في الوقت الذي يحذر فيه بعض من اختاروا العيش في الخارج من البيانات التي تصدر باسم «سرايا الأشتر»، خصوصاً مع انطلاق ما صار يسمى بتمرد 14 أغسطس، ويقول إنها جهة مجهولة وإنها صنيعة المخابرات وتمارس دوراً مشبوهاً، في هذا الوقت يقوم كريم المحروس -وهو من الذين اختاروا العيش في الخارج أيضاً وله نشاطه ودوره ومعروف بمتابعته الدقيقة لكل ما يحدث في البحرين- بنشر تلك البيانات والترويج لما تحتويه معتبراً إياها حقائق. فإذا كانت «سرايا الأشتر» من صنع المخابرات، كما يقول ذلك البعض، فلماذا يعتبرها المحروس مصدراً مهماً ويروج لها ولبياناتها وما تحتويه من معلومات وتحريض؟ لا تفسير لهذا غير أن يكون المحروس غير منتبه وغير واع لما يدور من حوله أو أنه هو نفسه الذي يصدر بيانات هذه السرايا، أو على الأقل يعرف من يصدرها ويثق فيه، فغير هذا وذاك لا يكون، وهذا يعني أحد أمرين؛ إما أن تكون «سرايا الأشتر» جهة محسوبة على ائتلاف فبراير و«المعارضة»، وأنها لا علاقة لها بالمخابرات أو أن يكون كريم المحروس عميلاً للمخابرات! نعم؛ يحدث في أحوال كالتي تمر فيها بلادنا أن يكون للمخابرات بعض التكتيكات والحيل، وأن تمارس بعض الجهات المجهولة أدواراً لا تعبر عن حقيقتها وواقعها، لكن هذه الجهات إما أنها تنكشف سريعاً أو تنسحب سريعاً بسبب خطأ لم يحسب حسابه أو تختفي عند إعادة تقييم دورها وتبين أن سلبياته أكثر من إيجابياته. في مثل هذه الحالة تتعامل «المعارضة» مع هذه الجهات بحذر، بل بحذر شديد، وتنظر إليها دائماً بارتياب ولا يتم الركون إلى ما تصدره من بيانات وتعبر عنه من مواقف، وإن كان محتواها متماشياً مع ما تطرحه. لكن الوضع في حال «سرايا الأشتر» مختلف، ذلك أن البيانات التي تصدرها نارية ومليئة بالتحدي وتسيء إلى الدولة والجهات الأمنية، وتتضمن معلومات وتعليمات تحرض على العنف وعلى الخروج إلى الميادين ومناكفة السلطة، فلو كانت من صنيعة المخابرات، كما يقول ذلك البعض، وتسمح لها بالقيام بكل هذا التحريض ضد النظام، فهذا يعني أن على الدولة أن تغير طاقم المخابرات بأكمله لأنه يكون بذلك قد تحول من معين إلى معارض ومسيء للدولة.بناء على الظاهر يمكن القول إنه من غير المعقول أن يكون كريم المحروس عميلاً للحكومة وإنه يمارس دوراً معاكساً للدور الذي يظهر به، وبالتالي فإنه من غير المعقول أبداً أن يتبنى المحروس بيانات «سرايا الأشتر» أو يعيد نشرها وترويجها لو كانت جهة مشبوهة أو مشكوك فيها، فالمحروس كما يبدو من نشاطه ومواقفه وآرائه يمتلك خبرة في مجال العمل الحركي، وليس سهلاً أن «ينقص عليه» بهذه السهولة فيتورط في مساندة جهة محسوبة على المخابرات. نحن إذاً أمام جهة تصدر بيانات حقيقية تعبر عن مواقف ضد الدولة وتمارس التحريض وتهتم بشحن العامة، كما توفر معلومات وتعليمات يستفيد منها من يؤمن بالآراء التي تعبر عنها في تلك البيانات وليس الحكومة. عليه فإن البيانات التي تحمل توقيع سرايا الأشتر بيانات حقيقية ومعبرة عن فصيل من «المعارضة» بل عنها كلها، والتشكيك فيها من قبل بعض «المعارضة» أو المحسوبين عليها مسألة صعبة الفهم.في السياق نفسه لا يمكن القول إن «صوت الثورة» و«طلائع التغيير» من صنيع المخابرات، فهذه الأسماء والعناوين يتم تداولها باعتبارها مصادر أساسية لأخبار «المعارضة».. والتعليمات.«سرايا الأشتر» هي الأكثر اهتماماً اليوم بتمرد 14 أغسطس وبكل عمل ميداني يسيء إلى البحرين، ولا يمكن اعتبارها إلا أداة من أدوات إعلام «المعارضة»، فهي مصدر أساس يبث المعلومات والتعليمات ويتوعد الحكومة بكرة وعشياً.
Opinion
عن حقيقة «سرايا الأشتر»
21 يوليو 2013