عندما أعلنت الفئة الضالة والعابثة والإرهابية في البلاد عن تمردها على البحرين في 14 أغسطس، صار الجميع في البحرين، بجميع أطيافهم وتباين ثقافتهم، يتنبؤون «ماذا سيحدث في هذا التاريخ»؟ كثير منهم جزم بفشل التمرد، والبعض كان في حيرة بين جدية الأمر وهزلية الادعاء بالتمرد، وبين علامات الاستفهام في وجوه المهتمين بوضع البحرين من داخل البلاد وخارجها.كانت السيناريوهات كثيرة لتضخيم الحدث وفبركته، والخطط البديلة كانت جاهزة، والإعلام المستأجر ينتظر إشارة العابثين، والمنظمات العميلة ضد البحرين جاهزة بفقرة الاستنكار ونصوص حقوق الإنسان ومبادرتها بدخول البحرين لتعديل الوضع، ومراقبون من دول عظمى يحسبون تحرك الحكومة ضد التمرد وغيرهم كثير. انظروا إلى هول الموقف؛ البحرين بصغر مساحتها وبقلة سكانها محل أنظار العالم، هذه البحرين التي لا يكاد يراها أحد في خارطة العالم، جعلت العالم أجمع في قلق من هذا التاريخ، فالبعض كان خائفاً على البحرين من القلاقل والحروب الأهلية التي قد تحدث لا قدر الله، والبعض كان ينتظر سقوط البحرين في أيدي العابثين وعملاء إيران.. «ولين طاح الجمل كثرت سكاكينه».لم ينجح التمرد ضد البحرين من قبل الخونة في 14 أغسطس، لكن نجح تمرد الطائفة الشيعية على قادتهم، ولم يستسلموا لآرائهم وتوجههم الهادم الذي لا يأتي من ورائه غير الدمار والفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار، وهذا دليل على صحوة الشيعة، وعلى كل من ذهب إلى دوار مجلس التعاون في 14 فبراير وبايع على خيانة الوطن.هذه الصحوة في 14 أغسطس سوف تعيد حسابات كل من خرج يوماً ضد الوطن لحساب إيران، هذه الصحوة تيقن فيها أبناء الشيعة أنهم كبش فداء، فأين هم أبناء قادة الثورة والتمرد ليتمردوا في شوارع البحرين؟ لماذا لا يجعلون أبناءهم في الصفوف الأولى ليحرقوا الإطارات ويقتلوا أفراد الأمن ويرهبوا الآمنين من الناس؟ أين ذهب قادة التمرد وأبناؤهم؟ هل دماء ومستقبل أبنائهم أشرف من دماء ومستقبل عامة الشعب؟ أم أن هذه الفئة البسيطة دماؤهم رخيصة ليجعلوهم في الشوارع والطرقات؟ أم أن أبناء البسطاء يتحملون لهيب الشمس والمولوتوف والنيران في الشوارع وأبناء القادة في نعيم أوروبا ومدارس وجامعات أمريكا؟ أم أن أقفاص الزجاج هي دليل على الشجاعة وخوض المعارك وفي مقدمة أي تمرد وأي ثورة؟.من خرج في تمرد 14 أغسطس هم مرتزقة يقبضون ثمن إرهابهم وثمن حرقهم، 14 أغسطس يوم مشهود في تاريخ البحرين؛ فهو يوم تمرد أخيار الشيعة على قادتهم ودليل على إخفاق الجمعيات التي كان يجب أن تكون من الجمعيات المعارضة الحقة التي تسعى لإصلاح البلد، فيما لو أخفقت الحكومة في جانب من الجوانب المتعددة لمصلحة الشعب. نبارك في هذا اليوم نجاح تمرد أخيار الشعب ضد الإرهاب وضد العبث في اقتصاد البلد وضد خونة الوطن وعملاء إيران، أما المرتزقة الذين يرهبون الناس، فلا مكان لهم إلا وراء القضبان، يطبق عليهم كل ما جاء من توصيات بشأن الخارجين عن القانون {وَسيعلمُ الذِينَ ظلموا أَيَّ منقلبٍ ينقلبونَ}.