كنا نتمنى منذ فشل انقلاب 2011 أن يكون لدى الدولة استراتيجية وأجندة (حتى وإن كانت غير معروفة للعامة) تضع معها حداً للانقلابات، ولإنهاء بؤر الإرهاب والتحريض، غير أن ذلك لم يحدث، وبالتالي وقعت الدولة اليوم ضحية لأجندات الإرهابيين.هذه الحالة مزعجة تماماً، المنطق يقول إن الحل السياسي هو المخرج لأزمات الدول، غير أن من تنتظرون منه مواقف وطنية وحلاً سياسياً توافقياً هو أصلاً لا يريد هذا النظام ويكفر بالحكم، ويسمي حكم الأسرة المالكة بالحكم الدكتاتوري، فهل مع هؤلاء نقطة التقاء؟هل مع من يوجه الإرهاب بشكل طائفي لضرب مناطق آمنة حلاً؟هل ننتظر ممن لا يعترف بالدولة ويكفر بكل الحلول والتنازلات من جانب الدولة هل ننتظر منه موقفاً وطنياً وحلاً سياسياً؟يؤسفوني أن أقول إننا جميعاً نعرف ما يريد الانقلابيون، لكننا أيضاً نكذب أنفسنا، ونذهب ونجلس معهم حول طاولة عبثية لن تخرج يوماً بحلٍ يوقف الإرهاب، حتى وإن خرجت بحل يشبه مكان الألم، بينما الألم سيعود أكبر مما كان ربما، ذلك أنه يحتاج إلى جراحة.مهما كانت نتائج الحوار، حتى وإن أعطيتموهم ماء عينكم لن يتوقف الإرهاب، من ينتظر الحل السياسي لوقف الإرهاب كمن ينتظر قطاراً لا يأتي أبداً.نقول ناصحين لمن يملك القرار السياسي وللأجهزة الأمنية، أولاً يضرب الإرهاب ويجفف تماماً، يتعامل مع كل أطرافه قانونياً، بعدها نتحدث عن حلول سياسية، الجلوس إلى طاولة عبثية والإرهاب في الشارع كان من أكبر الأخطاء، والنتيجة اليوم أمامكم.للأسف ينطلي على البعض أن الوفاق ليست هي خلف الإرهاب، ولا أعرف إن كان من يصدق هذا الكلام هل يحتاج إلى أن يصل الإرهاب إلى باب بيته حتى يدرك أن الوفاق وحق وقاسم والوفاء وكل الأسماء إنما هم كتلة عجينة واحدة.متى تعرفون أن هؤلاء لا يريدون حلاً وطنياً، إنهم يريدون الفوضى والإرهاب وأن يحصلوا على أشياء تجعل الانقلاب أسرع ومن الداخل.تترد أنباء لا نعرف مدى صحتها تقول إن التاريخ المزعوم للفوضى القادمة قد لا يكون هو التاريخ الحقيقي لخروجهم، وأن هذا غطاء، والبعض قال إنهم قد يخرجون في يوم أو أيام تسبق التاريخ المحدد، ولا نستغرب أن يكون يوم العيد تاريخاً لهم، هؤلاء لا ذمة ولا ضمير ولا قيم ولا دين لهم.الأمر يتطلب من الدولة أن تغير استراتيجية انتظار الفعل إلى استراتيجية مباغتة من يريد أن يفعل، ولا أعلم إن كانت هذه الاستراتيجية موجودة أم أن البعض مازال يضع يده (على خده) ينتظر أن يقع الفعل ومن ثم يتحرك، وربما يكون التحرك بعد فوات الأوان.اتضح الآن بعد عامين ونصف أن السماح باحتلال الميادين كان خطأ كبيراً لا يغتفر كاد أن يكلف ما لا تتوقعون، اتضح اليوم أن السكوت عن الفوضى واستهداف الأماكن الحساسة وتعطيل مصالح الناس وقطع الطرقات كان خطأ لا يغتفر تماماً.الوطن يحتاج إلى الصراحة وفي هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، من أجل ذلك نقول إن السماح باحتلال الميادين هو بمثابة انتظار كارثة أخرى.والتهاون في غياب الموظفين في القطاعين العام والخاص استجابة لدعوة الولي الفقيه وعلي سلمان دون إجراءات أيضاً كارثة أخرى، ومع عميق الأسف فإن القطاع الخاص والبنوك والمؤسسات لا تتخذ إجراءات حاسمة وقد غصت بالتمييز في التوظيف.من أجل هذه الساعة هم يستهدفون التوظيف في الداخلية والجيش، يريدون أن يحدث انشقاقات كما في باقي الدول، وقد شاهدتم بأعينكم كيف خلع بعضهم ملابس الشرطة أيام الانقلاب الفاشل، ونحن مع عميق الأسف ننساق خلف بسيوني وخلف الأمريكان في مطالبهما.حققت أجهزة الأمن نجاحات قوية، كان آخرها في الكشف عن الإرهابيين الذين فجروا بموقف مسجد بالرفاع، واتضح أن لولا وجود الكاميرات الأمنية بالشوارع لما تم القبض عليهم، لذلك من الواضح أن العمل الاستخباراتي يحتاج إلى مضاعفة وتطوير في الأساليب حتى نمنع الحوادث قبل وقوعها.لذلك كنا نقول دائماً يجب تثبيت الكاميرات في كل الشوارع، كما إن هناك كاميرات أكثر تطوراً من هذه المثبتة اليوم بحسب ما نرى، هناك كاميرات تحلل المعلومات بسرعة فائقة، ولا نعرف هل هي متوفرة أم لا؟.نرجو ألا ننتظر وقوع الفعل، بل يجب أن تكون البادرة لدى سلطة القانون وتطبيقه بصرامة، التهاون مع الإرهابيين ضيع البلد، وجعلنا كل يوم ننتظر حادثاً جديداً، وأماكن الإرهاب لا تداهم كلها.