قام المخرج الإماراتي منصور اليبهوني الظاهري بإنتاج فيلم وثائقي بعنوان "البيت متوحد"، يُبحر في في ماضي دولة الإمارات العربية، من خلال مشاهد مليئة بالعواطف تكشف مدى ارتباط سكان الدولة القدامى بها، بغض النظر عن اختلاف الجنسيات.ويتناول الفيلم أيضاً الأحداث الأخيرة المرتبطة بالخلية السرية لمجموعة الإخوان المسلمين بتنظيمها الدولي، وأعضائها من المصريين والإماراتيين، حيث قام بعرض آراء المقيمين في الدولة بهذا التنظيم، وأغلبهم من جنسيات مختلفة التي وطأت أقدامهم الإمارات منذ ما يزيد على 40 سنة، حيث يتناول الفيلم جوانب من حياتهم وتجاربهم فيها.يقول منصور الظاهري: "لقد أعجبني تعبير البيت متوحد، الذي استخدمه الشيخ محمد بن زايد، مؤكداً استقرار الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي رغم الأحداث الجارية في المنطقة، فقمت باقتباس اسم الفيلم من هذه العبارة".وأضاف :"معظم أحداث الفيلم توثيقية، عن أشخاص جاؤوا إلى الإمارات منذ نصف قرن وعاشوا فيها، وعملوا في مختلف المجالات، وهم لا يزالون على قيد الحياة، فأردت تسليط الضوء عليهم، وعلى مشاعرهم وارتباطهم في مكان قضوا فيه معظم حياتهم".قصصيأخذنا الفيلم في رحلة عن الطبيبة الكندية "مريان" التي قدمت إلى الإمارات وأنشأت مستشفى في مدينة العين عام 1958، حيث كانت نسبة الوفيات بين الأطفال آنذاك تقارب 50% وبين النساء حوالي 35%، ولكن بعد فترة تشبعت بالحياة البدوية، حتى أنها تحولت في نظام حياتها مع زوجها إلى البدو، ويشير مخرج الفيلم إلى أنه ولد على يديها.ومن فلسطين يروي الفيلم قصة محمد برهوم الذي أتى مهاجراً منذ عام 1967، بعدما فقد وطنه، ليعمل في الإمارات لدى الشيخ زايد بن سلطان وكان حاكماً لإمارة أبوظبي حينها، والذي لايزال يقطن في نفس الإمارة مع عائلته حتى الآن بعد تقاعده.وينتقل بنا الفيلم إلى قصة "بيروتة" وهي ممرضة لبنانية وصلت الإمارات مع زوجها عام 1962 أثناء انتشار وباء الجدري الذي تسبب في زيادة أعداد الوفيات في منطقة العين آنذاك، وتقطن "بيروتة" التي ناهز عمرها الثمانين في بيت شعبي في أحد الأحياء الشعبية، وفرته لها الدولة وتقوم على رعايتها وأولادها، حيث رفضت مغادرة الإمارات."عباس" عامل النجارة الإيراني الذي أتى للإمارات منذ 46 عاماً، يتحدث في الفيلم عن الفترة التي وصل فيها، وعن تطور الحياة وكيف حقق نجاحاً في عمله، فأصبح من أصحاب الشركات والأملاك، ولا يريد العودة إلى بلده الأصلي ويقيم في الإمارات منذ ذلك الحين.يقول الظاهري إن الفيلم استغرق حوالي عام كامل في مرحلة الإعداد والإنتاج ومدته 65 دقيقة، وسيعرض في مسابقة "المهر الإماراتي" بمهرجان دبي السينمائي، ومع أنه واجه العديد من الصعوبات إلا أنه عمل على إبقاء السرد القصصي للمقيمين ضمن السياق الواقعي دون تغيير أو تجميل.يُذكر أن المخرج منظور اليبهوني الظاهري حصل على عدة جوائز دولية وعربية في الإخراج السينمائي.