مع كل تصريح قوي يصدر من هذا الرمز الوطني، ومع كل درس عملي يقدمه في فنون الإدارة وحراك التنمية، ومع كل نبض وطني يخفق في صدره، يدعو المخلصون لهذا الوطن المولى عز وجل بأن يحفظ «أسد البحرين» خليفة بن سلمان، وأن يديم عليه لباس الصحة، فهو رجل نادر لا يتكرر، يحق لهذه البلاد الطيبة وأهلها أن يفخروا به.حتى تُختطف البحرين، وحتى يُستولى عليها، لابد من ضرب مصادر قوتها، لابد من تفتيت عزيمة المخلصين من أبناء الشعب، لابد من استهداف رموز نظامها، وبالتأكيد لابد أن تصوب سهامهم في كل مرة في اتجاه الرجل القوي خليفة بن سلمان.ندافع عن رئيس وزرائنا العزيز لأننا ندرك تماماً لماذا يستهدفه الانقلابيون من أتباع الولي الفقيه وأذناب إيران، نعرف تماماً لماذا يستهدفون موقعه كرئيس لوزراء البحرين، ولماذا يغيظهم التفاف الشعب المخلص حوله. نعرف تماماً أنكم ترونه وهو باني الدولة الحديثة وهو عضيد جلالة الملك حفظهما الله على أنه سد منيع أمام محاولاتكم، هو القادر على توحيد صف الشارع الوطني لأنه بالفعل «رمز وطني».. رمز حقيقي استحق موقعه بما قدمه للوطن ومازال.نعرف تماماً أن أي قول أو فعل يشيد فيه المخلصون بخليفة بن سلمان يغيظكم بل يحرقكم... نعرف تماماً كيف أن الاستقبالات الحاشدة لسموه حينما يعود لأرض الوطن تسبب لكارهي الوطن صداعاً مزمناً.. نعرف تماماً أن نيتكم الدائمة النيل من إنجازات هذا الرجل والسعي لسرقة البحرين من خلال استهداف موقعه، وهذا ما يجعل المخلصين يلتفون بشكل أكبر وأقوى حول رئيس وزرائهم، ويرفضون أي إساءة أو مساس به.خليفة بن سلمان لم يعد فقط رمزاً لشرعية النظام الحاكم، بل أصبح رمزاً لقضية في قلب كل بحريني مخلص، قضية ترتبط بمصيره ومصير دولة خليجية عربية مستهدفة من أناس يريدون سلخها من هويتها، ويريدون النيل من شرعية نظامها.يستغربون بشأن هذا الارتباط، ويتهمون أطرافه ويصفونهم بصفات العبودية والتبعية، وهي أصلاً صفاتهم هم، هم الذين لا يمكنهم مخالفة «وليهم الفقيه» بحرف، لا يمكنهم انتقاده حتى لو أخطأ، في مقابل أن رمز الوطنية في البحرين خليفة بن سلمان هو من يحث الناس على الانتقاد لإصلاح أي خطأ وزلل، هو من دعاهم حتى لانتقاده، هو القائل «انتقدوا خليفة بن سلمان لكن لا تسيئوا للوطن».يحب المخلصون خليفة بن سلمان لأنه موجود بينهم، يتواصل معهم، لا يرى الأمور من فوق أبراج شاهقة بعيدة عنهم، لا يقبل أن يسخر الناس ليكونوا مسيرين لديه يأمرهم فينفذون، بل هو من الناس والناس منه، هو من يستقبل الناس في مجلسه ليسمعهم، هو من يكسر كلام أي مسؤول لو خالف الواقع الذي يتحدث به الناس، هو لا يقبل ظلم الناس، ولا يرتضي أن يضيع حقهم أو يؤخذ عنوة.بالأمس أرسل خليفة بن سلمان رسالة واضحة، ليست في مقام أول للناس بقدر ما هي رسالة للمسؤولين وصناع السياسات ومنفذي العمليات على أرض الواقع، إذ في هذا البلد لن يقبل رئيس الوزراء بأي حراك أو مشاريع تضر بمصلحة أي مواطن «ضعوا ألف خط تحت كلمة أي مواطن»، ولا إجبار ولا إكراه للمواطن على اتخاذ قرار، فدور الحكومة – كما بين رئيسها– أن يسمع المواطن منها ما يسره ويسعده.الرسالة واضحة في مضمونها، إذ على المسؤولين في الحكومة أن يوصلوا أصوات الناس بأمانة، أن ينقلوا الواقع كما هو دون تجميل أو تزيين. إن كان الناس يعانون من مشكلة وأرادوا أن يصل نداؤهم لرئيس وزرائهم الذي يحبونه ويثقون فيه ويحتكمون لعدالته فيجب أن توصل أصواتهم. المناصب في هذه الدولة لم توضع للرفاهية بل وضعت للعمل الجاد على خدمة المواطن الذي تؤكد الدولة والحكومة بأنه «أساس» أي عملية تنمية، وعليه أي حراك يتم بطريقة تضر بالمواطن ولا تخدمه، حتى لو كان الضرر يقع على أفراد قلة، فإنه حراك من الخطأ أن يوصف بحراك وطني، ومن المرفوض أن يصدر عن الحكومة، إذ كما قال خليفة بن سلمان إن «دور الحكومة أن يسمع منها المواطن ما يسعده ويسره».ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يقدم فيها رئيس وزرائنا حفظه الله درساً بليغاً بشأن أهمية الاستماع للناس ومعايشة همومهم عن قرب، وكيف يجب أن تتمحور كل المشاريع لخدمة المواطن وتحقيق الرضا لديه.لأنه «نبض الناس» فإن الناس يحبونه.. ولأنه رجل الأفعال قبل الأقوال فإن الناس تنشده وتطالب بإيصال أصواتهم مباشرة إليه، ولأنه لا يرضى بالظلم فإن الناس يثقون بعدالته.. ولأن المخلصين يدركون تماماً كل ذلك، فلم يكن غريباً أن يرفعوا شعاراً دائماً لهم بشأن أي معضلة تواجههم وتتقطع بهم سبل حلها.. بأن «الصعاب .. ما لها إلا خليفة».