حين تطرقنا لموضوع «مركز المستثمرين» والذي يزعم أنه محطة واحدة لإنجاز معاملات المستثمرين البحرينيين أو الخليجيين والأجانب، فإننا نعرض موضوعاً يتعلق بسمعة ومصلحة البحرين، ليس لنا مصلحة غير أننا نتمنى الإصلاح، ولا شيء غير.لست تاجراً، وليست لدي عداوة أو مصلحة مع أي طرف في المركز، كما إني لا أعرف من هم، وليست لدي عداوة أو مصلحة في وزارة الصناعة والتجارة، وإنما المصلحة التي ننظر لها هي مصلحة وطن، والاستثمار الصناعي والتجاري فيه يشكل أحد أهم ركائز النمو الاقتصادي وسط حديث مطول وممل عن محدودية الموارد للبحرين.طرحت موضوع مركز المستثمرين على خلفية تصريحات النائب عبدالله بن حويل، وجاء رد الوزارة بما معناه أنهم يريدون حالات تثبت ما طرح، وها أنا أطرح حالة مستثمر من دولة الإمارات الشقيقة ومعه شركاء من السعودية وشريك أمريكي، وأيضاً كلام منقول عن الأخ الفاضل حازم جناحي، يرويه المستثمر الإماراتي.حين قيل لمسؤول كبير بالوزارة كيف تعين المسؤول الأول بمركز المستثمرين من الجمعية الانقلابية؟ فما كان من المسؤول الأول إلا أن استبدله (من بعد ضغط الصحافة) بمسؤول من جمعية انقلابية أخرى شريكة وتتبع الأولى..! وهذا جزء مما نعاني منه، وزراء لا يقدرون على اتخاذ قرارات وطنية، ويجعلون موضوعاً خطيراً مثل موضوع الاستثمار في يد من يريد أن يدمر اقتصاد البحرين.. هذه هي المأساة..!السؤال هنا إلى متى السكوت عن هذا الوضع؟ألا يقوم مجلس الوزراء الموقر بحصر وطلب كل من رفضت طلباتهم في المركز، وكل من تم تطفيشهم؟احصروهم، واجلبوهم، واسمعوا منهم، هكذا يفعل من يريد الإصلاح.نقيم ندوات خارجية من أجل جلب المستثمرين، وحين يأتي المستثمر، يحصل له كما حصل للمستثمر الإماراتي.. مأساة حقيقية..!هذه رسالة الدكتور أحمد الدوسري من الإمارات الشقيقة حول تجربته في مركز المستثمرين يرويها لنا من بعد ما اطلع على ما نشرته في تويتر حول موضوع عن مركز المستثمرين.نتمنى من قادة البلد جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء، وسمو ولي العهد، أن ينظروا ماذا يجري في مركز جذب الاستثمارات وتسجيلها.أترككم مع الرسالة:«الأستاذ العزيز هشام الزياني حفظه اللهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندما قرأت تغريداتك حول مركز المستثمرين وما يحدث فيه من تطفيش للمستثمرين، عاد بي الزمن إلى الوراء بضعة أشهر فقط بذكرى مرة في هذا المركز الذي يصح أن نطلق عليه اسم: (مركز البحرين لتطفيش المستثمرين) وكنت قبل حوالي شهور أيضاً أحضر ندوة أقامها معهد التخطيط الاستراتيجي الذي ترأسه الدكتورة هالة صليبيخ وذلك في فندق الدبلومات حيث حاضر فيها الأخ حازم جناحي والذي تحدث عن معاناته في تسجيل إحدى الشركات في مركز المستثمرين إلى الحد الذي صرف فيه النظر عن تسجيل الشركة في البحرين وقام بتسجيلها في المملكة العربية السعودية! وهو المستثمر البحريني!.. فما بالك بالأجنبي! ووقتها خلته يتكلم عن تجربتي الشخصية بالضبط ومدى العذاب الذي لاقيته أنا وأصدقائي من المستثمرين، وكانوا من الجنسيات الإماراتية والسعودية والأمريكية. لقد حدث لهم ما يشبه الهستيريا فالتاجران السعوديان قفلا الشركة بعد أن جهزا لها دوراً كاملاً في منطقة السيف، وقاما بتأثيثه، أما الإماراتي والأمريكي فبعد عام كامل تقريباً من العذاب صرفا النظر عن الاستثمار في البحرين حتى بعد أن ظهرت الرخصة أخيراً..! لأنهما أخذا ما يكفي من الانطباع السيئ للغاية عن مناخ الاستثمار في مملكة البحرين! قبل أزمة البحرين 2011 كانت الرخصة تظهر بسلاسة، وكان المحامي أو المخلص ينهي كل الإجراءات وما علينا سوى الذهاب إلى هناك للتوقيع أمام كاتب العدل، أما بعد أزمة البحرين فقد مررت شخصياً بتجربة رهيبة ومعيبة، من التحطيم النفسي والمعنوي. فلو افترضنا أن هناك عشرين موظفاً في المركز فإن مهمة العشرين تقريباً، هي وضع كافة العراقيل في وجه المستثمر حتى يصاب بالجنون! فلو بدأت المعاملة اليوم لدى موظف وقطعت شوطاً فيها، ستأتي في الغد لموظف آخر يقول لك بالحرف: «من قالك المعاملة تصير جديه!..