رحم الله المعارضين من أبناء الوطن «لوليين»، فقد كان همهم الأول إصلاح الوطن، لم تمتزج نواياهم الإصلاحية مع أجندات خارجية أو خيانات وتحالفات دولية، ولم يكن تعبيرهم تعبيراً غوغائياً يهدف لحرق الوطن في كل يوم بلا ضمير واع يصحح مفهوم المعارضة الحقيقية، بالفعل «راحوا الطيبين». القوى الراديكالية تسمي نفسها بأنها قوى معارضة سياسية، لكنها كل يوم تثبت لنا عكس ذلك فهي تتخبط في خططها اليائسة، حاملة معها أينما تكون علم الفشل والإخفاق وتتبادل لعبة التأزيم والتصعيد والإلهاء مع أتباعها وأنصارها. الراديكاليون يتخذون من العنف والتخريب تعبيراً للتأثير على متخذي القرار، ينادون بالسلمية؛ لكنهم يبيتون لقدسية السلمية كل ما يسيء للإنسانية وللوطن وحضاراتها. وهذا واضح وبين بعد كل اعتصام أو مظاهرة تقوم به هذه الجماعة؛ حيث الاعتداء على المارة والاستقواء على النساء، ومن تخريب في الشوارع وتدمير للممتلكات العامة والخاصة والحرق المتعمد. في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم تعدد الجنسيات هناك فإن الحكومة الأمريكية تمنح الجنسية لمن يثبت وبجدارة حبه لأمريكا. فولاؤهم لأمريكا فقط، يعملون من أجل أمريكا وليس من أجل ماذا ستقدم لهم الحكومة، هاجسهم العمل وبناء الوطن الذي يحتضنهم بكل إخلاص، وبمقارنة بسيطة للمعارضة في أمريكا فإن للوطن ومكتسباته قدسية ولا يمكن لأي فرد أن يتعدى الخطوط الحمراء لهذه القدسية لأغراض شخصية أو من أجل سياسات وأجندات أجنبية. على النقيض، الراديكاليون في البحرين، منحت الحكومة أغلبهم الجنسية البحرينية وهم يحسبون من أبناء البحرين؛ إلا أنهم يحملون في كل محفل ولاءهم لدول أخرى، همهم تدمير الإنسان البحريني وتشتيت صفوفه، شعارهم «كم تعطيني لأحرق وطني». هم سماسرة الوطن الذين يريدون بيعه بثمن بخس، وهيهات بين معارضي الأمس وراديكاليي اليوم. المعارضة هي قيمة مضافة للحياة الديمقراطية ودور بارز لمراقبة الحكومة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة، حتى تستقيم الحياة الديمقراطية وتحقق التوزان، وهي أداة للمحافظة على النظام وليس أن يكون شغلها الشاغل هو إسقاط الأنظمة من خلال التخريب أو تحريك الاقتصاد نحو هاوية الإفلاس. المعارضة لا تهدف إلى شق الصف والتمرد على القانون وبث روح النزعات الأهلية. يكذب من يحرق الوطن ويدمر اقتصاده ويقتل ويرهب الأبرياء ويقول: معارض سياسي محب لوطنه، ينافق من يتراقص على جثث شهداء الواجب ويقول إنه معارض سياسي إنسان. المعارض لا يحمل مولوتوف أو يحجز عنده أسيراً، المعارض لا يبيع وطنه تحت مظلة الاختلاف في الآراء والسياسات. المعارض لا يقف على منابر المساجد ويشحن الناس باسم الدين ويدعوهم للحرق والتفجير والترويع والقتل لكل من يخالفهم في الرأي. اليوم، ومع سباق الفورمولا واحد على أرض البحرين، تتسابق الجماعة الراديكالية في داخل البحرين لنشر الذعر من خلال حرق الإطارات ورشق دوريات الشرطة بالمولوتوف، أما في خارج المملكة فيتسابق أيضاً الراديكاليون في نشر الأكاذيب والادعاءات الباطلة على البحرين، فهل جماعة الراديكاليين في داخل البحرين وخارجها يعتبرون معارضين حقيقيين أم أنهم جماعة إرهابية يلبسون رداء الإسلام والسلام، بالفعل «راحوا الطيبين».