إذا عرفت أننا نتاج صناعة أفكارنا التي فكرنا وتصوراتنا التي تصورنا؛ ستعرف أنك أيضاً ابن شرعي لأحلامك التي حلمت. فكل ما نراه أمامنا هو نتاج لمجموعة من الأفكار فكرنا بها ونحن نمر بحالة من حالات النوم، هي حالة «ألفا»؛ الحالة التي يكون فيها العقل الواعي مسترخياً، فيما العقل الباطن في أقصى حالات عمله واتصالاته المكوكية التي لا تتوقف عندما يكون متصلاً بالكون. هل وقفت لحظة وسألت نفسك؛ وأنت تقرأ هذا العمود، السيارة التي أملكها الآن قبل فترة أين كانت؟ كانت مجرد حلم. الوظيفة التي تشغلها الآن في هذه اللحظة، أين كانت قبل عدة سنوات في مرحلة الدراسة؟ كانت حلماً.زواجك، إن كنت متزوجاً، كان حلماً لم يتحدد منذ عدة سنوات، ولكنه تحول إلى واقع، أبناؤك أيضاً كانوا في الغيب فأصبحوا يتقافزون أمامك في البيت أو هم عائدون من يوم دراسي.بهذا المعنى فإن الأحلام تتحقق، وأكثر من هذا كل ما تفكر فيه قابل للتحقق، كل ما تنويه قابل للتجسد. فالواقع كما يؤكد كثير من الحكماء ليس إلا ابن أفكارك. العلم الحديث وصل إلى قناعاته المجربة علمياً، هو أن العقل يسيطر على الجسد أو يسيطر على المادة، وبما أن الفكر مادة متحركة بصورة غير مرئية، فهو يتحول إلى ما يريده المفكر به.وإذا كنت لا تصدق ما أقول؛ عليك فقط أن تلتفت إلى مجموعة من معارفك وأصدقاء طفولتك الذين حققوا أحلامهم، وأصبحوا كما حلموا، بعضهم لم يكمل دراسته الثانوية، بعضهم ربما كان أيام الدراسة لم يحصل إلا على درجة مقبول، وكان من الطلبة الذين لا يكادون ينجحون، وتحصليهم الدراسي ودرجاتهم في الصف على الحافة، ولكنهم حلموا.ارسم حلمك على شكل دائرة وادخل فيه، تصور نفسك في المستقبل، هناك حيث تريد أن تكون، إذا كنت طالباً قد أنهيت مرحلتك الثانوية انظر إلى نفسك بعد سنوات. إذا كنت تريد أن تصبح طبيباً عش في حلمك، انظر إلى نفسك وأنت ترتدي روب الطبيب.. انظر إلى نفسك وأنت تكشف بالسماعة على صدر مريض.. انظر إلى نفسك وأنت تتجول في ردهات المستشفى، وإذا كنت تحلم أن تكون طياراً على سبيل المثال ارسم دائرة حلمك وادخل فيها، ابدأ من هذه اللحظة في التعرف على أنواع الطائرات وطريقة قيادتها مستفيداً كل الاستفادة مما يطرحه الفضاء الافتراضي من معلومات وتقنية وغيرها، ثق أنك بعد فترة ستكون ما تحلم مردداً الآية الكريمة دائماً وأبداً «كل نفس بما كسبت رهينة»، أي؛ مرهونة ومحبوسة بالذي كسبته عند الله تبارك وتعالى. إِلا أصحاب اليمينِ، فإنهم لا يحبسون، لأنهم فكوا رقابهم بما أصابوه من كسبهم كما يخلص الراهن رهنه بأداء الحق، فالإنسان عندما يترك رهنه عند أحد مقابل شيء معين يقترضه منه، فهذا الرهن يبقى عنده حتى إذا ما وفى الدين الذي عليه أطلق وفك له هذا الشيء المرهون عنده. كل إنسان على هذه هو من يصنع حياته ويصنع مستقبله، إذا عرف كيف يحلم وكيف يحقق هذا الحلم. هل تبدأ برسم دائرة حلمك الآن؟.