وطني البحرين الذي كان جنة من جنات الأرض وواحة من واحات الأمن والأمان ترفل فيه مطايب الحياة ونعيمها يحمله شعبها الطيب المتسامح المعروف بشهامته وحبه وعطائه اللامحدود لأرض يعيش عليها وتعيش بداخله، يسكنهم روحاً قبل أن يسكنوه أرضاً، يحملون حبه كعناوين تظهر على ملامحهم وسماتهم وفي كلماتهم وأحاسيسهم وفي تصرفاتهم وأفعالهم داخل وخارج البحرين، هويتهم بحور من الحب وفضاء من العشق لأسطورة وطن اسمه «بحرين»، يسكن ذاتهم والعينين ممتد تاريخياً بالعروبة تشهد متاحفه ومعالمه على إرث شعبه التراثي والجغرافي، الذي يجعله دانة ترصع الخليج بالأصالة.عيسى قاسم رد وطني البحرين، الذي كان يوماً يهنأ بنعيم يحسده عليه العالم ولذيذ الاستقرار قبل أن تسحقه وتشوه معالمه بشماعة الدين الذي تقوم أسسه على التراحم والعطف والتسامح والتآلف، إذ كنا نغادر بيوتنا آمنين مطمئنين نعيش أفراحنا وأعيادنا دون قيود، ننتقل بين المناطق دون تخطيط بأن الدخول في هذه المنطقة قد يعرضنا للزجاجات الحارقة، أو أن المرور على هذه القرية في طريقنا إلى مكان آخر قد يعرضنا لأذى ما بعده أذى، وتهديد ومخاطر عاقبتها وخيمة، حين كانت كل الشوارع متشابهة وواحدة، وكل الطرقات آمنة، وكل جهات الوطن ومناطقه سالكة.حين كانت الأعياد لنا جميعاً كحق مشروع مباح تمهد لها طرقاتنا وأحياؤنا التي لم تمتد لها بعد يد الإرهاب والعبث، حين كانت تصدر لنا عناوين الأمان صباحاً ومساءً وتخلو من تواجد أي سيارة شرطة تركن في أحد جوانبها لحمايتنا وحراستنا، العيد الذي يعني التنزه بين المنازل لجمع العيادي دون خشية وخوف من أي تقسيمات سياسية أو اجتماعية أو دينية، حين كانت شمس الصباح تتغنى بدفء الاستقرار لا نار سد الطرقات وإعاقة المرور، حيث كانت طبيعتنا الخضراء والمليون نخلة وورود الشوارع الجميلة تستنشق الهواء حباً وتتعبأ بأوكسجين الوطنية لتعيد تصديره ونثره برائحة أمن يعني وطناً لا تلوثاً بغازات المولوتوف ومسيل الدموع، حين كان الأمن نفسه وطناً وجزءاً من الوطن؛ بساتيننا الجميلة التي ذبلت وبدأت تتلوث ويمتد اللون الأسود فيها ليمحو لون الحياة الأخضر، كما فعل أتباعك بتحويل لون علمنا الوطني في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي من الأحمر للأسود! رد وطني البحرين الذي كانت مساجده ومجمعاته وحدائق الأطفال فيه تهدينا قبلات من أجواء الفرح والسعادة لا قنابل من الرعب والتعاسة! وطني البحرين الذي كان يهدينا في كل عام الأمن والأمان كعيدية متجددة، كانت العيادي من الوطن في ذلك الزمن كثيرة، كثيرة جداً لا يمكن لنا أن نحصيها إلا اليوم ونحن نجدها تشح وتسقط من أرصدتنا الاجتماعية والوطنية في مختلف المجالات، اليوم لم تعد عيديتنا كما السابق عيدية توضع في يدنا ونحن صغار لنفرح بها ونشتري بها ما نشاء فيما كانت عيدية أهلنا الكبار مشاركة مظاهر الفرح وأجواء العيد ضمن لوحة وطنية جميلة، بل عيديتنا اليوم يتشارك فيها الجميع صغاراً وكباراً وهي وضع يد القانون عليك ليعيد الوطن قبلنا ونعود لإنجازاتنا وسابق عهدنا، عيديتنا هي القبض عليك وعلى أمثالك وأتباعك وتطبيق أقسى القوانين الرادعة عليهم حتى تتحول كل أرجاء الوطن إلى مجلس وطني متلاحم يعود ليستقبل كل فئات المجتمع وطوائفه دون اعتبارات وحواجز.