تكررت زيارات جلالة الملك حفظه الله مؤخراً للمملكة المتحدة، وفي كل زيارة تتعزز أواصر التعاون بين المملكتين، والزيارة الأخيرة بينت حجم عمقها خاصة بقيام ملكة بريطانيا بزيارة جلالة الملك والوفد البحريني لسباق «ويندسور» أكثر من مرة.يضاف إلى ذلك كلمة جلالة الملك القوية والتي سأصفها هنا بـ»الجبارة» من ناحية خطابها الواضح والصريح إضافة لشموخ ملكنا العزيز وثقته الكبيرة بشأن المعطيات الحالية في البحرين ومستقبل بلدنا الحبيب ومدى العلاقة البريطانية الممتدة مع البحرين والتي واضح بأنها زادت قوتها في الآونة الأخيرة مما زادت نسبة «الجنون» و»الهلوسة» لدى من يريد الشر بالبحرين.الانقلابيون ينسون كثيراً من الثوابت هنا بشأن علاقة مملكة البحرين بالدول الكبرى، هذه العلاقة لم تبنَ بين يوم وليلة حتى تكون هشة، والأنظمة المفترض بأنها صديقة تفكر ألف مرة بالأخص في مصالحها وعلاقاتها بحيث تحسب «رهانها» على هذه العلاقات بشكل يضمن لها الفائدة.نعم، نعرف أنها مصالح سياسية واقتصادية وخلافها، بالتالي من ينجح في تعزيز علاقاته مع أصدقائه من الدول هو القادر على إيصال صوته بوضوح، وهو القادر على بيان الحقيقة الدامغة حتى لو كانت في المقابل أصوات مناهضة تمارس الكذب والدجل والتزوير وتضخيم الأمور، حتى لو كانت بمعيتها جمعيات أجنبية كل واحدة منها لها قصة بشأن التأسيس والأهداف والمرامي، هو القادر على تعزيز تحالفاته وتقويتها.واضح تماماً كيف باتت تضايقهم علاقة البحرين المتعززة مع المملكة المتحدة، باتوا اليوم «يشتمون» بريطانيا، رغم أنها من تمنح اللجوء لبعض المحرضين على النظام والمروجين للعنف والإرهاب، يشتمونها لأنهم يريدونها أن «تتخندق» معهم ضد نظام حكم شرعي عزز شرعيته بتلاحم وتكاتف المخلصين من أبناء هذا الوطن حوله.خطابهم كان يتركز على تشويه صورة البحرين في الخارج ومحاولة «تأليب» حلفائها وأصدقائها عليها في سبيل قطع ارتباطها وعلاقاتها، بيد أن ما يغيب عن أذهانهم بأن هذه الأنظمة يصعب أن تراهن على فئات «شتمها» لهذه الدول أكثر من «مديحها» لها، يصعب أن تراهن على فئات تريد «الاستقواء» بهذه الأنظمة حتى تتمكن ثم تحول كيان الدولة لجمهورية شبيهة بإيران تستعدي الجميع سواء بريطانيا وغيرها. لا يوجد نظام «ساذج» لهذه الدرجة يضر نفسه حتى على المستوى البعيد، وتجربة الإطاحة بالشاه الإيراني وإحلال الخميني بدلاً عنه مثال صريح، وحتى لا تقولوا طائفيين لأن إيران عزيزة على قلوبكم، فإن تجربة دعم أسامة بن لادن من قبل الولايات المتحدة في الصراع السوفيتي الأفغاني جلب على واشنطن الويلات وتسبب لها بأكبر كارثة إرهابية عرفها التاريخ الحديث.هم يهللون لبريطانيا إن خرج مسؤول وصرح بما ينسجم مع أهوائهم، في المقابل «يلعنونها» و»يشتمونها» مثلما يحصل اليوم حينما تهتم بريطانيا بمصلحتها وتعزز صداقتها مع البحرين. يبدو أن صفقات الأسلحة تزعجكم، ويبدو أن صفقات التبادل التجاري وتبادل الخبرات في مختلف المجالات تقض مضاجعكم كونها مؤشراً على أن بريطانيا لن تبيع صداقتها مع البحرين بـ»رخص» التراب كما تظنون.جلالة الملك حفظه الله قادر بعلاقاته المتميزة مع القوى الكبرة ودول الغرب أن يعزز موقع البحرين ويقوي علاقاتها وصداقاتها ويمد جسور للتعاون طويلة الأمد، رجل بمثل شموخه وقوته وثباته وإصراره على حماية البحرين قادر على قلب الطاولة على رأس من يريد الشر بهذا الوطن، ومن يخطط لاختطافها بالكذب والتلفيق والفبركة.مشكلتكم ليست الأنظمة بل مشكلتكم الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي لن يرخص بالبحرين العربية ومعه مئات الآلاف من المخلصين الذين لن يبيعوا البحرين بثمن بخس.«اشتموا» بريطانيا كما تشاؤون، «اشتموا ملكتها، استهدفوا مالك حقوق الفورمولا واحد البريطاني بيرني إيكليستون، قدموا أنفسكم بوضوح لهم على أنكم «كارهون» لهم طالما لن يسايروكم في مخططكم لسرقة البحرين.حتى أمريكا التي يستقوون بسفيرها في البحرين هم يتقلبون في مواقفهم تجاهها، يشتمونها إن عقدت صفقات مع البحرين، أو عززت من نشاطها في إطار اتفاقية التجارة الحرة، بل هم يدعمون إيران بوضوح التي تعتبر الولايات المتحدة «الشيطان الأكبر». حتى أمريكا باتت «تلاعبكم» بحسب مصالحها.اشتموا قدر ما تستطيعون، لأنه مع كل شتيمة واستهداف لهذه الدول تتكشف صورتكم بوضوح، اليوم بريطانيا تنال قدراً كبيراً من التطاول والسباب، والفال في القادم من الأيام للولايات المتحدة التي تعتبر البحرين «حليفها الاستراتيجي» خارج حلف الناتو.زيارة مؤثرة وكلمات قوية من جلالة الملك حفظه الله كشفت مقدار زيفكم وكرهكم لكل بلد في هذا العالم -باستثناء إيران طبعاً- والقادم أكثر إن شاء الله.