من أجمل الأشياء التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لمخلوقه الرائع الإنسان، طاقة العقل والذي عبره/ عبرها، يستطيع الإنسان هدم العالم وإعادة بنائه بالأفكار التي تساهم في إعمار الأرض. ومن أهم ميزات العقل، هو القدرة على التخيل، والذي يعني، أنه باستطاعتنا عبر التخيل والتصور الإبداعي أن نحقق النجاح في حياتنا. وأن نتجاوز كل الصعاب التي تعترض طريقنا. فالمخيلة أداة قوية بإمكانها أن تحقق المستحيل. بالمخيلة المفتوحة استطاع المتخيلون أن يحققوا ما نحن نعيشه الآن، الطائرات التي تنقلنا من مكان لآخر، الاتصالات بين الإنسان والآخر، عبر المحيطات، فأنا استطيع أن أتحدث مع من أريد من الأصدقاء في أمريكا وأنا جالس في غرفة نومي. وأستطيع التجول في آخر بلدان العالم، عبر دخولي فضاءات المخيلة. وأيضاً التعرف على آخر الأخبار التي تحدث في أبعد قرية على سطح الأرض ومعرفة أجوائها، وكل ما يحدث من كوارث طبيعية أو حروب أهلية أو منازعات على الحدود بين بلاد وأخرى.كل ما نراه الآن أمامنا ونعيشه من إنجازات، كان الابن الشرعي لمخيلة الآباء الذين تخيلوا قبلنا، ودخلوا في الصور التي في عقولهم إلى درجة أنهم راووها أمامهم متجسدة، فأنت لا يمكنك أن ترسم أو تهندس المدينة على الواقع إن لن لم ترها في ذهنك أولاً. وأنا أتحدث دائماً عن أحلام الحكماء والمتصوفة في مجتمع الأخوة في الإنسانية، حيث الجميع يسكن في بيت واحد هو الأرض.قبل فترة قصيرة أرسل لي أحد الأخوة إيميل يحكي عن هذه المخيلة، التي لا يعترف بها أصحاب العقول الصغيرة والقلوب المغلقة تقول القصة: عندما كان مونتي طالباً في المدرسة العليا أعطى المدرس طلاب الصف مهمة تخيل ما يرغبون في عمله عندما يكبرون وكتابة ذلك، كتب مونتي أنه يتخيل ويحلم بامتلاك مزرعة واسعة جداً يربي فيها العديد من خيول السباق!! أعطاه المدرس درجة ضعيف! فكيف لفقير مثل مونتي لا يجد قوت يومه بل يعيش على ظهر شاحنة صدئة! أن يحقق مثل هذا الحلم!! وعندما عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى، قال مونتي لمدرسه: « احتفظ أنت بالدرجة، وسأحتفظ أنا بحلمي».واليوم أصبح مونتي يمتلك أكبر مزرعة في كاليفورنيا يربي فيها خيل السباق ويدرب المئات من مربي الخيول.من هنا أقول دائماً، لا تترك المجال لأي شخص كان أن يسرق منك حلمك الذي تحلمه، حتى لو كان أبوك أو أمك أو إخوتك أو مدرسيك. لا تترك أحداً يؤثر على مخيلتك التي ترى عبر مراياها ما لا يمكن أن يراه غيرك. وحدك المسؤول عن حياتك، وحدك المسؤول عن طموحاتك، وحدك المسؤول عن نجاحاتك، تذكر أنك جئت العالم وحدك وستغادره وحدك، وستحاسب على ما فعلت وحدك. وعلى ما صنعت وما فكرت وما تصورت وحدك.الله أعطاك العقل، قم بإدارة عقلك من أجل جميع ما توحده. تكون عليه. استخدم مخيلتك في الوصول إلى مناطق لا يصلها العقل وحده. ولا تترك لصوص الطاقة بالاقتراب من أحلامك.
Opinion
احتفظ أنت بالدرجة.. وسأحتفظ أنا بحلمي
10 يناير 2013