الشبكة البحرينية السياسية الحقوقية والناشطة دولياً وخاصة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية الثمانينات وإلى اليوم، عبارة عن شبكة دينية شيعية بلا منازع, غالبية كبيرة من نشطائها هم من خريجي حوزة الفقيه في مدينة قم الإيرانية، وخطابها معلن وصريح وبلا تقية كما قال عبدالرؤوف الشايب الذي حصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا إنه يتبع «نهج ولاية الفقيه المتمثل في خط المرجعية الدينية والسياسية لولي أمر المسلمين وقائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله العظمى الإمام الخامنائي دام ظله الوارف»!!هذه الشبكة عملت وبنشاط مع الخلية العراقية التي تمركزت هي الأخرى في بريطانيا إلى أن أطاحت بنظام صدام حسين فانتقلت إلى العراق, وأبرزهم موفق الربيعي وليث كبة وعادل عبد المهدي وإبراهيم جعفر.فلا عجب أن ينتقل علي سلمان وعبدالمجيد العلوي ومنصور الجمري ومحمد المزعل وجميل الجمري وعبدالرؤوف الشايب وكريم المحروس وعلى مشيمع ليلتقوا جميعاً هناك، لتنتقل الشبكة البحرينية مكان الشبكة العراقية من أجل ذات الهدف وهو «تحرير» البحرين.وإيران هي التي أسست مدرسة «الآثار الفقهية» في قم ومنحت عبدالله الدقاق عضو المجلس العلمائي البحريني مهمة الإشراف عليها، الدقاق هو الذي صحح لتلاميذه ما نقل عن الأمين العام لجمعية الوفاق في المقابلة التي نشرتها صحيفة الجزيرة العربية في ديسمبر 2012 «بأن علي سلمان لا يمكن أن يتخلى عن صبغته الدينية ولا يمكن أن يدعو لدولة مدنية» وهو ذات الشخص الذي كلف بمهمة الإشراف على المدرسة التي تخرج منها العديد من النشطاء السياسيين وكتاب الوسط!!لا عجب أن يتخرج من قم عيسى قاسم ومجيد المشعل وميثم السلمان وعبدالجليل المقداد وعبد العظيم المهتدي البحراني، وهم الذين أشعلوا «ثورة الدوار»!ثم تبرز للسطح علاقة نبيل رجب بأحمد الجلبي، وعلاقة الجلبي بإيران انكشفت (صوت وصورة) وبشكل كبير هو ومساعده انتفاض قمبر، وعلاقة هؤلاء بالحراك البحريني لا تخفى على أحد وقد عقدوا له المؤتمرات في البصرة وحضرتها ذات المجموعة بالإضافة للبنانيين من حزب الله.هكذا تنغلق الدائرة وتضيق الحلقة على مجموعة قم والنجف ولندن، فلا عجب أن تجد المنسق العام للنشطاء الحقوقيين والسياسيين في لندن الآن قاسم الهاشمي يقبل رأس أحمدي نجاد. يرعاهم سعيد الشهابي القائم بأعمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمويلاً واختصاصاً وصلاحيات واسعة ومعه الخلية الكويتية الإيرانية بتحمل تكاليف لا يقدر عليها سوى دول.إيران كانت المدرسة الملهمة لكل هؤلاء الناشطين السياسيين، ومحطة مرور تعليمي فقهي لكثير من هؤلاء، ولندن كانت المحطة التي جمعتهم ومروا جميعهم عليها.هل يمكن أن أغفل هذا التطابق الذي أعلن عنه مؤخراً عبدالنبي العكري حقوقي بحريني بينه وبين حسن مشيمع وابنه علي مشيمع صاحب مقولة «شرعية الحق لا شرعية القانون» الذي كتب قبل أربعة شهور في صحيفة الوسط في 7 نوفمبر 2012 تحت عنوان: "أسطوانة حكم القانون» ثم قال: «ومن الخرافات التي استقرت طويلاً في عقولنا أسطوانة مكررة نسمعها في كل صباح ومساء في البلدان العربية وهي حكم القانون»! هل يمكن أن أغفل عن هذه الخيوط الإيرانية المتشابكة الممتدة من قم إلى البصرة والمنامة والتي تصب كلها في لندن، يتأبطها ناشطون حقوقيون وسياسيون؟ إنها شبكة مترابطة ليست شيعية بل هي مدرسة فقهية كلها تندرج تحت مظلة الولي الفقيه سواء كانت من تيار «خط الإمام» أو التيار «الرسالي» أو تيار «الوفاء»، إذ ينتهي بهم جميعاً إلى نشاط حقوقي سياسي واحد يدور بين قم والعراق ولندن.فإيران التي تدعم علانية نظام الأسد وتدعم الحوثيين وتدعم حكومة المالكي وتدعم حزب الله في لبنان ليست بالبعيدة عن دعم الإرهابيين في البحرين أم أن البحرين وحدها استثناء من هذه الشبكة؟لذلك فحين يصرح سفير بريطانيا أنهم يملكون الدلائل على تورط إيران نقول نعم، وتملكونها منذ الثمانينات، والحمدلله أنه آن أوان كشفها فالمصلحة البحرينية البريطانية والمصلحة الخليجية البريطانية تقتضي النظرة بجدية إلى تلك المعطيات الواقعية وخطورة توسيع الرقعة الإيرانية في المنطقة إلى هذا الحد على هذه المصالح.ثانياً أن التجربة العراقية «الديمقراطية» ليست بتلك التي تستحق التكرار في المنطقة، ومواقف دول الخليج العربي من التعاون الأوروبي الخليجي، والتعاون الأمريكي الخليجي ضد الإرهاب عام 2013 ليست كما هي عام 2003، وإن لم تع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية المتغيرات التي طرأت على منطقة الخليج، أنظمة وشعوباً منذ عام 2011 على المنطقة فإنها ستخسر الكثير بالفعل.