نذكركم بذلك الجمع المبارك في الليلة الطيبة في البقعة المباركة، نذكركم بالقلوب المفجوعة والدموع المذروفة، نذكركم بتكبيراتكم التي تردد صداها بسماء الدنيا، نذكركم بمسجد الفاتح الذي ستشهد عليكم مآذنه وكل تربة في أرضه، نذكركم بالعهد المقطوع الذي بايعتم فيه بالولاء والإخلاص لدينكم ووطنكم، نذكر بثقل الأمانة التي ستسألون عنها يوم تقفون بين يدي الله، ومن هذا التذكير نقول لكم إن جمع الفاتح لا يمكن أن يلقى حسابه ولا أن يتجاهل رجاله ونساءه، فتذكروا وضعوا في حسبانكم أن كرسي الحوار ليس ملكاً لقراركم، وليس لكم الحق بالتنازل عن ثوابت أهل الفاتح، وأن عليكم التخلص من شرور أنفسكم وغناء شياطينكم الذي يدندن في نفوسكم ويسول ويلوح لكم بمصالح؛ منها كرسي في البرلمان القادم، أو أن يكون صاحب البشت في المستقبل رئيساً لمجلس شورى أو نواب، أو يكون له منصب في سلطة تنفيذية، فأصحاب المصالح يعلمهم ويعرفهم أهل الفاتح ويعلم حقيقة وجوهر كل شخص يجلس على كرسي الحوار، وأعلموا أن أهل الفاتح سوف يصطفون من صغيرهم إلى كبيرهم خلف من يتمسك بثوابته ويحافظ على كرامته أمام الانقلابيين الذين ينتظرون كلمة أو عبارة ليفرحوا بها ويستخدموها كدليل على موافقة الائتلاف على مضامينه وأهدافه، كما فعل بالضبط مع التقرير السياسي السنوي لجمعية تجمع الوحدة الوطنية التي شهد عليها الانقلابيون بأنها نسخة طبق الأصل لوثيقتهم الإيرانية التي يسمونها وثيقة المنامة.فإن كان منكم يا ائتلاف الفاتح من يطلب العزة من المفسدين في الأرض، فلن تروا عزة ما حييتم، فهناك من حصل ونال المال والمناصب لكنه فقد كرامته وقيمته في نظر المجتمع، فالعزة لا يكسوها ولا يعطيها إلا رب العزة، وإن كان منكم من يريد أن يرضى عنه من حاول اختطاف البحرين ليقدمها لقمة لخامنئي، فإنه لن يجني إلا سخط الله والناس أجمعين، واعلموا يا ائتلاف أن جموع الأمة اليوم تنظر لكم وتسمع لأقوالكم وتقيس أفعالكم، لأنه على نتائج الحوار سيتحدد مصير الأمة الإسلامية، الذي ما أن يفتح باب من أبواب البحرين إلا وفتحت أبواب الشر على الأمة، وليس هناك شر أكبر من الشر الصفوي الذي يتربص بالأمة منذ تاريخ قيامها حتى يومنا هذا، بل وحتى قيام الساعة.يا أعضاء ائتلاف الفاتح.. إن من يجلسون أمامكم يمثلون المرجعية الإيرانية في طهران وينفذون إملاءاتهم؛ وهي إعداد العدة للأيام المقبلة، ومنها دخول مجلس النواب الذي سيسعون منه لضرب الدولة، عندما يكون هناك صلاحيات تمكنهم من فرض إرادتهم على الدولة، ويكون في مقابلهم نواب قد دق قلوبهم الخوف، وقد يكونون من أولئك الذين غدروا بأهل الفاتح، لذلك هم الآن يسعون، وقد تكون ثمة وعود بأن هناك دوائر ستساندهم فيها الوفاق للحصول على كرسي في البرلمان القادم، والذي أصبح حلماً لبعض ضعاف النفوس الذي يجعلون دائماً مصالحهم الشخصية مقدمة على مصلحة الوطن بل مصلحة الأمة، وهم بعض ممن يتشدقون بأن لهم تاريخاً نضالياً، وما هم بالأصل إلا نكرة لا يعرفهم تاريخ ولا مواقف اجتماعية ولا حتى خيرية، وأن من يغدر بأمانة شارع الفاتح مقابل مصلحة آنية لن يجني غير خزي وعار لا يرقع ولا يغفر لا في دنيا ولا آخرة.واعلم أيها الائتلاف وضع في حسبانك بأن شارع الفاتح لن يسامح من يخذله، ولن يتخلى عن ثوابته مهما كان الثمن، فقد رخصت الأرواح ولاحت ساعة الصفر، وقد كانت بدايتها تلك الليلة، وإن كان هناك من لا يعلم سر ذلك الجمع في تلك الليلة؛ فهو بالطبع لا يعرف عن تاريخ أمة الإسلام العظيم الذي انحدر منه تجمع الفاتح، إنه تجمع الخلافة الراشدة مقابل الباطل، ومن لم يقرأ تاريخ بطولات الخلافة الراشدة، فإننا ننصحه بقراءته ليعلم من هو شارع الفاتح، فشارع الفاتح هو صورة من صور تلك الخلافة وإن اختلف بروازها، وإنما فيها الأبطال من فدوا الأمة بأرواحهم ومنهم الخوالف والمثبطون الذين تكدسوا في مزابل التاريخ مع الزنادقة والمنافقين، وسيلحقهم أمثالهم في كل ظرف وزمان.إنهم مثل أولئك الذين قال الله في مثل حالهم (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة)، أي مثل تشابه الحالة مع بعض من في الائتلاف قد يظن بأن الدائرة قد تكون للوفاق، فإذا ستكون لهم يد معهم فيكافئونهم عنها، وما التقرير السياسي لجمعية تجمع الوحدة الوطنية إلا مثال على هذه اليد، ويكمل الله قوله (ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا باللهِ جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين)، وهو حال متشابه آخر ينطبق مع حال بعض أعضاء الائتلاف؛ فمنهم من أقسم بأنه مع أهل الفاتح، ولكن مآله أن الله سيفضحهم وستحبط أعمالهم وسيكونون بإذن الله من الخاسرين.رسالة نوجهها إلى ائتلاف الفاتح بأن شرفاء الوطن سيصطفون خلف من ينتصر لكرامتهم ومن ينتفض لثوابتهم ومن يثقل ميزانهم، وهو عدم الرضوخ أو التساهل مع من يحاول أن يخطف الوطن ليقدمه على طبق من ذهب إلى المرجعية الإيرانية التي يجلس «أركوزاتها» على كراسي السياسة في البحرين.لذلك ندعو ائتلاف الفاتح أن يترك القيادة لأصحاب المبادئ الثابتة التي لا تتغير ولا تتلون مهما كانت المغريات والصفقات، فمن ثبت على طريق الحق هو الأولى بالقيادة والاتباع، وشرفاء الوطن بالطبع يعرفون من هم الذين سينتصرون لهم وللدولة ولبقائها خليفية دون مقابل.