إنه مارس... شهر الدفء والزهور والعصافير، تسير فيه الطبيعة نحو الاعتدال وتبدأ احتفالات الربيع، آذار ليس ككل شهور العام، إنه شهر الانقلاب والتغيير وطي صفحة الشتاء والخروج من السبات إلى عالم الشمس والسماء والخضرة وتدفق المياه، وقد تكون مصادفة التقويم أن يكون آذار شهر المرأة... ولكنها المرأة دائماً تفاجئك على حين ربيع لتثبت أنها تحضر في مواسم الجمال. يبدأ مارس احتفالاته بتكريم المرأة في يومه الثامن، يحتفي بكل امرأة طفلة كانت أو فتاة وسيدة، موظفة أو مكتفية بالأمومة، يبعث هذا التكريم في وجداننا رمز المرأة عبر التاريخ وعلى مر الأساطير، يستحضر الخصب والحب في عشتار، ويستحضر التضحية في إيزيس، ويختم مارس احتفالاته بالمرأة مع اعتدال الربيع في الحادي والعشرين مخصصاً احتفاءه بالأم فقط، تلك التي تسير حاملة معها الجنة تحت قدميها، وبذلك يبدأ مارس ربيعه متوجاً أيامه بعطر الأم ومتبركاً بذكرها ناذراً لها الخضرة والزهر وشلالات المطر.هل تستحق المرأة أن يحتفى بها ؟ نعم!!، المرأة مزيج سر سكن هاجس الشعراء والحكماء، هي الحنون الرقيقة الضعيفة المستضعفة، وهي القوية المكافحة المنتقمة إن أردات، إن أعددتها شيدت أمة لا تهزم وإن همشتها همشت التميمة التي تحرس كل مجتمع، من مفارقات المرأة التي حيرت الفلاسفة أن عيون النساء عرفت بضعفها أمام بريق الذهب والألماس لكن كلمة حانية تأسرها وتقيدها بمحابس المحبة والوفاء وتغنيها عن كل بريق، ومن مفارقاتها كذلك أن ضعفها يستحيل انتفاضة بركان إذا ما اعترتها سورة غضب، لذلك فإن تكريماً سنوياً قد ينسي آلاف النساء، ليوم واحد فقط، آلام التهميش والانتهاك والمعاناة التي تعيشها. حين تحتفل المرأة والأم في مجتمعنا بأعيادهن محاطات بالهدايا والورود والشموع والدفء الأسري، فإن هناك ملايين النساء مازلن يعانين من بطش الرجال وازدراء المجتمع، ومازلن يذقن مر الإهانة في سبيل رغيف خبر يابس!!، ومازالت المرأة في كثير من بقاع الأرض قضية إنسانية مؤلمة لم تطرق أبوابها الحلول ولم تجد من يحتفل بها ويقدرها.في آذار.. شهر الربيع والجمال، نهدي كل النساء بستان ورد وود، ونقول لكل النساء، وخصوصاً أجمل النساء... أمهاتنا الرائعات كل عام وأنتن ربيع الحياة.
Opinion
مارس ربيع المرأة
23 مارس 2013