بدأت مطابخ الأندية الكروية في عملها الجاد للمرحلة الحاسمة للدوري في آخر جولتين، خصوصاً بعد أن حل الوباء الإسباني على الجولة الماضية من دوري فيفا لفرق الدرجة الأولى لكرة القدم، بخسارة المحرق والرفاع على يدي البسيتين والحد برباعية نظيفة «لخبطت» أوراق المسابقة. فبعد أن كان المحرق منفرداً بصدارة الفرق والبسيتين يلاحقه في كل جولة، انقلب الحال وعاد إلى ما كان عليه في القسم الأول بتصدر البسيتين وملاحقة المحرق له من جديد، ولم تكتفِ رباعية البسيتين في مرمى المحرق بإشعال فتيل المنافسة من جديد بين البسيتين والمحرق، بل زادت الطين بلة رباعية الحد في مرمى الرفاع التي فتحت آفاقاً جديدة نحو المنافسة على اللقب لفريق الحد بحسابات الورق، فمن يعرف كرة القدم أو أي لعبة جماعية يدرك بأن المنافسة لا تعرف المستحيل، وكل الظروف قد تتهيأ لفريق على حساب الآخر، والعكس صحيح، كل الظروف كانت تشير إلى ظفر المحرق بلقب الدوري ليكون برفقة أغلى الكؤوس في خزينته، لكن الظروف شاءت أن تعود المنافسة من جديد وتهدد خزينة المحرق بفقدان لقب الدوري للموسم الثاني على التوالي.حق المنافسة على اللقب مكفول للجميع ومن يرى في نفسه الجدارة فذلك حق من حقوقه، لكن موضوع المنافسة على القمة ليس بموضوعنا الأساسي اليوم، إنما موضوعنا اليوم هو المنافسة على الابتعاد عن منطقة الخطر، منطقة الهبوط، ومنطقة لعب الملحق -طريق الدرجة الثانية السريع- والتلاعب في النتائج بين فرق لمصلحة فرق أخرى. الموضوع ليس بالغريب ولا بالقديم أو الجديد على الرياضة بشكل عام، والأمر ليس مقصوراً على الرياضة في البحرين، بل هو عام في كل الدول، وحتى في أكبر الدول العالمية على المستوى الرياضي. فكلنا شاهد الدوري الإيطالي والعقوبات التي ألحقها الاتحاد الإيطالي بفريق جوفينتوس في أحد المواسم، والتي وصلت إلى نزوله إلى مصاف الدرجة الثانية وسحب النقاط منه بشكل مقدم، أضف إلى ذلك الغرامات المالية التي تكبدها جرّاء التلاعب بنتائج المباريات في الدوري، والتي على إثرها سحب لقب الدوري وأُهدي لفريق الإنتر.وهذه الظاهرة التي نتكلم عنها اليوم على الرغم من أنها ظاهرة مكشوفة للجميع ولكل من يشاهد تلك المباريات الحساسة والحاسمة إلا أنه من الصعب إثباتها بشكل رسمي، وهذا ما يجعل كل من يريد التلاعب مطمئناً بعدم القدرة على إدانته إلا ما ندر، وهذا لن يكون إلا باعتراف أحد الطرفين المتفقين على هذه «الطبخة».ومن المتوقع أن تزداد المطابخ ويبدع الطباخون، كما هو حال المطابخ الحقيقية في مواسم الأعياد، وذلك في الجولتين القادمتين من أجل إسقاط فرق على حساب فرق وتدمير مجهود فرق تتعب لمصلحة فرق أخرى دون أدنى توبيخ من الضمير، متجاهلين الأعراف والأخلاق الرياضية، وضاربين المبادئ والأخلاق عرض الحائط، غير مؤمنين بأن البقاء يجب أن يكون للأفضل لا للأقرب.