ألم نقل بالأمس أن هناك أشخاصاً يضعون أنفسهم في «مواقف بايخة»؟!السفير الروسي في البحرين وصف موقف كتلة الأصالة الإسلامية بالانسحاب من الوفد البرلماني الزائر لروسيا بأنه «مثير للسخرية» وأنه «يضر بالعلاقات البحرينية الروسية».دعونا نخبر السفير الروسي بما هو «المثير فعلاً للسخرية».أولاً وقبل كل شيء؛ كانت روسيا قبل أن ينهار الاتحاد السوفيتي تمثل ثقلاً في المنطقة وتوفر التوازن بين القوى العالمية ما بين المعسكرين الشرقي والغربي، واليوم روسيا تواصل تثبيت صورتها كـ «دب كهل مريض» يعمل وكأنه يدار بحسب المزاج الإيراني، وهذا أمر واضح تماماً.المثير للسخرية هنا أن دولة عظمى تقبل على نفسها أن تكون داعمة لنظام يقتل الشعب بدم بارد، المثير للسخرية يا سعادة السفير أن روسيا العظمى تستنكر على كتلة الأصالة الإسلامية اتخاذها موقف، وهو أقل ما يمكن أن تقدمه تضامناً مع القضية السورية، في حين دولة كبرى كنا نتوقع منها أخذ موقف قوي إزاء المجازر الدموية والديكتاتورية الصارخة للنظام السوري المدعوم إيرانياً تنأى بنفسها عما يحصل وتحاول أن تسترخص دماء أكثر من 100 ألف سوري تم ذبحهم كالنعاج ما بين شيوخ ونساء وأطفال رضع، بل المثير للسخرية أن السفير الروسي لا يريد أحداً أن يأخذ موقفاً.المجتمع الدولي يقف في موقف العاجز، يدلي بالبيانات اليومية التي لا تغني ولا تسمن من جوع بينما في كل لحظة وثانية بريء سوري يقتل، وآخرون يهجرون من أرضهم. المثير للشفقة هو هذا التخاذل من دول كبرى لو أرادت مسح دولة من على وجه الأرض لفعلت ذلك في غضون دقائق، أولم يهدد مسؤول روسي إحدى الدول بمسحها عن الخارطة فقط لأن مسؤوليها أسمعوه ما لا يعجبه؟! واضح أن عقلية النظام «الستاليني» مازالت سائدة.المثير للسخرية أن يتم استخدام «الفيتو» في الأمم المتحدة لتعطيل أي تحرك دولي لإنقاذ الشعب السوري من آلة القتل والتنكيل السورية الإيرانية، اليست هذه «مهزلة كبرى» تلحق بأصحابها «العار؟!كتلة الأصالة الإسلامية تسجل موقفاً هنا نقدره لها، إذ كما قال رسولنا الكريم في الحديث الشريف بما معناه أن إنكار المنكر حتى في القلب هو أضعف الإيمان، وعار علينا ألا نتخذ مواقف في أيدينا تجاه ما يحصل من جرائم وتنكيل.إهانة السفير الروسي ليست موجهة لكتلة الأصالة وحدها، ليست موجهة لجمعية الأصالة بعينها، بل هي موجهة لكل بحريني مخلص عروبي وإسلامي يرفض ما يحصل في سوريا ويقف موقفاً ضد هذه الجريمة البشعة التي جلبت الخزي والعار لكل متخاذل ومتكاسل حتى عن قول كلمة الحق.نعم روسيا دولة صديقة للبحرين، والروابط مستمرة، إذ هذا ما تفرضه العلاقات الدبلوماسية، لكن أن يتم إقحام ذلك في موقف تتخذه كتلة أو جمعية هو ما يبعث على «السخرية»، أو تريدون أن تحجروا على الناس آرائهم؟!الشعب الروسي الصديق لا نأخذه بمواقف قيادته ومسؤوليه، إذ في كل البشر بذر الله بذرة الخير والطيبة، لكن المشكلة حينما يعبر البعض عن موقفه ويعممه على الجميع، ونشك بأن شعبكم الصديق يقبل بما يراه يحصل في حق الأبرياء السوريين، ونشك بأن بعضاً منهم لم يصف استخدام الفيتو في منع أية جهود دولية لإنقاذ الوضع بـ «المهزلة».إن كان موقف كتلة الأصالة بالنسبة للسفير الروسي «مثير للسخرية»، فبالنسبة لكل من يقف مناصراً سوريا وشعبها المنتفض ضد الديكتاتورية والتبعية الإيرانية فهو «مفخرة»، أقلها هؤلاء لم يسكتوا عن قول كلمة الحق في وقت باتت فيه أرواح الناس ودماؤهم تباع وتشترى ويتم المساومة عليها باسم الدبلوماسية العالمية.
Opinion
موقف الأصالة «مثير للسخرية»؟!
13 يونيو 2013