غريب أمر بعض أولئك المسؤولين في بعض مؤسسات الدولة من وزارات وهيئات، حيث إنهم يتعاملون مع الأخطاء والهفوات التي يرتكبونها بكل وضوح، وكأنها أمور لا يجوز التحدث عنها أو انتقاصها ونقدها، ومن هذا المنطلق يرون أن الصحافي الذي يكتب ما يملي عليه واجبه المهني والأخلاقي ليس محل تقدير واحترام، وهذا ما عكسته بعض التجارب القريبة جداً.حين كتبت مؤخراً عن معاناة شابة بحرينية مع إحدى الجهات الرسمية، لم أتلقَ من تلك الجهة أي رد يوضح سبب ما أوقعهُ الحرج فيما بينهما، وبعد أن تدخَلَتْ شخصية مرموقة لحل إشكالية هذا الموضوع، أكد المسؤول لهذا الشخص أنه «زعلان جداً» بسبب أن المواطنة البحرينية ذهبت مباشرة واشتكت لدى الصحافي، ومن هذا المنطلق قام بتعطيل موضوعها... يا سلاااام!!قصة أخرى، قبل أيام كتبتُ مشكلة حول توظيف بعض البحرينيين والبحرينيات في إحدى مؤسسات الدولة، وحين قام أولئك الشباب والشابات بمراجعة المسؤولين عن توظيفهم بعد نشر مقالي، أخبرهم أحد المسؤولين أنه منزعج جداً من وصول مسألة توظيفهم إلى الصحافة، وحين ضغطوا عليه لتوقيع ورقة توظيفهم التي «نقعتْ» على طاولته أشهراً طويلة، قال لهم أنا لا أريد أن أتحمل مسؤولية توظيفكم، وحين أصروا على عدم مغادرة مكتبه إلا حين يوقِّع الورقة، وافق وهو مكره على ذلك. بعدها توجه أولئك الشباب لأجل استكمال إجراءات التوظيف، فكان كل من يلتقونه من موظفين أو مسؤولين كانوا يقولون لهم كلمة واحدة، وهي «ليش اشتكيتوا علينا»؟ مع أنهم والله لم يشتكوا، بل طالبوا بحقهم الطبيعي في استكمال إجراءات توظيفهم لا غير.الزبدة هي، أن بعض المسؤولين الرسميين ينزعجون من الكتابة حول تقصيرهم وقصورهم فيما يتعلق بأداء مهامهم على أكمل وجه، بينما الواجب الوطني يحتم عليهم استقبال كل الانتقادات بصدر رحب، وتبني قضايا المواطنين، بدل «زعل الحريم» غير المبرر.ما عسى أن يفعل المواطن معكم حين يصاب باليأس والإحباط بسببكم وبسبب التسويفات والتأجيلات وتعطيل مصالحهِ من مسؤول كسول أو من مسؤول يسير ويُسيِّر من معه في العمل حسب أمزجتهم الخاصة؟ كيف لا تريدون أن يلجأ المواطن إلى الصحافة حين يجد كل أبواب مؤسساتكم موصدة في وجهه؟ وما هو تفسيركم أن تظل أوراق توظيف نحو 70 بحرينياً في مؤسسة رسمية تحت رحمة توقيع مسؤول غير مبالٍ؟ أما حين يفتقد المواطن الأمل فيتوجه لأقرب صحيفة «زعلتوا عليه».يا «أخي» المسؤول «اشتغل بضمير» ولأجل البحرين ولعيون أغلى شعب في العالم، حينها لن يعاتبك أحد على تقصيرك، بل حينها لن تكون مقصراً أبداً، بل سنقوم بمدحكم في الليل والنهار لأنكم «تكَانهْ»، أما حين تقوم أيها المسؤول ببهدلة المواطنين، فتحمل قليلاً من عتابنا البنَّاء، فقلبنا على الوطن والمواطنين، أما أنت فربما لا ترى سوى مصلحتك الشخصية، وهذا سلوك لا يمكن أن نتقبله في هذا العصر المتطور والمرصع بالديمقراطية والشفافية والتنمية والبناء، فهل وصلتكم الرسالة أم على قلوبٍ أقفالها؟
Opinion
ليش تشتكين علينا؟!
05 سبتمبر 2013