كيف لغير الأصل يعرف الأصل، وكيف لناقص عقل أن يحسن كلاماً، ولكيف للدناءة أن ترتفع، وكيف لمريض نفس أن يجد في وجوه الكرام كراماً، فالناقص لا يعرف إلا أهل النواقص والدناءة، وعديم الأصل ومنقلع الجذور لا يعرف طيب العيش في كنف الكرام، هذا تصوير وتوضيح لما تقول به أحد أعضاء الوفاق حين تطاول على أميره وسيد سادته وكبير كبرائه، تطاول عليه بكل وقاحة متناسياً أصله وفصله ومن أين نتخ وجاء، ولا يمكن هنا إلا أن نذكره بأنه قد تكرمت عليه الأسرة الخليفية الملكية بالجنسية البحرينية، فإذا به ينفش عرعوره ويفتن حواجبه الشيطانية ويتفوه بكلمات قبيحة في سيده صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، مطالباً بتنحيه عن السلطة، وهو الأمر الذي اجتمعت عليه خدم إيران بأن يكون أساس الحوار هو اختيار الحكومة.إن التطاول على الرجل الكبير لهو جواب كاف وواف بأن هؤلاء ليسوا أهلاً لحشيمة ولا أهلاً لدعوة حوار، وأن من يؤمل فيهم خيراً فإن أمله وظنه قد أجاب عليه هذا، وإن كان هذا التطاول ليس بدرس كاف ولا إشارة واضحة بمستوى هذه الشرذمة الصفوية التي تحاول أن تنزع الملكية الخليفية من أهلها، فإن المستقبل ينذر بالخطر، حيث إن التطاول على الرجل الكبير هو تطاول على القيادة وإهانة لكرامتها ومكانتها حين يتعرض مثل هذا إلى الإساءة إلى عم جلالة الملك بهذه البذاءة، والتي تعدت حدود حرية الرأي ووصلت إلى الطعن والشتم والإهانة، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه، حيث إن كرامة خليفة بن سلمان من كرامة الأسرة الحاكمة ومعها شعب البحرين بأجمعه.إن نية هذه الشرذمة قد انكشفت وبانت سرائرهم وعرفت نواياهم، وهي دفع البحرين لقمة سائغة في يد أتباع إيران، وهذا ما يقرؤه شعب الفاتح ويعلمه، ولكن اليوم البوح به أصبح ضرورة، بعد أن تجاوزت هذه الشرذمة حتى بعد فشل مؤامراتهم الانقلابية الاستمرار في التطاول على سادتهم حكام البلاد.إن هؤلاء جميعهم قلوبهم واحدة ومتفقة على رفضهم لعروبة البحرين فيلعبون دور ابن العلقمي وأتباع هولاكو الذي يأمرهم من طهران، وهذا تاريخ كل منهم مسجل في المفكرات والمذكرات يمكن تصفحه بسهولة ويسر في كل المواقع.إن أبناء الفاتح قد حددوا مطالبهم ألا هو بقاء حكومة خليفة بن سلمان، وإن الذي لا يعجبه فعليه الرحيل، وإن التهديد والوعيد بمصير رؤساء الدول الذين خلعتهم شعوبهم فهو لا ينطبق على البحرين، وذلك حين يكون الحكم الخليفي قد جاء محرراً لأرض البحرين من الصفويين والمحتلين الذين غدروا بأرض الإسلام، وإن الاستعمار الصفوي قد انتهى عقده وزمنه، ولا يمكن لدولة عربية قحة أن يحكمها صفويون لا يخرجون عن خدام في الدائرة الخمينية.إن خليفة بن سلمان تاريخ البحرين وهو إثبات لهوية هذه الأرض وإن التعرض لشخصه هو تعرض للشخصية الملكية وأفرادها ولشعب البحرين الكريم الذي شاهده عضو الوفاق بدايته في الفاتح ونهايته لا يمكن لعينه الجاحدة، حين يتعدى الفاتح حدود البحرين ويجتمع بإخوانه شعوب الخليج فادياً بنفسه لبقاء هذه المملكة بملوكها وشيوخها، التي لا يمكن أن يحل غيرهم مهما بلغت عساكره من خلفه، ولا جني ولو كانت قبائل المردة تصطف معه.فخليفة بن سلمان سيبقى ولا يضره نباح ولا منافق كذاب .. خليفة بن سلمان كبحر من فرات ما ضره يوماً إن خاض بعض الكلاب فيه.