منذ 30 يونيو وأنا أتابع البرامج الحوارية في القنوات الفضائية المصرية بكثافة وتركيز، دريم 1 و2 الحياة 1 و2 القاهرة والناس 1 و2 سي بي سي 1 و2 التحرير، والمحور وأوروبيت وإم بي سي مصر.. وووو وقنوات أخرى جديدة لا تحضرني أسماؤها الآن.منذ 30 يونيو إلى اليوم ظهر في تلك البرامج ضيوف يقدر عددهم بالعشرات من المثقفين ومن المحللين السياسيين والعسكريين المصريين والعديد من المراسلين الذين يغطون الأحداث ووو.أقسم بالله أنني أحياناً وأنا أسمع التحليلات والتعليقات الخاصة بالحدث المصري، أنسى أنني أتابع قناة مصرية بل أشعر أنني أتابع قناة بحرينية، فالتشابه بالانقلاب على المخطط الأمريكي واحد، فحين يتحدثون عن أخبار محاولة مؤيدي الرئيس المستميتة باستجداء التدخل الأجنبي أجد تشابهاً في أسلوب وطريقة الاستجداء يكاد يكون تطابقاً، المنظمات الحقوقية والاستقواء بالسفارات الأجنبية ورغبتهم في سقوط ضحايا وفبركة الصور وتضخيم الأعداد و... و.. و هو ذات الكلام وهو ذات التحليل وهي ذات الخلاصة التي نتحدث بها ونكتبها في البحرين.العبارات عند الضيوف وعند مقدمي البرامج تكاد تكون واحدة تلك التي تقال في البحرين، إبراهيم عيسى مثلاً يردد قبل ليليتين على قناة القاهرة والناس «لا حوار مع الخونة» «لا مصالحة مع من خان الوطن!!» أليس هذا ما يقال هنا بالضبط وبالحرف؟برامج في الميدان في قناة التحرير البارحة مقدمها الإعلامي أحمد موسى يتحدث عن السفيرة الأمريكية وتدخلاتها المستمرة وكأنه يتحدث عن السفير الأمريكي في البحرين بالضبط، ومحاولاتها المستمرة للاتصال بالإخوان حتى اللحظة، وتقديم دعم للإخوان على حساب إرادة الشعب المصري، ويعرضون صور السفراء وهم يزورون الإخوان وووو هي.. أليست هي ذات الحكاية البحرينية؟ أليس هذا هو حديثنا البارحة في البحرين؟أحد الضيوف بالأمس في قناة التحرير يقول إن مشروع الشرق الأوسط الجديد الأمريكي فشل بسبب تصدي الشعب المصري له، ومحاولة فرض الإخوان على شعب مصر فشلت، مصر دولة مدنية وليست دولة دينية، هذه العبارات قالها شعراء منهم نساء شاعرات (محجبات) مثل الشاعرة نورة عبدالله, سبوا وشتموا الولايات المتحدة الأمريكية وقالوا مصر أكبر منكم ومن مؤامراتكم... أليس هذا ما يقال في صحافتنا؟ في مجالسنا؟ في بيوتنا؟ وبرنامج حواري آخر يعرض صوراً ومعلومات لاستعداد الإخوان المسبق للحكم ولهذه اللحظة بالاتصال بالسفارات وبالمنظمات الحقوقية وببناء شبكة دعم (نت وورك) دولية.... الله؟ أليس هذا هو حديثنا اليومي منذ 14 فبراير 2011؟وبدأت مصر ترفض دخول أعضاء المنظمات الدولية وبعض القنوات ومراسلي بعض الصحف الأمريكية والبريطانية... ألم أقل لكم أنني أشعر بأنني أتابع حكاية البحرين لا حكاية مصر.طبعاً حسابات التويتر للمصريين متطابقة مع الإعلام المصري، أما على الجانب الآخر من الإخوان المصريين فالخطاب متطابق مع جماعة الولي الفقيه في البحرين, تطابقاً حول العمالة والصهيونية وعبدة الدينار عفواً الجنيه! و و و بقية الموال نفسه. هذا ليس تحليلي الخاص، أنا أنقل لكم وقائع بإمكان أي شخص أن يدخل على اليوتيوب ويتابع أي برنامج حواري للأخوين أديب عمرو وعماد أو إبراهيم عيسى أو وائل الإبراشي أو منى الشاذلي أو لميس الحديدي أو معتز الدمرداش أو شريف عامر أو أحمد موسى أو أو سيندهش لمدى تطابق الحكاية المصرية مع الحكاية البحرينية.خلاصة الكلام وما أود أن ألفت النظر له ليس التطابق فحسب بل الأهم من ذلك أنه كان للإعلام خاصة القنوات الفضائية دور أساس في دعم القيادة المصرية في استقلاليتها والحفاظ على سيادتها، شجع القيادة سواء كانت الجيش أو الحكومة الانتقالية فيما بعد لاتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات لحفظ الأمن الوطني المصري إذ نجحت القنوات في إرسال رسالة هامة بأن تلك الإجراءات والقرارات هي إرادة ورغبة شعبية عارمة, وهذا ما فشلنا فيه حين اتخذ قرار خاطئ غير سليم بتقييد القناة الفضائية بناء على ضغط وكذب وافتراء، فكمم صوت الشعب وكممت الإرادة الشعبية.أما في مصر ففي تقديري الذي ساعد مصر على الحسم السريع وغلق الباب على التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية هي القنوات الفضائية حيث عكست تلك القنوات الإرادة الشعبية وحشدته ووظفته جيداً، فلا رقيب عليها (يتنافض) حين الحديث عن أمريكا، ولا مراعاة لبسيوني -رغم أن بسيوني مصري- ولا مراعاة إلا لأمن وسلامة مصر، وسيادة وكرامة مصر، فكانت هذه القنوات كتيبة المدفعية الأولى لشعب مصر وسلاح الجو والبحرية التي واجهت بها الولايات المتحدة الأمريكية بعظمتها.. الإعلام كان هو جيش مصر الحقيقي.عبر المصريون عن غضبهم على الولايات المتحدة الأمريكية بكامل راحتهم وانتصروا لكرامتهم وأرغموا الولايات المتحدة الأمريكية على الإقرار رغماً عن أنف الإدارة والسفيرة ووزارة الخارجية والبنتاجون ووزارة الدفاع الأمريكية، أرغموهم جميعاً على الانصياع للإرادة المصرية الشعبية فتراجعت تلك الدوائر رغماً عن أنفها ورضخت.انظروا لحالنا اليوم.. بعد مقتل ياسر وتفجير الرفاع وهو تصعيد أمني خطير، التلفزيون غائب تماماً عن الحدث، نقل المؤتمر الصحافي وبابتسار ومتى جاء خبر المؤتمر الإعلامي بعد سلسلة أخبار اجتماعية لزيارات ولعمرة ووو ثم نقل أهم خبر ينتظره الناس بعدها وحين انتهى المؤتمر.. عاد التلفزيون لاستكمال المسلسل الخليجي!التلفزيون مقيد من القيام بدوره وقد كان بإمكانه أن يكون سنداً للقرار السيادي الوطني ودرعاً للأمن الوطني... كنت أتابع القنوات المصرية وأقول في نفسي... تعلموا.. استفيدوا.. قيادة رفعت يدها عن الإعلام فأبدع وغرد... التلفزيون نجح في إيصال رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن ما حدث كان إرادة شعبية، بعكس تلفزيوننا وبعكس قرارنا السيادي.