آخر اختراعات الوفاق جمعية «خدم» الولي الفقيه هو إطلاقها لشعار يعكس «المظلومية» المتأصلة فيها وفي أتباعها، والتي لن تتغير حتى لو أدخلوا الجنة نفسها، فالمظلومية باتت في جيناتهم؛ آخر اختراعاتهم «الهزلية» هو إطلاق مسمى «عاصمة التعذيب» على المنامة.صدق من قال «اللي اختشوا ماتوا»، والوفاق وأذيالها «مات» الحياء لديهم منذ زمن، الآن أصبحت المنامة عاصمة للتعذيب؟! واضح تماماً مستوى التعذيب، أكيد ستكون عاصمة للتعذيب بل فرع لـ «جهنم» على الأرض بناء على الكذب والفبركة والتضخيمات وكل ادعاءات المظلومية وتصوير ما يحصل أنه «هولوكوست شيعي»، طبعاً الكلام مجاني وببلاش، فاكذب واكذب واكذب حتى يصدقوك. حتى قصص الاغتصاب اخترعوها، ولنا في كذبة مدعية التعرض للاغتصاب ونفيهم «المخجل» مثال، وقبلها بسنوات «سقطة» وليهم الفقيه حينما اتهم رجال الأمن بضرب شخص ثم اتضح أنه تعرض للضرب على يد أشقاء فتاة كان يعاكسها، حتى «المغازلجي» حوله فقيههم من على المنبر لمتعرض للتعذيب.واضح أن الشعار «مستورد» وفكرته مستوحاة من الخارج، ووصلت عبر أجهزة الاستقبال التي تتحدث بلغة من قالوا له يوماً على لسان أحد أعضائهم «خادمكم فلان».إن كانت المنامة عاصمة التعذيب فماذا تكون طهران إذاً؟! ماذا تكون دمشق، وماذا تكون بغداد؟! لتجبنا الوفاق بطلة الدفاع عن حقوق الإنسان، المدافعة عن حقوق بعض البشر شريطة أن يكونوا شيعة موالين لها لا شيعة مخالفين لها، أو سنة يتبعونها بـ «ذل» حتى تستخدمهم كدليل لنفي كنه حراكها الطائفي.صحيفة «الإندبندنت» التي يتشدقون بكثير من أخبارها وتغطياتها التي تتعاطى مع الشأن البحريني بانحياز واضح، هذه الصحيفة التي يشيرون لها كمرجع إعلامي دولي موثوق ويستشهدون بها وكأنها نسخة من القرآن، الاندبندنت نشرت تحقيقاً حول عاصمة التعذيب الحقيقية، نشرت تحقيقاً لـ «بيتر بوفام» بعنوان «مذبحة سربيرنيتشا الإيرانية: كيف صادق الخميني على قتل 20 ألف إيراني لأنهم أعداء للدولة».بوفام أشار في تقريره الذي نشرته «الإندبندنت» إلى نشر محكمة في لاهاي (لاهاي التي تريدون أخذ البحرين لها) نشرت تقريراً مفصلاً عن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في إيران، وأن الخوف والهلع سيطر على عشرات الآلاف من الإيرانيين بعد الثورة؛ إذ قام نظام الخميني في عام 1980 باعتقال وسجن وإعدام الآلاف من الإيرانيين بسبب مبادئهم ونشاطهم السياسي الذي يتعارض مع النظام الحاكم في البلاد، بحسب ما وثقه القضاة في المحكمة، والذين أشاروا لاعتقال أكثر من 20 ألف سجين سياسي ورأي في أول عام لحكم الخميني، وأنه على امتداد فترة حكمه تم قتل أكثر من 25 ألف شخص معارضين قبعوا في السجون وتم التفنن في تعذيبهم.بحسب «الإندبندنت» فإن إحدى النساء الإيرانيات التي اعتقلت عام 1981 وثقت كلامها أمام المحكمة في لاهاي بأنها تعرضت للتعذيب ووضعت في كفن وظلت عاجزة عن الحراك لتسعة أشهر، وأن السجون كانت تغص بطلاب الثانوية وأن سياسة الإعدامات لدى نظام الخميني كانت الطريقة الوحيدة لإسكات الشباب المتحمس.هذه أجزاء من تقرير نشرته «الإندبندنت» التي طالما ركض الوفاقيون وأذيالها بأخبارها للاستدلال بها والتشدق بمضامينها، فأين هي عاصمة التعذيب يا مناهضي التعذيب؟!