نقول لمن يعيد ويكرر ويذكر ويمن على البحرين بوقفته في شدتها؛ نقول له ولغيره لا منة إلا منة الله، فبإرادة الله سرتم وبقوة الله اجتمعتم وبفضل من الله انتصرتم، ونقول لكل منان من بوقفته؛ ما أنت إلا واحداً من الجمع، ولا يمكن أن تكون كل الجمع ولا يمكن أن تنسب لك الجمع، وليس لك الحق أن تقول أنقذنا وعملنا، والمن هي صفة مذمومة، لذلك يقول صلى الله عليه وسلم «إياكم والمن بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحق الأجر».ولمن يقول إن شعب البحرين حمى النظام؛ نقول إن الدولة مازالت بخير وعافية، دولة لها جنود مخلصون ورجال أمن لم يغمض لهم جفن منذ المؤامرة الانقلابية وهي تحرس شعب البحرين، وتحرس من يتمنن بأنه أنقذ البحرين، وأن دول الخليج وقفت مع البحرين ودخول درع الجزيرة للمملكة كان لهما الدور الأكبر، لكن لم نسمع يوماً مواطناً خليجياً أو مسؤولاً يمن على البحرين بوقفته معها. فيا أهل الفاتح.. أنتم الذخر والذخيرة في وقت الشدة، وأنتم سهام الموت في قلوب أعداء البحرين، وإن هذه أرضكم وإنه لفرض من فروض الله أن تهبوا لنجدتها، وليس في فروض الله منة ولا حنة، وها هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين الأولين والآخرين جاهدوا في سبيل الله وحموا ديارهم وديار المسلمين، وأغاثوا المستضعفين ونصروا المظلومين، ولم يكن في حسابهم ولا في دفاترهم أنهم قدموا عمل يجب أن يجازوا فيه بأن يولوا ولاية أو يكونوا شركاء في حكم أو في مجلس شورى أو نصيب من مال أو منصب.ولمن يطالب مقابل هذه الوقفة بالمشاركة في تخطيط مستقبل البحرين، نقول له لقد جربنا هذه المشاركة والتخطيط من بعض الجمعيات، ومنها من تأسس بعد المؤامرة الانقلابية، وما كان نتيجتها إلا موافقتها مع رؤية الوفاق، وهي تسعى اليوم معها لسحب السلطة من الدولة وتحجيم حتى صلاحية الحكم.وهناك من يقول «نريد إعادة شراكة بين الدولة وشعبها الذي أنقذها وأن الدولة ما زالت بعيدة عن الشعب، وأنه على المسؤولين أن يجلسوا مع الساسة والمفكرين ليرسموا خطة المستقبل»، نقول لهم الدولة لم تغلق أبوابها عن الساسة والمفكرين، فالأبواب مفتوحة، وها هي الدولة ومنذ فشل المؤامرة الانقلابية تنتظر مشورة طيبة من الساسة والمفكرين، ولكن مع الأسف لم تسمع إلا المشورات والأفكار التي جاءت فيما يسمى «وثيقة المنامة»، فأين هي المشورات والأفكار غير بعض التصريحات التي توافق هوى الانقلابيين الذين يسارعون بنشرها في صحفهم ومواقعهم.إن جماهير الفاتح تستحي أن يظهر من بينها منان على أرضه ووطنه، فالوطن فداؤه النفس والولد، وها هم أهل فلسطين أكثر من ستين عاماً يدفعون بأرواحهم وأبنائهم لاستعادة وطنهم، وها هم أهل العراق قدموا ما يزيد عن مليون شهيد ومليون سجين من أجل طرد احتلال غاشم سيرحل عنهم بإذن الله، وها هو الشعب السوري يقدم المئات من الشهداء كل يوم وليلة، ولم ينطق من قيادات الجيش الحر بمنة أو بشروط أو بمطالب. فمن يدافع عن وطنه ويموت في سبيله فجزاؤه الجنة، ومن يدافع عن وطنه في سبيل مغانم ومناصب ثم يموت فحسابه عند الله، وها هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله».إذاً لا فخر ولا مباهاة ولا منة لمن وقف مع وطنه في شدته، ونسأل الله أن يكن أهل الفاتح جميعاً من المؤمنين الذين ذكرهم الله في قوله «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة»، فهنيئاً لكل من احتسب وقفته في سبيل دينه وعرضه وسلامة أمته التي لن تكون إلا تحت حكم أهل العقيدة الصحيحة آل خليفة الكرام الذين صنعوا دولة متكاملة.مشورة للدولة..نتمنى من الدولة النظر بعين الخطر على المؤسسات الحكومية والشركات الحيوية التي تقع مفاتيحها تحت يد الانقلابيين.