العيد يفتح قلبه ويديه وحضنه، وما عليك إلا أن تدخل وتتقاسم معه كل أشكال الفرح الطفولي، فالطفل أكثر اقتراباً من روح العيد والابتهاج بكل عطاءاته التي لا تحصى ولا تعد، قد تكون وأنت تستقبل العيد مصاباً ببعض الجراح النفسية القديمة، أو محاصراً بالعديد من الضغوطات الحياتية التي لا يخلو إي فرد أو جماعة منها.قد يكون مزاجك يمر بمجموعة من الإحباطات السياسية أو الاجتماعية أو المالية، ولكن هذا لا يعني عدم فرحك بالعيد، وبالذات عيد الفطر الذي يعني عودتك إلى مرحلة الفطر والاستمتاع بكل ما تملك من إمكانيات لتمارس فرحك الطبيعي، والذي هو من حقك على نفسك بأن تقوم به وتمارسه كما تمارس عملية التنفس.وإذا افترضنا أن الألم الذي تعانيه، لأسباب كثيرة ومختلفة، ولكن من الضروري أن تفرح، وإذا لم تستطع ذلك عليك بأن تدخل لعبة الفرح، أو ما يسميه الناس، تكذب على نفسك وتخدعها بممارسة الفرح الطفلي. نعم اكذب على نفسك وردد (أنا سعيد.. أنا سعيد.. أنا سعيد..) إلى درجة أن تصدق ما تقول.وأنا شخصياً متأكد كل التأكيد، انك لو قمت بتقمص دور الإنسان السعيد، المبتهج، ستكون بعد عدة دقائق مبتهجاً بصورة حقيقية. فأنا عملياً قمت بتجربة ذلك.هناك العديد من الطرق للتحول من السلبي إلى الإيجابي، أهمها كما أرى، أن تجرب هذه الممارسة أو تتقمصها أو تقوم بتمثيل الدور بكل إتقان.فالرغبة هي الخطوة الأولى، لتكون كما تبغي أن تكون.إن كل المشاكل التي يمر بها الإنسان، هي في الرأس، قبل أن تكون في الجسد. فحينما تكون مرهقاً على سبيل المثال فإن هذا الإرهاق نتيجة لتفكيرك في مشكلة لا تجد لها حلاً. والمشكلة كما ترى في عقلك. بمعنى آخر في الأفكار التي تدور في رأسك.لذلك نسمع هناك من يقول غير أفكارك يتغير من حولك أو يتغير العالم الذي تعيشه أو غير زاوية النظر وتتغير الصورة التي إليها تنظر.والعيد الذي نعيشه الآن وأطفالنا يتمتعون به كل المتعة، هو أحد الأيام الهامة التي علينا أن نبدأ منها للتعرف على داخلنا المشروخ بأسباب مختلفة.ما عليك وأنت تبارك الناس في عيد الفطر إلا أن تبتسم. هذه الابتسامة تعطيك القدرة الهائلة على إزاحة الانسداد من داخل رأسك، وبالتالي فتح المسارات أمام المرح الطفلي الداخلي الذي قامت بصنعه الأفكار السلبية المعسكرة في الرأس.إنه العيد.. لا يحتاج إلى الجديد من الثياب والعديد من المصاريف، بقدر ما يحتاج إلى أن تكون أنت كما أنت منفتحاً على الفرح العام، ومبتهجاً مع المجتمع الذي إليه تنتمي.من هنا إذا أردت أن تفرح بالعيد.. كن أنت العيد، ارسمه وادخل فيه، ابتهج كأنك من يملك أنهار الابتهاج، اجعل روحك بخور العيد، جدته، حلاوته، مباركته، وزيادة السعادة المنتشرة في كل ما يتحرك فيه.أقول بكل ثقة المحب؛ كن أنت العيد.. كن قامته.. كن زهوره وسروره ومرح الأطفال المتقافزين في أجوائه.. كنت أنت العيد بكل ما تعنيه كلمة عيد في المجتمع الإنساني.الآن ما عليك إلا أن تتخيل السعادة، شرط أن تشترك المخيلة مع الشعور العاطفي المتدفق مثل قطرات الندى وهي تهبط في داخلك، تخيلها وسوف تحدث.