إحدى المنظمات التي يعتبرون ما تقوله «قرآناً منزلاً» أيضاً هي منظمة «العفو الدولية» التي أصدرت تقريراً عن ممارسات التعذيب المنهجية في سجون الديكتاتور بشار الأسد وبدعم من حزب الله ونظام المرشد الإيراني. العفو الدولية وصفت التعذيب في سوريا بأنه وصل لمستويات غير مسبوقة، ووثقت المنظمة 31 أسلوباً من أساليب التعذيب الممارسة في السجون السورية، ووصفت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة «آن هاريسون» -التي بعضهم يحلف بتصريحاتها إن تحدثت بسطر عن البحرين- وصفت الوضع السوري بـ «كابوس رهيب في عالم يملؤه التعذيب المنهجي المنظم». منظمة العفو عددت أساليب التعذيب الممارسة من نظام الأسد؛ ضرب مبرح بالعصي وأعقاب البنادق وبالقضبان والأسياط المجدولة، تجريد المعتقلين من الملابس وتركهم في العراء يوماً كاملاً، تعذيب باستخدام أسلوب «الدولاب» حيث يجبر الضحية على اتخاذ وضعية إطار السيارة وتعليقه للأعلى وضربه بـ «الكابلات» والعصي. استخدام أسلوب تعذيب معروف باسم «الشبح» حيث تعلق الضحية بخطاف وتتعرض للضرب المبرح، إضافة لاستخدام «الكماشة» لسلخ لحم الجسد، كذلك غمر أرضية الزنزانة بالماء ثم تمرير تيار كهربائي ليُصعق السجين، أيضاً استخدام الكرسي الكهربائي و»المهماز الكهربائي» عبر قضبان مدببة الرأس، كما وثقت منظمة العفو الدولية عمليات اغتصاب سجناء رجال أمام سجناء آخرين.ما نشرناه أعلاه ليس كلامنا، بل تقرير لـ «الإندبندنت» ومنظمة «العفو الدولية»، والجهتان لا تستطيع الوفاق التشكيك بمصداقيتهما بعدما اعتبرت في عديد من المرات السابقة ما ينشرانه حقائق مسلم بها طالما هي تخدمهم.طيب يعرفون الأمم المتحدة؟! نعم، المنظمة التي يريدون «تدويل» قضية البحرين لديها. الأمم المتحدة وثقت قبل فترة في تقرير رسمي للجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان ما أسمته بجرائم النظام الإيراني والقوات العراقية «اللاإنسانية» ضد المجاهدين الأشرفيين يومي 28 و29 تموز 2009، وأوردت في هذه الوثيقة الرسمية عمليات قتل القوات العراقية المدعومة إيرانياً لسكان «أشرف» ومنع تلقيهم العلاج وإطلاق النار على سيارات الإسعاف والاحتجاز غير القانوني وسوء المعاملة والتعذيب والاعتداء على السكان وأخذهم رهائن ومنعهم من إطلاق سراحهم رغم صدور أحكام قضائية صريحة بالإفراج عنهم.هذا كلام الأمم المتحدة، ومؤكد لن يعترفوا به لأنه متعلق بأناس ليسوا على مذهبهم، ولأن إيران من أباحت قتلهم بالتالي «لا حس ولا خبر» يا وفاق وإلا انزعج سيدكم ومولاكم.عاصمة التعذيب هناك في الشمال لدى مرشدهم وقبله سيده الخميني، بل لو يمتلكون الجرأة وحرية الرأي لنطقوا بحق أكثر من 100 ألف سوري قتلهم نظام الأسد بدعم من الخامنائي، لكن «هيهات» للتابع أن يخالف المتبوع، وكيف لو كان إيرانياً واسمه الخامنائي؟!المنامة أبداً لم تكن عاصمة تعذيب ولن تكون فقط لأن الوفاق قالت ذلك، هي عاصمة دولة عربية على صخورها تتحطم أحلامهم وبفضل إخلاص مواطنيها تفشل مشاريعهم الانقلابية، هذا هو ما «يعذبهم» في الحقيقة ولا شيء آخر.- اتجاه معاكس..سؤال للإخوة الكرام في وزارة الداخلية، الوفاق تواصل في شتمها الدولة من خلال وصفها لقوات الأمن بـ «المرتزقة» و»مرتزقة النظام»، ووليها الفقيه حرض على قتل رجال الأمن وقال «اسحقوهم»، ألا يستدعي ذلك أقلها رفع دعوى ضد ممثل الخامنائي و»خادمه» أمين الجمعية بتهمة التحريض على الدولة والإساءة لعناصر أفراد الأمن؟! نتساءل لأن ما نراه هي الدعاوى التي ترفع فقط من قبل المحرضين والانقلابيين ضد المخلصين والشرفاء أمثال الشيخ محمد خالد والوزيرة سميرة رجب والضابط مبارك بن حويل ومنسوبي رجال الأمن وغيرهم الكثير، وهي دعاوى تقبل للنظر فيها على الفور؟!هل تحتاج الدولة لأحد غير نفسها لترفع دعاوى ضد من يهين الدولة ورموزها ويشتمهم ويدعو لقتل رجال الأمن؟! فقط خبرونا، فقد يكون الناس البسطاء هم المقصرون وأنتم تنتظرونهم!!
Opinion
المنامة عاصمة «التعذيب»!
20 مايو 2013