خبر طريف تم تداوله بكثرة في اليومين الماضيين انتشر مرفقاً بالصور ملخصه أن إيران قامت بافتتاح أكبر نصب لدوار اللؤلؤة بإيران! أما الصور فكانت للنصب ولفتيات يحملن أعلام إيران.. والبحرين! (أرفق بالصورة الأخيرة هذا التعليق: في الإطار فتيات يحملن أعلام بلادهن مع أعلام البحرين احتفالاً بالمناسبة). أما طرافة الخبر فتكمن في أن المسؤولين الإيرانيين يصرحون ليلاً ونهاراً وفي كل الأوضاع والأحوال ويؤكدون أن إيران لا تتدخل في شؤون البحرين وأنها لا تدعم «الثوار»، وأن الاتهامات الموجهة إليها في هذا الخصوص باطلة، ما يجعل أي عاقل يرفع صوته في وجوههم ويسألهم؛ ما هو تفسيركم لصرف كل هذه الأموال لإقامة نصب (صنم) تم إزالته من دوار أزيل هو الآخر في البحرين؟ لماذا تفعلون هذا؟ ولماذا تقولون إن هذا لا يعتبر تدخلاً في شؤون البحرين رغم أنكم الوحيدون الذين تمارسون مثل هذه الأفعال، فليس من بين دول العالم أجمع من يفعل مثل هذا الذي تفعلونه؟في تصريح جديد لجواد فيروز يقول: «لا نقبل بالتبعية لإيران»، وهو تصريح أكثر من جميل وأكثر من رائع، لكن تصريحه هذا وتصريح كل «معارض» يتناول إيران يقف عند هذا الحد ولا يصل إلى مرحلة انتقادها ودعوتها للتوقف عن ممارسة أفعال المراهقين هذه والقول لها بصريح العبارة إنه لا علاقة لك بالبحرين. للأسف لا أحد من المحسوبين على «المعارضة» التي تنكر علاقتها بإيران وتنكر أي دعم إيراني لها يتجرأ ويقول لإيران إن ما تقومين به خطأ وأنه تدخل في شؤون البحرين وانحياز لطرف بعينه، وأن هذا يعني دعمك له ومساندة لا تجوز، بل على العكس سينبري بعد قليل محسوبون على «المعارضة» نفسها ليدافعوا عن تصرف إيران وليبرروا فعلها القميء هذا ويقولون إن هذا مجرد تعبير أفراد تفاعلوا مع ما يجري في البحرين وأنه لا يعبر عن موقف الحكومة الإيرانية (رغم أن الحكومة الإيرانية لن تمنعهم حتى من الدوران حول النصب سبع دورات بعد كل صلاة إن شاؤوا). لسنا في حرب مع إيران لتبيح لنفسها مثل هذه التصرفات (افتتاح نصب لدوار اللؤلؤة والخروج في مسيرات ضد قيادة وحكومة البحرين، وتناول الشأن البحريني في خطب الجمعة، وصولاً إلى الدعاء على الحكم في المساجد والمآتم، إضافة إلى الإعلام المساند والمحرض الذي تمارسه عبر الفضائية السوسة وغيرها من الفضائيات الإيرانية والعراقية واللبنانية والمعارضة وغيرها)، ولسنا نمارس مثل هذه الأفعال ضد إيران في البحرين ليكون لها حق الرد بالمثل، فنحن في كل الأحوال نراعي العلاقة والجيرة.مؤلم أن يصدر من إيران مثل هذه التصرفات البعيدة عن الحكمة والتي لا تراعي حق الجار، ومؤلم ألا يتردد المسؤولون الإيرانيون عن تبرير مثل تلك الأفعال والممارسات والقول إن «الديمقراطية» تحتم السماح لمواطنيهم بالتعبير عما يشاؤون كيفما يشاؤون في الوقت الذي يشاؤون (باستثناء ما يجري في إيران من أحوال طبعاً)، أما الأكثر إيلاماً فهو أن ينبري من «المعارضة» في البحرين من يدافع عن إيران ويبرر لتجاوزاتها ولعله يضع في جدول زيارته لها بعد قليل زيارة نصب اللؤلؤة ويصور إلى جانبه!لابد من وضع حد لهذه الممارسات الإيرانية، وهذا دور مناط أولاً بوزارة الخارجية التي عليها أن تدفع في هذا الاتجاه عبر القنوات الدبلوماسية، ومناط بـ»المعارضة» التي تقول إنها لا تقبل بالتبعية لإيران، حيث عليها أن تقف في وجه إيران وتعبر عن رفضها لهذا السلوك المشين منها، وأعتقد أن صوتها قابل للوصول ببساطة عبر القناة السوسة.. لو سمحت لهم بذلك طبعاً!