«البحرين لن تكون بوابة للإرهاب»، جملة كان فيها جلالة الملك حفظه الله شديد الوضوح خلال حديثه لموقع «إيلاف» الإلكتروني، إذ البحرين ووفقاً لما يحصل فيها وبناء على المخططات الموضوعة لاختراق المنطقة فإنها هي «البوابة» التي من خلالها يمكن للطامعين اختراق «قلب منطقة الخليج العربي».فتح البوابة هو الهدف الذي تسعى له الفئات التي مازالت تحرص على ألا يتحقق الاستقرار – بالأخص من الناحية الأمنية- في البحرين، فالمسألة أبداً لا تتعلق بـ«الطوابير الخمسة» في الداخل ومستقبلها وما ستحققه من مغانم ومكاسب فئوية، بل تتعلق بمن يستفيد من تحريك هذه الطوابير باعتبار مهمتها وهي التي «رخصت» بالوطن هو «تهشيم» أحد الأضلع الهامة في كيان مجلس التعاون الخليجي وتحويله إلى «فريسة» يسهل اختراقها تمهيداً لفعل المثل ببقية الأضلاع.من يظن بأن العملية مقتصرة على البحرين فهو إما خاطئ أو أنه «على نياته»، المسألة أكبر بكثير، وهي مرتبطة بمشروع التوسع الإيراني وكسر شوكة الخليج العربي والوصول لعمقه الاستراتيجي المتمثل بالمملكة العربية السعودية وإضعافها كونها أحد أبرز القوى الإقليمية والعالمية.كما قال جلالة الملك، الإرهاب ظاهرة عالمية لم يسكت عنها العالم، وعليه فإن البحرين وهي جزء من هذا العالم لن تقبل بأن تقوم للإرهاب فيها قائمة، وهذا ما يأمله المواطنون المخلصون في البحرين ومحبو مملكتنا من أخوتنا في منطقة الخليج.البحرين تعاني اليوم من استفحال ظاهرة الإرهاب، تعاني من استغلال سيء لمفهوم الديمقراطية وحرية التعبير، بحيث أصبحت الجريمة وأصبح الإرهاب يعرفان على أنهما من وسائل التعبير، وهذا حصل بفضل دعم جمعيات سياسية يفترض بأنها أول من يدافع عن القوانين واحترامها، يفترض بأنها أول من يدين العنف المجتمعي والتطاول على كافة المكونات، هذه الجمعيات هي التي نصبت نفسها في موقع «محامي الدفاع» عن كل إرهابي يحرق البلد ويخربه، يرمي المولوتوف ويستهدف رجال الأمن.كلنا نعرف بأن ما يحصل في البحرين لو يحصل في دول أخرى، ولن أقول بريطانيا والولايات المتحدة، بل دول قريبة منها سواء شقيقة أو «يفترض» صديقة لما وجدنا «سعة صدر» و«طولة بال» مثلما تتمثل به الدولة البحرينية ورأس الحكم فيها.لكن تبقى المشكلة أن من يريد الشر بهذا البلد دائماً ما يعتبر «الحلم» ضعفاً، ودائماً ما يعتبر «منح الفرص» قبولاً بمزيد من التخريب والإرهاب، ودائماً كما حذرنا من «غضبة الحليم» مثلما حصل في تمادي هذه الجمعيات خلال فترة «احتلال الدوار» برفضهم الحوار والتعنت في المواقف والإصرار على «إسقاط النظام» رغماً عن غالبية عظمى من الشعب تمت سرقة أصواتها زوراً وبهتاناً.العمليات الإرهابية آخذة في الازدياد، رجال أمن يعتدى عليهم، بعضهم يقتل وبعضهم يصاب بعاهات، أمن مجتمع يهدد، ومواطنون ومقيمون باتوا لا يهنؤون بالعيش.هكذا وضع لا يجب السكوت عنه، وكما كررنا مراراً فإن دولة لا تطبق القانون ليست بدولة، وفي حالتنا البحرينية هناك من «يدهس» القانون بل ويدعو «لسحقه» فلا تتم محاسبته وفق هذا القانون، وهنا المشكلة.لربما تفجير الرفاع يكون نقطة مفصلية في شأن محاربة الإرهاب، إذ كما قال جلالة الملك يومها بأن المواطنين «طفح كيلهم» وهذه حقيقة واقعة صار لها أكثر من عامين، بالتالي باتت المطالب تتركز على تطبيق القانون ومحاسبة المحرضين والمخربين.من يريد صالح البحرين وشعبها باختلاف مكوناته وأطيافه يعرف تماماً الطريق إلى ذلك، وهو كما تؤكد عليه قيادة البلد دائماً على رأسها جلالة الملك وذلك عبر «الحوار»، وأزيد هنا بالقول «الحوار الجاد» الذي هدفه المصلحة العامة للبلد وأهله، لا المصلحة الخاصة لفئاته وأطياف لم تتوانَ عن «حرق» البلد و»استهداف» الآخرين فقط ليسود رأيها وتغلب منطقها وتفرض ما تريد دون اعتبار للمختلفين معها.البحرين لن تكون «بوابة» تصدر الإرهاب لمنطقة الخليج، هذا الخليج الذي مازلنا ننتظر خطوات جادة تفعل فكرة الاتحاد ليكون كياناً أقوى يواجه التحديات والأخطار المحدقة.