هل تضرب طهران المنامة تزامناً مع ضربة عسكرية محتملة من الغرب ضد نظام بشار الأسد في دمشق؟ هذا السيناريو ليس وارداً، رغم وجود تصريحات سابقة من كبار المسؤولين الإيرانيين ربطت بين تطورات الأزمة في سوريا من جهة، وتطورات الأوضاع في البحرين لدرجة أن بعضهم لوّح بالتدخل العسكري في البحرين إذا تعرض النظام السوري لضربات عسكرية محتملة. ولكـــن لنستعـــرض الموقــــف الإيراني بعد مجزرة الكيماوي في الغوطة السورية، ففي البداية كان الموقف يقوم علــى «تحذير الولايات المتحدة من تجاوز الخط الأحمر بشأن سوريا»، وهو الموقف المعلن في 25 أغسطس الماضي، وتزامن هذا الموقف من إعلان موسكو عدم رغبتها في التورط في أي حرب أو هجمة عسكرية ضد سوريا. لم يصدر موقف إيراني آخر بعد هذا الموقف تجاه تصاعد اهتمام المجتمع الدولي بتوجيه ضربة عسكرية ضد دمشق. ويبدو أن الهدوء الإيراني سببه تراجع الحليف الأعظم موسكو عن النظــام السوري، ولذلك كان الخيار الأفضل هو التزام الصمت، والابتعاد قدر الإمكان عن المناكفات وتبادل الاتهامات والتصريحـــــات والتصريحــــات المضادة مع الدول الأخرى. في السياق نفسه غاب حزب الله الإرهابي عن إعلان موقف واضح تجاه مشروع الضربة العسكرية، وتطابق موقفه مع موقف طهران، وهو التزام الصمت. وبالتالـــي، فـــإن نتيجـة الموقف الإيرانـــي الهـــدوء والترقــب، ويبدو أن طهران تدرك أنها ستكون خاسرة جداً إذا أقدمت على مغامرة في قلب الخليج العربي دعماً لنظام الأسد، فأي مغامرة ستجعلها في بؤرة العقاب الخليجي والدولي، وهو ما تنتظره كثير من الحكومات العربية والأجنبية. أقصى ما يمكن أن تقوم به طهـــران فــي البحريــــن ودول مجلس التعاون الخليجي هو تشجيع خلاياها النائمة على التحرك الفوري وإثارة الأعمال الإرهابية، كما كانت تقوم به مثل هذه الخلايا بين وقت وآخر، وكما يحدث في البحرين يومياً. توجيه ضربة عسكرية محتملة ضد النظام السوري، يتطلب مزيداً من تشديد الإجراءات الأمنية والاحترازية تحسباً لأي تهديـــدات داخليـــة وخارجيـــة محتملة. وفي الوقت نفسه، لابد من التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي حتى لا تقع الأسلحة الكيميائية السورية في يد جماعات متطرفة، أو حتى في يد حزب الله الإرهابي الذي يمكن أن يسعى لنقل مثل هذه الأسلحة لخلاياه في الخارج مستقبلاً، وتكون دول مجلس التعاون ومنها البحرين من الدول المستهدفة بمثل هذه الأسلحة. ليس هذا سيناريو خيالياً، ولكنه سيناريو احتمالاته واردة تتطلب أقصى درجات الحذر والاهتمام والمتابعة. وفي الوقت نفسه فإن الفرص متاحة لتأمين الجبهة الداخلية من خلال الإسراع في تنفيذ توصيات المجلس الوطني لاجتثاث الإرهاب.