طالب الجيش الليبي دعاة الفيديرالية في برقة شرق البلاد، بفك حصار يفرضونه منذ أشهر على منشآت تصدير النفط، ما تسبب في خسارة البلاد لنحو ستة بلايين دولار من عائداتها النفطية. وحسب تقرير لصحيفة "الحياة"، فقد خاطب رئيس أركان الجيش الليبي عبد السلام جاد الله العبيدي المسلحين الذي يحاصرون منشآت النفط قائلاً: «فكوا اعتصامكم من دون قيد أو شرط، لكي يتدفق النفط إلى الموانئ ويستعيد الاقتصاد عافيته لنتمكن من بناء الدولة وخصوصاً المؤسسة العسكرية»، وذلك في إشارة إلى أن تراجع موارد الدولة يضر تحديداً بعملية بناء الجيش. وحذر العبيدي في بيان تلاه من أن ليبيا «مهددة بالتفكك والانفلات الأمني»، ورأى أن على «من يطالبون بإسقاط الحكومة والمؤتمر الوطني أن يحكموا عقولهم»، مؤكداً أن المؤسسة العسكرية ستقوم بواجباتها لحماية الوطن والمواطن بكل ما تملك من إمكانات متاحة، «بالتعاون مع الثوار المخلصين». وشدد رئيس الأركان الليبي على أن «مصلحة الوطن تقتضي التنازل وإعطاء الفرصة لكي تنتقل السلطة بطريقة سلمية من دون حدوث فراغ سياسي وأمني». ونبه إلى أن العالم الذي ساعد ليبيا في فترة التحرير «لن يقف مكتوف الأيدي ويتفرج على الانقلاب الأمني في ليبيا» التي «تمر بمنزلق خطر على النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي». وأتهم العبيدي «أعداء ليبيا» باستغلال «المطالب الشرعية للشعب في زرع الفتنة بين المناطق وأبناء المدينة الواحدة والقبيلة الواحدة». تزامن ذلك مع مطالبة رئاسة الأركان العسكريين المتخلفين، بالالتحاق بوحداتهم العسكرية، بحلول 15 الشهر الجاري، تحت طائلة إيقاف مرتباتهم. وأخفق رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في إنهاء سلسلة من الاعتصامات والإضرابات نفذها حراس أمن وموظفون في منشآت النفط، لتسويق مطالبهم في الحكم الذاتي والحصول على نصيب أكبر من عائدات الثروة النفطية. وحذر زيدان من أن الحكومة لن تستطيع دفع رواتب الموظفين، إذا استمرت الإضرابات في المرافئ. ويواجه الجيش الليبي صعوبات في السيطرة على الميليشيات المؤلفة من ثوار سابقين ساهموا في إنهاء حكم العقيد معمر القذافي. وزاد في تعنت الميليشيات دفع الحكومة مكافآت مالية لعناصرها لمحاولة استمالتهم، على رغم تمسكهم بولائهم لقبائلهم أو قادتهم المحليين. رهان على رفض الميليشيات ويراهن زيدان على تصاعد الغضب الشعبي من الميليشيات بعد الاشتباكات في العاصمة طرابلس الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 متظاهراً من المطالبين بانسحاب الميليشيات من المدينة. وأجبرت الاشتباكات مجموعات مسلحة قوية على الانسحاب من العاصمة. على صعيد آخر، زار رئيس الحكومة الليبية عمان أمس، وأجرى محادثات مع نظيره الأردني عبدالله النسور، تناولت تعزيز العلاقات المشتركة. ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» عن رئيس الوزراء الأردني تأكيده على أهمية الزيارة التي يقوم بها نظيره الليبي للأردن على رأس وفد وزاري. وقال النسور خلال جلسة لمجلس الوزراء الأردني أمس: «إننا نتطلع باهتمام لهذه الزيارة، لتضيف لبنة جديدة للعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة»، مشيراً إلى ضرورة تذليل الصعوبات التي تعترض العلاقات بين البلدين. بدوره، عبّر زيدان عن سعادته والوفد الوزاري المرافق، لزيارته للأردن تلبية لدعوة من نظيره الأردني. ونقلت عنه وكالة الأنباء الليبية تأكيده «أهمية تعزيز التعاون المشترك بين ليبيا والأردن واستمرار التشاور بينهما بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين». وأعرب النسور عن استعداد الأردن لـ «تزويد ليبيا احتياجاتها من الخبرات والتجربة الأردنية في كل القطاعات»، مشيراً إلى أن الأردن «الذي يمتلك الكفاءات البشرية مستعد لتقديم العون والمساعدة» في بناء مؤسسات الدولة في ليبيا بعد الثورة.