التسويق للبحرين لا يحتاج في أحيان كثيرة لصلاحيات واختصاصات وربما لا يحتاج لضوء أخضر، يحتاج فقط لروح المبادرة ولإرادة وتنفيذ وحب من القلب.نحن خرجنا من أزمة شوه فيها أعداء الوطن صورة أمهم البحرين بكل ما أوتوا من قوة ونحن اليوم نجتهد لإعادة بريق وجهها مرة أخرى ومحو آثار الجريمة التي ارتكبها من خان الوطن.وبمناسبة الحديث عن المحافظات في مقالنا بالأمس والتنسيق المفقود بين الأجهزة الرسمية وسط كل محافظة، ننبه إلى أنه لولا زينة العيد الوطني لما شعرنا نحن قاطني المحافظة الوسطى بخليجي 21، فلم تكن هناك مبادرة ذاتية تحركت وحولت حدث كخليجي 21 إلى فرصة للتسويق للبحرين في جميع المحافظات وبالأخص الوسطى.فلا أعلام للدول المشاركة ولا لوحات ترحيبية ولا توظيف يخدم المحافظة للحدث الكبير الذي يجري فيها، ألم تكن هذه واحدة من الفرص الثمينة التي كان يجب توظيفها للترويج للبحرين لجمالها، لنهضتها، لروحها، لأمنها، لأمانها، لفرحة شعبها.لقد توقعنا أن تكون مواعيد المباريات فرصة سانحة لإقامة فعاليات مصاحبة لها قرب الملاعب أو في أي ساحة ضمن نطاق المحافظة، توقعنا إقامة أسواق شعبية تعرض فيها منتجات بحرينية زراعية وحرفية، توقعنا أجواء احتفالية تصاحب مواعيد المباريات بفرق شعبية بالقرب من الملاعب تعكس الألوان الخليجية التي تمثل الحدث، إنما لولا زحمة السيارات لم ندر بأن إستاد خليفة الرياضي سيستضيف المباريات!!. توقعنا تكريس صورة الوحدة الخليجية بجهد يبذل من المحافظة خاصة أن الفعاليات الرياضية على أرضها، فيتم الاستعداد والتنسيق وطرح المسابقات والأفكار مسبقاً قبل شهور إن لم يكن قبل سنة وتنفيذ أفضلها في كيفية إبراز روح الوحدة الخليجية عند الشعب البحريني.الحق يقال وحده تلفزيون البحرين كجهاز رسمي من عكس روح الوحدة الخليجية طوال أيام الدورة إنما أين البلدية؟ أين المؤسسة العامة؟ أين بقية مؤسسات الدولة لتوظف هذا الحدث؟.لدينا جمهور خليجي قادم بالآلاف كان يجب أن تكتسي المحافظة الوسطى كلها بالشعار الجميل الذي لم نره إلا في فندق الدبلومات «افرحي يا دار لي جوك العضايد»وحدهم الأفراد، وحده شعب البحرين من تحرك بعفوية وتلقائية وحمل الأعلام الخليجية في مسيراته وعكس روح الاتحاد بقوة والتحام ورغبة حميمية صادقة من القلب مرحباً «بعضايده». هذا التحرك لم يكن بحاجة لصلاحيات أو لتشريع أو ضوء أخضر من القيادة، إنما بحاجة لفكر حاضر مشغول بالأم البحرين وليس مشغولاً بالبشت وبالحضور المبكر حين يتحرك رئيس الوزراء فقط.الأمر هنا لا يحتاج إلا أن يكون شغلي الشاغل هو «البحرين»، لا يحتاج إلا أن تكون المبادرة واحدة من آليات فريق عملي حتى لو كان صغيراً -لا تتعذروا بالميزانية وبقلة الموظفين- وا لله لو طلبتم من بيوت أهل المدينة والرفاع أن يلبوا نداء أمهم البحرين ويعكسوا ذلك العشق على بيوتهم المطلة على الإستادين الرياضيين أو الشوارع الموصلة لهم لوجدتم الفزعة حتى من أفقر البيوت وأصغرها، ولرفعوا أعلام دول الخليج ولزينوا بيوتهم ترحباً وتهليلاً لهم.القصد من هذا المثال بأننا لا نتحرك من قلب محروق على الوطن بعد الأزمة، أي أننا لا ننام ونصحو وتفكيرنا مشغول بتعويض الخسائر وبإعادة رسم الصورة كما يجب أن تكون، بل عدنا لذات الرتم البطيء المميت القاتل الذي ينتظر، الذي ينام عند كل إشارة مرور حتى وهي خضراء ولا يتحرك إلا بعد أن ينبهه أحد من خلفه ببوق عالٍ يفزعه من نومه! ملاحظة:العضيد لغير الناطقين باللغة الخليجية و«للشيكن ناجت»هو الساعد أي الجزء من اليد من الكتف حتى المرفق، وتقول لمن يسندك ويدعمك «أنت عضيدي».