لا تستعجبوا إذا أزهقت أرواح رجال الأمن في البحرين ثم أن من أزهقها يتنعم ويتدهن ويتفاخر، فلم يختبئ ولم يختفِ بل أعلنها علانية وأجهرها إجهاراً نهاراً، ولا زال يحرض ويدعو إلى قتل رجال الأمن، ليس هو فقط؛ بل معه أمينه العام وجميع طاقم المؤامرة الانقلابية وجمعيات سياسية بإدارتها وأعضائها، وجميع من شارك في المؤامرة الانقلابية من وزير وقاضي ومهندس ومدير ومعلم وطالب ووسيط، جميعهم اتفقوا على قتل رجال الأمن، قتلهم حرقاً ونسفاً ودهساً وبكل الطرق والأساليب، ولا نستغرب غداً إذا ذبحوهم بالسكاكين فقد فعلوها، فعلوها أيام الانقلاب عندما شجوا صدور رجال الأمن وطعنوا خواصرهم وقلوبهم ورقابهم.لا توجد دولة في العالم تسكت عمن يحرض ويهدد رجال أمن، مهما كان حالها، ولم نسمع بأن سياسياً أو رجل دين أو راهباً في أي معارضة في العالم يحرض علانية على القتل وسفك الدماء ثم يهدد بأنه سيستخدم ضعف قوته إذا لم تلبَ طلباته، لكن في البحرين الأمر مختلف، حين يقف من يسمى رجل دين معلوم ولاؤه لإيران بين أتباعه ومريديه ويعلنون الجهاد ضد رجال الأمن وضد الدولة، ثم تجلس معهم الدولة على طاولة حوار وترسل لهم مراسيل ومكاتيب ووسطاء يوالون طهران كي ينظروا في مطالبهم ومطامعهم.إن قتل رجل الأمن في تفجير سترة الأخير، حيث سقط قلب المغدور من جنبه وتقطعت أوصاله فأصاب الأطباء والممرضين والمرضى والمراجعين في المستشفى الذهول والروع من حالته، هذه الجريمة هي دليل إلى ما وصلت إليه هذه المعارضة الصفوية من طغيان واستكبار دون رادع لرؤوس الفتنة ولمليشياتهم، والتي أصبحت تحكم الشارع وتحكم مؤسسات الدولة، حيث إن البحرين ومؤسساتها وشوارعها واقتصادها أصبحت رهينة في يد شرذمة كانت في مغارات وكهوف في إيران، وها هي اليوم تعيش في زروع ونخيل وقصور حتى وصلت مطامعها أن تجلس على سدة الحكم.إن مواصلة الحوار مع هذه الشرذمة الخائنة الجاحدة أمر غير مجدٍ وليس فيه منفعة لبلد ولا مستقبل لوطن؛ بل سيزيدها صلابة وقوة أمام المجتمع الدولي وأمام أشياعهم وأذنابهم، حيث سيتم نسيان تفجير سترة كما تم نسيان حوادث قتل المريسي ومنظور، وقبلها قتل رياض شيخ وماجد أصغر، وقتل أحمد الظفيري والمغدورة زهراء صالح، كلها حوادث قتل بشعة بردت حرارتها مع مرور الوقت، وذلك عندما أصبحت ملفاتهم تتناول وتتداول وخففت فيها الأحكام من إعدام إلى مؤبد إلى سنوات معدودة، وبعدها تجلس الدولة على طاولة الحوار مع القتلة وقطاع الطرق، أشخاص بحرينيو الاسم فرس الأصل، هؤلاء الفرس الذين يحاربون الدولة ويتحدونها، هؤلاء الذين كانوا بلا هوية فأنعمت عليهم الدولة ودللتهم وجعلت لهم وجود، ثم انقلبوا عليها، ولا زال مع الأسف يتطلع إليهم قد يكونوا يوماً فيهم وفاء أو في أبنائهم أو أحفادهم منفعة للبحرين.إن شرع الله يجب أن ينفذ في القتلة وأن من يعين أو يشارك بخطبة أو يدافع عن القتلة فهو قد شارك في سفك دماء رجال الأمن ويجب أن تنفذ العقوبة في شركاء الجريمة، ويجب أن يحاكم كائناً من كان حتى لو لبس عمامة أو جلباباً، يحاكم حاله كباقي الناس، فشرع الله لا يستثني رجل دين ولا راهباً، فكل قاتل مجرم يستحق حكم الإعدام، وكل من أفتى بوجوب قتل رجال الأمن فهو المجرم الأكبر وعليه ما على القاتل، وإن كانت الدولة تراعي المجتمع الدولي في تنفيذها لشرع الله، فإنا نقول للدولة عليك السلام.وإن لم يبلغنا الله في أن نرى صاحب فتوى «أسحوقهم» وأمين عام «النفاق» ومن والاهم وأعانهم يحاكمون على جرائمهم، فنسأل الله تعالى أن يفرح قلوبنا ويشفي صدورنا يوم الحشر يوم الميعاد يوم نرى القتلة الفجرة واقفين أمام الله شاخصة أبصارهم ترهقهم الذلة، وها هو حديث عن رسول الله صلى الله وعليه وسلم يصف لنا حال من سفك: «يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل تشخب أوداجه دماً فيقول: أي رب سلْ هذا فيم قتلني؟»، نعم أيها القتلة كم من مقتولين سيتعلقون في رقابكم يوم القيامة، ولقد انتهت فسحتكم وأغلقت عليكم أبواب، وها هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبركم بانتهاء هذه الفسحة «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً»، ولقد أصبتم والله الدم الحرام وستنالون جزاءكم بإذن الله دنيا وآخرة.