة تتراسل وتنقل الأخبار وتفشي الأسرار وتتابع تحركات المسؤولين من وإلى مناطقهم، وهناك موظفون في شركات يعرفون أخطر الأسرار وأدق الأخبار وكل شيء لديهم موثق ومسجل، وهناك تسجيلات كاملة تسلم وتودع لدى المخابرات الإيرانية في العراق وطهران، فخطوط الطيران مفتوحة، والناقلات موجودة، والشاحنات تشحن وتوصل، وهكذا استطاعت الخلايا الإيرانية المجرمة تصل إلى مكة والمدينة وباقي أطراف السعودية، أما في البحرين فنخشى أن تكون موجودة في كل شبر وباع.إننا أمة لا تتعظ ولا تراجع الدروس، وذلك لأننا ننظر إلى الأمور بحسن نية انتهت صلاحيتها وزمانها، فنحن لسنا في أيام «الهول يا مال»، وليس في أيام «البرستي والسيف»، نحن في أيام الخيانة العمياء التي لا تعرف أرضاً مقدسة، ولا دماء محرمة، فهم نسل هولاكو الذي دمر ديار المسلمين، فلذلك لا تستغربوا خبر أن دكتوراً عميلاً أو وزيراً خائناً أو مدرساً جاسوساً فجميعهم يقدمون الخدمات والمعلومات كل على حسب موقعه ومكانه ومكانته.ولا بد هنا أن نذكر لكم درساً من التاريخ، لعل وعسى أن يزيح الغفلة التي يعيشها الكثير منا في مواقع أعمالهم، ويحاولون الدفاع عن أنفسهم بتجنب الخوض أو العمل بتقديم المصلحة الوطنية، وذلك كي لا يقال عنهم طائفيون، فعقولهم التي درست العلوم الإدارية من الجامعات الأوروبية لم تتعلم كيف تبقي السيادة في يدهم لأن بلدهم ليس بلداً أوروبياً، بل بلداً عربياً يعيش بينه عملاء وخونة يلبسون ثياب الوطنية بقلوب إيرانية، والدرس الذي نريد أن نراجعه معاً هو عن أسد الدين شيركوه بن شاذي الدويني الكردي الأصل أخي نجم الدين أيوب والد صلاح الدين، فكان شيركوه كالشهاب الحارق لا يصبر على إساءة أو عدوان أو انتهاك حرمات، وكان يؤمن أن النصر لن يتم إلا بتوحيد الشام ومصر، وانتهز فرصة استنجاد «شاور» بعدما انتصر عليه ضرغام بعد خلافهم على منصب الوزارة والخليفة العاضد الفاطمي ليس له من الأمر شيء، فتوجه شيركوه إلى مصر ومعه صلاح الدين الأيوبي وألف رجل حيث انتصروا على ضرغام وأعاد شاور لمنصب الوزارة، لكن شاور غدر به وأمره بالرجوع إلى دمشق وهدده، وأسرع شاور إلى الصليبين يستنجد بهم على شيركوه.إذن هم من جنس واحد والخيانة باقية في نفوسهم إلى قيام الساعة، فلا ينفع معهم حلول سياسية ولا برامج اقتصادية ولا مصالحة وطنية، لأن حياتهم لا تصح في عقيدتهم بدون خيانة وعمالة وجاسوسية، لأن عدوهم الأزلي هو نفسه الحاكم السني، فهذه الجيوش الإيرانية والقنابل النووية والصورايخ ليست لمحاربة أمريكا أو إسرائيل، بل رؤوس صواريخها وفوهات مدافعها موجهة إلى المنشآت الحيوية في دول الخليج، التي لديهم عنها الرسومات والهياكل والمخططات والمعلومات التي وصلت إليهم من عملائهم وجواسيسهم.إذن ليس في الأمر غرابة ولا استغراب، فهي ليست أول خلية تكشف، وبالطبع لن تكون آخر خلية، فالخلايا منتشرة والتفجيرات متواصلة، لذلك نتمنى أن تكون هناك استراتيجية خليجية موحدة تقطع يد إيران وتقتلع عيونها.