حضرت افتتاح المؤتمر الطبي الأول للتعامل مع حالات الحوادث والطوارئ يوم الخميس الماضي، تحت رعاية الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي رئيس جامعة الخليج العربي وبحضور مجموعة من المسؤولين بوزارة الصحة، والذي نظمته عمادة شؤون الطلبة بالجامعة، بمركز الأميرة الجوهرة البراهيم للطب الجزيئي، وبمشاركة نخبة من الاستشاريين والأطباء من مختلف دول مجلس التعاون ومن مختلف دول العالم.ما شدني في المؤتمر؛ هو الحماس الكبير الذي رأيته على وجوه شبابنا الخليجي المتوهج للعمل الجامعي في إطار مختلف، ومدى التنسيق الكبير الذي كان من ألفه إلى يائه شبابي بحت، فكل شيء كان جميلاً جداً، ولم أر سوى الحماسة على محيا الشباب، والروح المتوهجة للعمل الجماعي لإنجاح المؤتمر.في حديثي الخاص وعلى هامش المؤتمر مع استشاري جراحة الأوعية الدموية والعلاج بالقسطرة بمستشفى قوة دفاع البحرين، مدير برنامج علاج إصابات الحوادث البليغة في البحرين الدكتور ظافر كمال، أكد أنه سعيد للغاية أن جاءت هذه البادرة من قبل طلبة الطب وليس غيرهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وعي الطلبة الخليجيين بأهمية هذه المؤتمرات التي تنمي من قدراتهم، ومدى قدرتهم الفائقة على كسر حاجز القضايا الروتينية في دراسة الطب، كالمراجعة والتلقين، ليدخلوا في فضاءات أكبر عبر الاحتكاك المباشر بالخبرات الكبيرة في هذا المجال.هذا الكلام ما أكده لي كذلك استشاري طب الطوارئ بجامعة Maryland بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور وليد حماد، حين أشار إلى أن اختيار موضوع المؤتمر (التعامل مع حالات الحوادث والطوارئ)، جاء عبر بوابة طلبة جامعة الخليج العربي، وهذا يدل على رشدهم فيما يتعلق بقضايا الطب المهمة والمعاصرة.هذه الصورة التي أتحدث عنها هنا وشاهدتها، هي التي يفترض أن نراها كل مرة في جامعاتنا وفي محافلنا العلمية، إذ من الضروري أن نعطي المزيد والمزيد من الثقة المفتوحة لشبابنا الخليجي لتقديم كل ما يملكون من طاقات وإبداعات غير محدودة في سبيل الرقي بأوطانهم، فحين تعطى الفرصة ممزوجة بالثقة المطلقة مع قليل من النصح والتوجيه لشبابنا، فإن الإبداع سيكون ديدنهم.حين فتحت جامعة الخليج بعض الأبواب للشباب، استطاعوا أن يديروا مؤتمراً علمياً كبيراً بمفردهم، وهي استطاعة وضعت الجامعة ذاتها، وحتى دول الخليج العربي، على الخطى الصحيحة فيما يتعلق بالبحث العلمي.نتمنى لبقية جامعاتنا البحرينية والخليجية أن تفسح المجال لطلبتها لأجل الإبداع والمشاركة الفاعلة في مثل هذه المؤتمرات العلمية المثمرة، لتقديم كل ما لديهم من تصورات ناهضة ورؤى فاعلة ومشاريع ناجزة. نشكر أحبتنا طلبة جامعة الخليج العربي على حسن تنظيم المؤتمر، كما نحيي الجامعة على إعطائها الثقة الجيدة لشبابٍ طالما حلم أن يكون رائداً في مجال الإبداع والمعرفة، وحين أعطي ذلك، كان الحلم واقعاً.