وكأني «نكأت» جرحاً لم يبرأ بعد، حينما تطرقت بالأمس لقضايا معنية بالفن البحريني والفنانين، إذ ما وصلني من بعضهم تركز في إبراز أنواع من الصعوبات والمعاناة التي يواجهونها، خصوصاً تلك المتعلقة بالتقدير والتطوير والأمان الوظيفي.في تعليق على مقترحي لإنشاء هيئة معنية بالفنانين؛ فاجأني تعليق أحد الفنانين البحرينيين المخضرمين على صفحتي بـ»الفيسبوك» يقول فيه نصاً: «عزيزي لا توجد مهنة فنان أو ممثل أو موسيقي أو كاتب ضمن المهن المتوفرة في الجهاز المركزي للإحصاء، وهذا ما فوجئت به عندما تقاعدت وذهبت لتغيير مسمى مهنتي في بطاقة السجل السكاني إلى ممثل وهي حرفتي الأولى قبل الوظيفة الحكومية».هي ملاحظة جديرة بأن نلفت لها انتباه المعنيين في وزارة الإعلام أو حتى الهيئة العليا للاتصال والإعلام الجديدة التي أنشئت مؤخراً بأمر من جلالة الملك برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن حمد، إذ الفن البحريني الذي يقدمه الفنانون من خلال الشاشة لابد وأن يخرج من إطار «الهواية» إلى «الاحترافية»، ولا أعتقد بأن هناك من سيخالف هذا الرأي، إذ لدينا مجموعة فنانين من أجيال مختلفة كلهم يفترض أن تكون مهنتهم الرسمية المعترف بها «فنان» أو «ممثل» على الأقل!أفهم بأن المشكلة هو عدم وجود الجهة التي تثبت رسمياً هذه الصفة الوظيفية، بالتالي لا يمكن أن يعتمدها الجهاز المركزي، ولذلك نعيد ونكرر ضرورة أن يكون للفنانين كيان رسمي يعنى بهم وبشؤونهم.المشكلة أن هذا الكلام أيضاً ينطبق على كثيرين، حتى الكتاب من بينهم، وهو ما يجعلني أربط المسألة بقانون الصحافة الذي مازال يراوح مكانه، ومع احترامي الشديد للتصريح النيابي الأخير في لقاء جمع بعض النواب بمجموعة من الكتاب والصحافيين في مقر جمعية الصحافيين بأن قانون الصحافة سيناقش «بالتأكيد» في دور الانعقاد القادم، إذ نفس الجملة سمعناها على امتداد عشرة أعوام وقبل كل دور انعقاد وحتى اليوم «عينك ما تشوف إلا النور».عموماً، بعض الفنانين الذين تواصلوا معنا كان حديثهم يتركز على مسألة «التقدير» و»الاهتمام»، وهو ما ندعو له المعنيين بأن يعملوا على توفيره لهم، وكلنا أمل بأن التوجه الجديد في الاستراتيجية الإعلامية بعد مرسوم الهيئة العليا للإعلام سيسهم في تحقيق وضع أفضل لهم.هنا سأوصل صوت بعض الفنانين طلبوا مني إيصاله للمعنيين بعد أن «عجز خيلهم» وهم ينتظرون «حقهم» الذي وعدوا به وتم الاتفاق عليه قبل قيامهم بتنفيذ أحد «الأوبريتات» الوطنية، وبعد مرور قرابة عام مازال بعضهم يراجع المعنيين لاستلام مستحقاته بلا فائدة.فـي رسالتهـــم يقـــول الفنانـون والمشاركون في إنجاح الأوبريت الوطني المعني بأنهم بادروا للمشاركة في العمل بناء على طلب أصحاب الفكرة والمنظمين، وذلك من واقع الحب والولاء والإخلاص للبحرين. لكن الأمر المؤسف تمثل بأنه بعد نجاح الأوبريت وحتى كتابة هذه السطور أغلب الفنانين والفنيين المشاركين لم يستلموا المكافآت والمبالغ التي اتفق معهم عليها للقيام بالأوبريت، وأنهم طرقوا جميع الأبواب ولا مجيب، وكأنهم «يتسولون» لا يطلبون حقاً لهم.لن أسرد تفاصيل أكثر منعاً لإحراج بعض الشخصيات، بأمل أن تحل مشكلة هؤلاء الفنانين والفنيين الذين بفضلهم تم تقديم أوبريت وطني رائع وناجح، مع وجود الرسالة التي كتبوها وحاولوا توجيهها لجلالة الملك حفظه الله مع كشف بالأسماء والمبالغ الموعودة للفنانين والفنيين وغيرهم وما تم استلامه وما تم تأخيره.أتمنى أن تصل القضية لعلم سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة رئيس الهيئة العليا للإعلام والاتصال، هذا الرجل الذي نعول عليه الكثير في الارتقاء بالمنظومة الإعلامية، واثقين بأن إنصاف ودعم فناني البحرين سيكون على يديه، مع تمنياتنا بالتوفيق للجهود المخلصة المبذولة في هيئة الإعلام لتصحيح وتطوير كثير من الأوضاع.
Opinion
الفن «ليس مهنة».. و«أوبريت» لم تدفع مكافآته بعد!
15 يوليو 2013