رد وطني البحرين الذي كان فيه «عمر» صديقاً مقرباً لــ»علي»، و»عائشة» كانت أختاً لم تنجبها أم «فاطمة» قبل أن تكون صديقة مقربة لها، لم تكن الانتماءات المذهبية ولا السياسية جسوراً للتواصل نسفت بعد عناوين الإرهاب التي صدرتها إلى القلوب والنفوس لتغير خارطتها وخارطة التواصل الاجتماعي الحميم الذي تفكك بعد حربك على تاريخ البحرين وشعبها لنصبح -كشعب، كما الدويلات الصغيرة المتفككة- كلاً منفياً عن الآخر يسبح ضمن كوكبة تختلف عن الأخرى في ما يخص سيادة وأمن الوطن، فحتى هواتفنا لم تعد «تعيد» كما السابق وتستقبل التهاني من الأطراف الأخرى، التي اتجهت نحو سحقاتك واتخذتها كقناعة وفكر فقاطعتنا وقاطعناها، وطني البحرين الذي كانت المنازل المتلاصقة الجدران فيه بالأحياء الشعبية مفتوحة على بعضها بعضاً تدخلها نساء الفرجان بعد صلاة الفجر لتناول الرطب وشرب القهوة والشاي مع بعضهن بعضاً، في زمن جميل لم تكن فيه هناك صكوك ومفاتيح وأقفال! كانت صكوك جنة الدنيا التواصل والحب وصكوك الآخرة الأعمال الحسنة والخيرة!رد وطني البحرين الذي كانت الأعياد فيه حقيقية وعيدنا كان عيدين يومه الأول عائلي بالزيارات والتواصل ويومه الثاني وطني بالمرور على متنزهاته ومجمعاته وعيش أجواء الفرح مع الآخرين دون قيود ومسافات وحدود، دون تلقف فكرة أن هناك من ينصب الرعب لنا خارجاً ويفخخ لنا أجواء السعادة بالقنابل والإرهاب، وأن الخروج لأي مجمع تجاري قد يجعلنا نلتقط دوي انفجار سيارات تحرق.عيسى قاسم رد وطني الذي سفكت فيه أجواء الفرح، فلم تعد الأعياد التي تمر بها تملؤنا عيداً بل إرهاباً وتفككاً، نحتاج لأن نمتلئ بالعيد مجدداً وأجوائه الجميلة ونعيشها إحساساً وواقعاً بإفراغ الوطن منك!- إحساس عابر...عيسى قاسم أنت لا تملك وطني البحرين «وحامض على بوزك أن تملكه يوماً»، حين قلنا «عيسى قاسم رد وطني»؛ فهو لا يعني بالحقيقة أن أمثالك -الذين يشكلون ظاهرة صوتية تصدح فوق منابر الإرهاب فقط دون أن تتجرأ وتنزل بنفسك لتمارس أفعالك الانسحاقية- يمتلك شبراً واحداً من الوطن حتى يرده لنا.. فالوطن سيظل مستقراً ذا سيادة تتبع القيادة الرشيدة بإذن الله، بل هي مجرد كلمات مجازية تعبيرية تعكس الحال الذي وصل إليه الوطن اليوم بسبب خطبتك الساحقة التي اغتالت كل ما هو جميل ولاتزال منطلقة تحاول سحق ما تبقى، ورسالة تعبر بأننا اليوم في حاجة لأن نسترجع وطننا وهويتنا البحرينية الأصيلة وجوازات سفرنا ممن سحقوا الوطنية بعبثهم وإرهابهم.- إحساس أخير...كل عيد وأنتم بخير وتقبل الله صيامكم وطاعتكم.. يوم الجمعة القادم بإذن الله نكمل رسالتنا لعيسى قاسم.