الإجازة الصيفية على الأبواب، وسعادة الطلبة لا توصف؛ بعد عناء طويل من الدراسة والذهاب من الصباح الباكر إلى المدرسة رغم الحر والبرد، فمسيرة العلم لابد أن تشق دربها أياً كانت الظروف، فشباب اليوم هم قادة المستقبل، منهم وبهم تقف البحرين ثابتة الخطى في المحافل المختلفة.الإجازة الصيفية تعني إجازة مليئة بالفراغ بالنسبة لغالبية الأطفال والشباب، قليل من هؤلاء من سيستثمر هذا الوقت في مزاولة وتنمية المواهب أو مهاراتهم المختلفة، وأكثرهم من يريد أن يكسر الروتين اليومي طوال السنة الدراسية. فماذا أعدت كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسة العامـــــــة للشبـــاب والرياضــة ومؤسسات المجتمع المدني من برامج لطلبة المدارس حتى تكون إجازتهم مفيدة لهم وراحة بال لأسرهم وطمأنينة لمجتمعهم.نتمنى أن يكون هناك تعاون بين وزارتي التربية والتعليم والتنمية الاجتماعية في استغلال الإجازة لتعزيز ثقافة العمل التطوعي كجزء إجبـــاري مـــن النظــــــــام الدراسي، ويكون في الجانب العملي، كالمساعدة في ترميم البيوت وصباغة المباني والزراعة وغيرها، على أن تكون هناك متابعة حقيقية من قبل الجهات المختصة، حتى تنمي لدى هؤلاء الطلبة منذ الصغر روح الإيثار وتعزيز المواطنة الفعلية لديهم.المشكلات دائماً تأتي من الفراغ؛ وقضية الفراغ بالنسبة للأطفال والشباب قضية عمرها طويل، فبالأمس كان الفراغ يقلق أولياء الأمور من انحراف أبنائهم في تعاطي المخدرات، والاتجاه نحـــــو السلوكيـــات المنحرفـــة واللامسؤولة. واليوم ونحن في عصر العولمة حيث المنظمات الدولية والإرهابية منها وتبني الأيديولوجيــــات عـــبر مـــــواقع الإنترنت، أصبحت قضية الفراغ مخيفة، فالخطر ليس من الداخل فقط وإنما أصبح من الداخل والخارج معاً، ومسؤولية حماية الشباب مسؤولية الجميع وليست مسؤولية الأسرة فقط.ولا ننسى أيضاً أشباح المولوتوف الذين سوف تبدأ إجازاتهم في اللعب بالنيران وإيذاء الآخرين، فماذا أعدت لهم وزارة الداخلية للتصدي لهؤلاء الفئة العابثة في البلاد؟ الفراغ سيجعل من بعض الأطفال والشباب أدوات سهلة لتنفيذ أجندات الإرهابين؛ ليس فقط في البحرين وإنما في الوطن العربي أجمع. أشباح المولوتوف من الأطفال والشباب من الجنسين، دائماً يرمز إليهم بأنهم فئة مغرر بها من قبل شياطين الإنس، أي أنهم «جهالو» لا يفقهون الصح من الخطأ، فهل أمسوا كذلك أم أنها حجج، وإن كانوا هم «جهالو» كما يقال فهل الذين حرضوهم لحرق بلادهم «جهالو» أيضاً.الله يستر من الإجازة الصيفية بصراحة؛ فلهيب الحر والاختناقات المرورية لا تتحمل أيضاً العبث في الشوارع وحرق الإطارات ورمي الحجارة والمولوتوف، أشباح المولوتوف ومن يغذيهم لن يستكينوا ولن يتوقفوا عن التخريب ما لم تضع الحكومة حلولاً جذرية وحازمة توقف نيرانهم هذه. المشكلة هي أن المواطن البسيط هو من سيكون الضحية، خصوصاً عندما تكون سياحته في البحرين إجبارية، فالغني منا سيقضي إجازته خارج البلاد والمقيم سيتوجه في الصيف لبلاده، ولن يبقى في البحرين إلا من لا يستطيع أن يقضي الإجازة خارج البحرين.البحريـــــن بلـــد المؤسســـات بلــد القانــــون، البحريــن بلـــد الديمقراطية وبلد الحريات، البحرين بلد يحلــم بــه الكثـيرون مما يتمتع به من حرية الرأي والتعبير، ومع وجود كل ذلك نقف مكتوفي الأيدي أمام من يتلاعب بأمننا واقتصادنا وسلامتنا، أيهم أجدى لنا أن نتمتع بالديمقراطية بلا أمان حقيقي أم أن نتمتع بأمان بلا ديمقراطية أم الأجدى أن نتمتع بالأمن والديمقراطية معاً بتطبيق القانون عل ى الجميع. فالقانون موجود بوجود المخالفات الكثيرة خصوصاً في قضية خيانة الوطن، لكن مع ذلك لا يطبق على العابثين القانون كما يستحقون. نريد أمناً وأماناً، نريد صيفاً جميلاً مليئاً بالفائدة لأبنائنا، والأهم نريد أن تضرب أيدي أشباح المولوتوف ومن يساندهم في حرق الوطن ضربة قاضية، «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».