تترقب شعوب الخليج العربي قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الثالثة والثلاثين بفارغ الصبر وعلى وجل في آنٍ واحد، نظراً لكونها تأتي في ظرفٍ تاريخي مهم، ولا مبالغة إن قلنا إن هذا الترقب قد امتد للوطن العربي، وربما يترقب آخرون خارج المنطقة، ما يتمخض عنه انعقاد المجلس عقب زخم الأحداث المتتالية المؤسفة في منطقة الشرق الأوسط عامة والخليج العربي بوجه خاص. ومن هذا المنطلق تكتسب القمة الخليجية هذه المرة أهمية كبرى وخاصة.تعالج الحالة الخليجية وما حولها في المنطقة وضعاً مختلفاً.. لم يحدث في تاريخ القمم الخليجية السابقة، لاسيما في ظل المشهد المصري والسوري، فضلاً عن أزمات الداخل الخليجي الاستثنائية، وخصوصاً في البحرين والإمارات والكويت.تشكل حالة المنطقة مدخلات بالغة التعقيد للقمة، الأمر الذي يلقي عليها بحمل ثقيل هذه المرة، ويوجه إليها الأنظار بالـ (ميكروسكوب) تطلعاً لمخرجات مختلفة تحقق توقعات الشعوب وتشفي جراحهم. فالشعب الخليجي الواحد ينتظر هذا، ويرسل إشارات مباشرة لقادة القمة لكي يعلموا أن كل الشعب الخليجي والعربي أيضاً والإسلامي، ينتظر القمة ويبني التوقعات والأحلام والتطلعات.ولا يخفى أن الأوضاع في المنطقة ستشكل مادة دسمة في أعمال القمة، إلى جانب اقتصاديات الخليج، لاسيما ما يتعلق بالخطر الإيراني، إذ لن يرقى استنكار القادة للتدخلات الإيرانية بمستوى طموح الشعوب وتطلعاتهم في مرحلة تاريخية هامة، وبعد الأضرار السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية الفادحة التي ترتبت عليها تدخلاتها المقيتة المسمومة، إذ أصبح الخليج بؤرة رئيسة وعمقاً سياسياً لكل الأحداث الجارية في الداخل والخارج.- أوقفوا نبضكم..نكتب عن القمة قبل انعقادها لأن الـ (ما قبل) مهم جداً لإنجاز ما بعدها، وعبر هذه المنابر نضع أحلامنا وتطلعاتنا وأحلام الأجيال القادمة أمام القادة.