لعل هذه العبارة هي الأشهر في الأوساط الكروية العربية عندما يهزم ناد أو منتخب.بصورة عجيبة جداً نتهم هذا الشخص الذي يأتي ليقدم لنا فكراً فنياً، بل إن هذا المدعو الذي اسمه «المدرب X» رغم أنه يصل بالمهاجمين إلى المرمى لأكثر من خمس مرات على الأقل في المباراة الواحدة إلا أن بعضاً من الجماهير لا تزال تراه بأنه المخطئ، نعم يضيع المهاجمين الفرص والأهداف لأسباب تكون منهم وفيهم ولكن يتهم ذلك المدرب المسكين.في حين أن ذلك المدرب يكون لربما أتى بفكر عريق ومن مدرسة كروية كبيرة، إلا أنه لا يلقى البيئة المناسبة لتقديم أفكاره الكبيرة، يكون قد أهداه الاتحاد الفلاني بيئة غير مناسبة، بل إن المشكلة الكبرى في حصول ذلك المدرب على نتاج تخطيط عشوائي سيء قام ذلك الاتحاد بصنعه، وبين بطولة وأخرى يكون قد خسرها لغيره، يتهم ويوضع زناد الاتهام في مجابهة وجهه، وهو لا يملك الحيلة للتخلص من ذلك، فلا هو بمخطط، ولا هو بإداري، فالمدرب X هو ليس سوى نادل يقدم فكراً كروياً واستراتيجية فنية على ورق، يسأل بها اللاعبين أن يحققوها، وإن لم يحققها، فهل هذه مشكلته؟!نحن العرب مازلنا نعاني من تلك الثقافة نفسها، ثقافة «المدرب هو السبب»، بل إن هذه الإحصائية هي حقيقة وواقع وليست من وحي خيالي، ولمن أراد أن يتأكد، فلينظر للبرامج الجماهيرية التي انتشرت في الهشيم الآن بعدما كان برنامج «الجماهير» مسبقاً والذي كان يقدمه المميز حسن حبيب قد وضع حجر الأساس لهذه النوعية من البرامج في قنوات الوطن العربي الرياضية.وما هو إلا نداء لمشجعينا العرب الكرام، في النادي أو المنتخب المعين، هنالك جهاز إداري كبير، وأكثر من 45 لاعباً بين فئتي الشباب والأول، لماذا تقع أولى خياراتكم واتهاماتكم حول المدرب ولا يصب نصف غضبكم على اللاعبين أو على إدارة فريقكم ؟!يجب دائماً أن ننظر لتفاصيل التفاصيل في عالم كرة القدم، فإذا أنا كنت مدرباً لإحدى الفرق على سبيل المثال، في خلال المباراة الواحدة أصل بمهاجمي فريقي 3 مرات على أقل الاحتمالات ومن ثم لا يتمكن أحدهم من التسجيل من تلك الفرص المحققة المهدرة، فهل هذا ذنب أستطيع أن أرميه على كتفي أم أنه نتاج وعي مشتت وفراغ فكري كبير نعاني منه ؟! ومن هنا تأتي أدوار أجهزة الإعلام المرئية وغير المرئية في بناء مجتمع يرتقي عن غيره من المجتمعات كفكر وثقافة رياضية !نشعل دائماً القناديل حول جثماننا، هي ذات القناديل التي أطفأنها عن حياتنا ..همسةالمدرب X ليس بالضرورة أن يكون مدرباً معيناًبل هو أي مدرب يأتي للعالم العربي ويخرج مطروداً بأحجار الاتهام النارية .. التي لم ترحم أحدهم يوماً !