دماء رجل الأمن معلقة في رقبة من أفتى بـ»اسحقوهم»، فويل ثم ويل له من الله، كما إنها معلقة في كل من يسكت على الجرائم الإرهابية التي يتعرض لها رجال الأمن، وقسماً بالله إننا محاسبوهم على كل قطرة سفكت من دمائهم.. وسيحاسبنا الله عندما نسكت وتخرس ألسنتنا ونغمض أعيننا ونحن نشاهد التفجيرات الإرهابية تقطع أوصال رجال الأمن، وكل هذا نتاج من أفتى بـ»اسحقوهم»، والذي تتعلق في رقبته كل ساق بترت وكل يد قطعت وكل خاصرة ثقبت وكل قطرة دم سكبت من دماء رجال الأمن، ولايزال هذا الرجل تحميه المنظمات الدولية والدول الغربية والولايات الأمريكية.. بترت ساق رجل الأمن فسكتت الوسائل الإعلامية الرسمية، وسكتت الأقلام، وسكتت الجمعيات السياسية والدينية ولم تستنكر ولم تشجب ولم تدن ولم توصل رسالتها إلى العالم عن حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها رجال الأمن وشعب البحرين من الإرهاب الذي تقوده المنابر الراديكالية، لم تستهم ولم تهتم المنظمات الدولية ولا الدول التي استشاطت لدخول بيت عيسى قاسم دون قصد ولا تحديد، وإنما كان ضمن بيوت القرية التي يتخفى فيها الإرهابيون، فيا كبرها من مصيبة ويا حجمها من مأساة حين يكون دخول بيت بالخطأ «غير المقصود» من الدولة أعظم من بتر رجل شاب كان واقفاً لحراسة أمن المواطنين من قطعان المجرمين الذين لبوا نداء عيسى قاسم عندما أفتى «اسحقوهم». إن الاعتداء على رجال الأمن هو اعتداء على هيبة الدولة.. نعم يا خليفة بن سلمان.. إنهم يعتدون كل يوم على رجال الأمن الذين أصبحت حياتهم مستهدفة من الإرهابيين الذين يتباكون في الصحف ووسائل الإعلام الخارجية، بأن بيوتهم اقتحمت واعتقلت النساء والأطفال وهدمت مساجدهم.. يتباكون ويصدقهم المجتمع الدولي.. لماذا؟ كل ذلك لأنه لا يوجد لدى الدولة جهاز إعلامي يفجر كذبهم.. ويرد على كل كذبة وادعاء.. فالدلائل موجودة لا تحتاج إلى لجان تقصٍّ ولا خبراء ليبحثوا عن دليل أو يقوموا بتحاليل، فالذين يسمونهم «شهداء» ماتوا بسبب المرض؛ القلب والسرطان وفشل كلوي أو جلطات قلبية أو سكتات دماغية، لكن أين الجهاز الإعلامي لوزارة الصحة ليخرج على الناس ويروي الحقيقة، أين وزارة البلديات ووزارة العدل لتروي للعالم قصة المساجد المهدمة.. وهي لا مساجد ولا مبانٍ وإنما عشيش من «الجينكو» دون وثائق رسمية، أين وزارة الداخلية والرد الرسمي القوي لينقل للعالم جرائم علي سلمان وعيسى قاسم وما فعلوه في رجال الأمن، في الوقت الذي تستطيع الوفاق أن تنقل للعالم روايات وصور مفبركة مستخدمة لغة التهويل والتضخيم، بعد أن نامت الأجهزة الإعلامية الرسمية مكتفية ببرامج يقدمها بعض المواطنين بمجهود فردي، لكنها لا تعتبر دليلاً حين لا يكون البرنامج صادراً بلغة يفهمها المجتمع الدولي وصورة حية لا متقطعة ومقابلات يديرها أولو الخبرة والكفاءة لا مقدمو برامج متدربون ومتمكيجون لا تناسب نغمتهم ولا لغتهم ولا هيئتهم ولا جلستهم ولا مكانهم مع واقع ما يجري في البحرين.وبسبب هذا الركود والتقصير استطاع عيسى قاسم وعلي سلمان الاعتداء على هيبة الدولة، بعد أن تركت الدولة لغة الحزم واستخدمت لغة التراضي والحساب للمنظمات الأجنبية والتي هي الجزء الأساسي في إدارة المؤامرة الانقلابية، ولو كان هناك تفنيد لكذبهم لما استطاع أي كائن كان التقوّي على الدولة، لأنه سيعلم أن هناك جهازاً إعلامياً سيدينه وسيحرج الدول التي ترسل مراسيلها للاطمئنان على بيت قاسم، ويتأكد من «حركة» بابه قد يكون مسها شطر أو قطع، وإنما بتر الساق وقطع الأيادي وثقب الخواصر لا يعني شيئاً للمراسيل، لأنه ليس هناك وسيلة إعلامية نقلت صورة ذاك الشاب المطروح على فراشه وقد حرم من نعمة السير على قدمه ما دام حياً، بوجهه الذي ارتسمت عليه علامات الرضا والصدق، علامات لا تظهر إلا على وجوه الأبرار الطاهرين، وإنه إن شاء الله مع رفاقه المصابين في التفجير الإرهابي في «بني جمرة» والشهداء منهم بإذن الله من أولئك الذين لن تمسهم النار، فها هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرهم بقوله الكريم «عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت من خشية اللّه، وعين باتت تحرس في سبيل الله».نعود إلى هيبة الدولة ونؤكد ونقول؛ نعم يا خليفة بن سلمان.. كما قلت «الاعتداء على رجال الأمن هو اعتداء على الدولة»، وإن إنزال العقوبة الصارمة سيكون حفظاً لهيبة الدولة.. ولا يكون إلا إذا عمل بمبدأ «لا أحد فوق القانون»، وليتباكى من يشاء ولتكتب التقارير ولتأتي المراسيل، فالقانون جارٍ وشرع الله يحكم «والجروح قصاص».