ليست هذه هي المرة الأولى التي أتطرق فيها إلى التعليق الرياضي، وأطالب بتطويره وليس هذا رأيي الشخصي إنما يشاركني الكثيرون هذا الرأي سواء من الزملاء الإعلاميين أوحتى من المتابعين . إن ما دفعني إلى العودة لفتح ملف التعليق الرياضي من جديد هو ما حملته السهرة الإذاعية الرياضية الرمضانية « سوالف في الرياضة « مساء الأحد الماضي خلال استضافة اثنين من المعلقين الرياضيين المعروفين على الساحة المحلية و الخليجية هما جابر الدوسري و إسماعيل صليبيخ، وما تخلل السهرة من مداخلات لمعلقين آخرين أمثال علي العربي و سعيد العرادي و أسامة الكوهجي، و محمد سالم بالإضافة إلى مداخلة صديق الإذاعة صلاح حسين .كل هذه الآراء اجتمعت على حاجة التعليق الرياضي البحريني إلى التقنين و التطوير من خلال لجنة متخصصة تكون منبثقة عن هيئة شؤون الإعلام، و تعمل بالتنسيق مع جمعية الصحفيين البحرينية.الإسراع في تشكيل مثل هذه اللجنة أصبح مطلباً ضرورياً لانتشال التعليق الرياضي البحريني من الوضع المتردي الذي يعيشه بعيداً عن التقييم العلمي و المهني !!للأسف الشديد أن نجد موقعنا في هذا الجانب في مؤخرة الركب الخليجي، والعربي رغم أسبقيتنا التاريخية في المنطقة الأمر الذي يؤكد الحاجة الماسة لجهة رسمية تحتضن هواة هذه المهنة وتعمل على صقل مواهبهم و تؤهلهم للاحترافية كل في مجال لعبته بدلاً من ترك الأمور لاجتهادات شخصية تصيب مرة و تخيب عشرات المرات!لم يعد التعليق الرياضي مجالاً ثانوياً أو هامشياً كما قد يعتقد البعض بل أصبح عاملاً من عوامل النجاح في الدورات و البطولات الرياضية وأصبح للمعلقين نجومية تضاهي في بعض الأحيان نجومية اللاعبين بفضل ما يتمتعون به من ثقافة رياضية عامة و ثقافة تخصصية في مجال اللعبة التي يعلقون عليها على خلاف ما نجده لدينا من خلط بين الألعاب يعتمد في كثير من الأحيان على الصراخ المبالغ الذي لا يخلو من أخطاء فاضحة تشوه صورة الحدث !نتمنى أن تكون هذه الرسائل قد وصلت لمن يعنيهم الأمر في هيئة شؤون الإعلام وأن تجد الآذان الصاغية لترجمتها إلى قرارات تساهم في تطوير المواهب الوطنية في مجال التعليق الرياضي وترتقي بها إلى مصاف الأشقاء الذين استطاعوا أن يخترقوا حاجز المحلية، و يصلوا إلى العالمية.