تابعت من خلال ما تم نشره يوم أمس في الملاحق الرياضية كل ما دار في اجتماع لجنة المسابقات بالاتحاد البحريني لكرة القدم مع مندوبي الأندية الأعضاء حول مصير مسابقات الموسم الجديد، واستوقفتني بعض محطات النقاش الذي دار خلال الاجتماع المذكور، ولكنني لم أستغرب من شيء بقدر استغرابي من التغييرات المتتالية لمسابقات كرة القدم والتي أثبتت عدم جدواها طوال السنوات الماضية!فمنذ أكثر من عشرين سنة، ونحن ننتهج هذا الأسلوب غير الحضاري في تنظيم مسابقتنا الأساسية (الدوري العام) فتارة دوري الدمج، وتارة أخرى نظام المربع الذهبي، وأحياناً اعتماد فارق الأهداف، وأحياناً أخرى اللجوء إلى المباراة الفاصلة، وهكذا تتواصل التحولات من نظام إلى آخر دون استقرار، الأمر الذي أدى إلى المستوى الهابط الذي تعيشه هذه المسابقة وانعكاساتها السلبية على المنتخبات الوطنية!الآن نجد أن لجنة المسابقات الجديدة تعتزم عودة بطولة كأس ولي العهد، و بطولة كأس الاتحاد وتضع نظاماً جديداً للصعود، و الهبوط يقضي بصعود بطل ووصيف الدرجة الثانية، وإتاحة الفرصة أمام صاحب المركز الثالث في الدرجة الثانية ليلعب مباراتي ملحق مع ثامن الدرجة الأولى بعد أن ارتأت هبوط العاشر و التاسع مباشرة إلى الدرجة الثانية، وتعتزم اللجنة بدء الموسم في مطلع سبتمبر المقبل !!كل ذلك يتم الإعلان عنه قبل انطلاق الموسم بثلاثة أسابيع مما يضع الأندية في موقف حرج خصوصاً تلك التي ارتبطت بمعسكرات خارجية و مباريات ودية قد تمتد إلى ما بعد منتصف سبتمبرـ أي بعد الموعد المقترح لانطلاق الموسم - !لا أدري لماذا تأخر اتحاد الكرة في إعلان رزنامته للموسم الجديد حتى هذا الوقت المتأخر ولا أدري لماذا هذا التغيير في نظام المسابقة بدلاً من الاستقرار على النظام الحالي وهو نظام منطقي يحتاج فقط للاستمرارية.لا أعتقد بأن النظام المقترح والذي تم رفعه إلى مجلس إدارة الاتحاد سيغير من وضع المسابقة أكثر من مجرد الشكل بينما سيظل المضمون على ما هو عليه، وإن كنت أؤيد نظام الحوافز الذي اقترحته اللجنة، وينتظرأن يوافق عليه مجلس الإدارة.نظام الحوافز هذا من شأنه أن يرفع درجة الحماس لدى الفرق و اللاعبين ولكن الأهم من كل ذلك هو أن نطور الأداء العام و نعيد الجماهير إلى المدرجات المهجورة من جديد.أتمنى أن تضع لجنة المسابقات استراتيجية متكاملة للارتقاء بمستوى المسابقات الكروية بشكل عام ومسابقة الدوري العام بشكل خاص، وأن تكون هذه الاستراتيجية مرتكزة على الاستقرار، ووقف مسلسل التغييرات المتلاحقة التي أثبت فشله عبر السنوات الماضية.وكل عام وأنتم بخير