غلط!» وإن قلت له زميلك الموظف هناك هو من قال لي، فسيرد عليك: لا... ما يصير... يمكن هو موظف جديد!وهكذا لمدة عام، كل موظف يعيد المعاملة من جديد، واحد يقول لك لا يجوز لإماراتي أن يمارس الاستثمار في التطوير العقاري! وآخر يقول لك لا يجوز لأمريكي أن يستثمر في البناء، وعندما تعيد المعاملة من جديد تأتي إلى موظف آخر ليقول لك يصير الإماراتي يعمل في التطوير العقاري... لا روح غير الأوراق من جديد ثم في اليوم الثالث يعترض رئيس القسم وفي اليوم الخامس يعترض (....) لينسف كل شيء! وهكذا لمدة عام من الطلبات لدرجة طلبوا من الإماراتي شهاداته الدراسية وشهادة الميلاد ثم طلبوا تصديق كل الشهادات من جهات عدة، ثم بعد ذلك طلبوا أن يكون لديه في الإمارات سجل تجاري توأم!!حتى جن الرجل.. طلبات ليس لها بداية ولا نهاية. فعندما يطلبون شهادة بنكية من مصرفه في دبي، يتعمدون المماطلة حتى ينتهي تاريخها بعد شهر ثم يطلبونها مرة أخرى! وفي المرة الثالثة عندما عمل شهادة بنكية بلا تاريخ انتهاء اعترضوا وقالوا لابد من تاريخ انتهاء! المهم يا أخي العزيز ما حدث شيء مرعب. وعندما ينتهون من الإماراتي يبدؤون بالأمريكي، فيطلبون منه شهادة موافقة أمنية! وعندما نتقدم بها تأخذ حوالي أسبوعين إلى ثلاثة ثم نحضرها إليهم وتكون الشهادة صالحة لمدة شهر فيتعمدون أن تمر المدة وتنتهي الصلاحية! فيقولون لنا كنا سنخلصكم ولكن الشهادة تحتاج إلى تجديد لأنها لم تعد صالحة فنبدأ بوضع طلب جديد يستغرق شهراً ثم نحضر الشهادة فيماطلون بشتى الوسائل لتنتهي مرة أخرى! وهكذا لخمس مرات! لتبدأ أسطوانة جديدة! وكل موظف لا يعرف القوانين! ومرة صرخت برئيسة القسم فجاء المدير فقلت له هل كل موظف لديك لديه قوانين استثمار خاصة به فرد (....) : هذا احنا.. ولو مو عاجبك ما راح يخلصون المعاملة... ومو من حقك تصرخ بموظفة.. وعندنا موظفين جدد!...إلخ من الكلام غير المسؤول!المهم باختصار لأنه عذاب عام كامل وأنا أبذل جهوداً جبارة لكي أبقي المستثمرين معي إلى النهاية حصلنا على الرخصة. وأرسلت المخلص لكي يضع إقامة مستثمر على جواز الأمريكي لكي نبدأ العمل وسافرت فما كان منه إلا أن اتصل بي ليخبرني بأن السجل موقوف! سجل جديد موقوف لماذا؟! فقال علينا مخالفة!.. أية مخالفة يا رجل! قال بأن مركز المستثمرين أرسل لسوق العمل بوقف السجل لعدم استيفاء الشروط!! أية شروط وقد صدر السجل؟ ذهب إليهم للاستفسار فأخبروه بأن صيغة الشهادة البنكية غير مقبولة بالنسبة لهم! كيف غير مقبولة وهي صيغة رسمية صادرة عن «بيت التمويل الكويتي» ومودع نسخة قانونية منها لدى البنك المركزي البحريني!؟ اتصلت بمدير البنك الذي استغرب وقال هذه أول مرة أسمع عن حكاية من هذا النوع، فيومياً نمنح عشرات الشهادات! عندما عدت إلى البحرين ذهبت لرئيس قسم في مركز المستثمرين فأراني صيغة باللغة الإنجليزية غريبة لم أرها من قبل! فقلت له إن الشهادة البنكية من بيت التمويل باللغتين العربية والإنجليزية وعليها شعار البنك ومختومة من المدير!.. فقال إنها غير مقبولة لديهم! وتطلب الأمر حضور واحد من الشركاء بعد مدة للتوقيع مرة أخرى في البنك معي وحكاية توجع الرأس.وقال لي المخلص بأنه يعمل ثلاثين عاماً في هذا العمل وأنه لم ير شيئاً مثل هذا من قبل! وبعد شهرين آخرين من الملل وكتاب موافقة من سوق العمل والجوازات وغيرها، رفع الحجز لكن المستثمرين ماتت جذوة الاستثمار داخلهم للأبد! هذه حكاية سمعتها بنفسي من حازم جناحي ومن صديق آخر... وهي للأسف تتكرر في مركز المستثمرين الذي يعج بأناس بلا كفاءة، ولكنهم والله أعلم بأجندة خفية (....) والمشكلة لن تستطيع أن تصور هذه الأجندة ولا أن تثبتها!لكنك تستطيع أن تنسف كل من يعمل في هذا المركز القاتل للاستثمار وتأتي بمدير وموظفين بحرينيين يحبون البحرين ويعملون من أجلها..!ودمت أخي هشام بكل خير طالباً من الله عز وجل أن يعينك في إيصال هذا الصوت وإحداث التغيير المطلوب من أجل البحرين. فالبحرين تستحق الكثير، علماً بأنني أشرت إشارة ولو عابرة في لقاء تلفزيوني لما يحدث في مركز المستثمرين قبل نحو تسعة شهور.. ولكن لا حياة لمن تنادي..!».أخوك: أحمد الدوسري