هنالك شباب بحرينيون مميزون، حاولوا فرض تميزهم لأكثر من خمسة أعوام متتالية عبر أهم مشروع شبابي شهدته البحرين، ألا وهو مشروع «تاء الشباب»، فبدلوا الندب والصراخ واليأس والعويل والحزن. خرج شباب بحرينيون من رحم هذه الأرض، يعيشون معنا، علمونا معنى الإبداع والفرح والتضحيات والمغامرة والعطاء والجمال، شباب بحرينيون أعطوا عبر «تائه» وليس عبر تيهِهِ، كثيراً من النتاج الإيجابي للوطن، فرسموا واكتشفوا ونشروا السرور والفن والفكر والثقافة والإلهام والإبداع عبر برامج ربما تصل في كثير من الأحيان إلى مستوى العالمية.هنالك شباب ذهبوا للسياسة وأوهامها، بينما «شباب التاء» ساروا بكل ثقة نحو الطريق السليم، فأنتجوا وسجلوا في معركتهم ضد اليأس الكثير من النصر والإبهار والمتعة والإمتاع، فاستحقوا أن يكونوا رقماً صعباً في هذا الوطن.كلنا يذكر الراحل الشاب، محمد البنكي، حين أطلق مبادرة «تاء الشباب» الأولى، ولأنه سَنَّ سنّة حسنة، سار «شباب التاء» الأفاضل على خطاه، وها هم اليوم في خامس تاء شبابية يوفون بميثاق شرف مع الراحل، ويعاهدونه على الاستمرار في الإبداع والعطاء.من المهم، ونحن نحتفي بتاء الشباب ألا ننسى الداعم الرئيس لهذا المشروع الشبابي الوطني، والذي ربما لا يراه كثير منَّا على الأرض، لكنه أعطى للشباب كل أشكال الدعم والمساعدة، دون أن يتدخل في شكل ومنهج مشروعهم، لأن ثقة هذا الداعم بشباب الوطن أكبر من كل شيء، ولهذا من المهم أن نشير إليه هنا بكل حب واحترام وتقدير للشيخة مي بنت محمد آل خليفة. حين تم اختياري مستشاراً لتاء الشباب لهذا العام، مع مجموعة من المستشارين الآخرين (الأستاذ المهندس مأمون المؤيد والإعلامية المتألقة إيمان مرهون)، رأيتُ بأم عيني كيف تفوق الشباب بعنفوانهم وحماستهم الإبداعية علينا، رغم تقديمنا النصح والتوجيه عبر لفتات صغيرة لشباب التاء، إلا أنهم وبكل أمانة، كانوا شرفاً لكل شباب البحرين، لأنهم أعطوا من جهدهم ووقتهم وأعصابهم ما لم يعطه أي مستشارٍ من مستشاري تاء الشباب، وفي حال نجح مهرجانهم التائي لهذا العام، فالفضل يعود لهم بالدرجة الأولى، وإلى دعم ومساندة وزيرة الثقافة، ووقوف رئيس المهرجان خلف هذا النجاح المبهر، مع بقية طاقم وزارة الثقافة من شباب ومسؤولين.نحن الذين استفدنا الكثير من شباب التاء، رغم كوننا مستشارين لهم لهذا العام، لكن لابد أن تقال الحقيقة، فشكراً لشباب التاء كلهم، وشكراً لرؤساء المبادرات، وشكراً لوزيرة الثقافة، وشكراً لكل من أراد أن يبرز جهود شباب البحرين إلى الحياة، ومن المؤكد إلى العالمية في القريب القادم، فتاء الشباب تاء الوطن وفخرها، فإلى الأمام يا شباب التاء وشكراً جزيلاً لكم، فقد أسعدتمونا.
Opinion
«تاء الشباب» ألَق بين الوزيرة والشباب
27 أغسطس 2013