أسبوع واحد فقط يفصلنا عن شهر رمضان المبارك؛ شهر الخير الذي تكون فيه النفوس على استعداد كبير للفعل الموجب الذي ربما يصعب الإقبال عليه في غيره من الشهور، فهل نستغله بما يعيننا على الخروج من الأزمة التي كبلنا أنفسنا بها؟ هل يكون رمضان هذا العام مختلفاً عن الرمضانين السابقين واللذين لم نتمكن من توظيفهما لتحقيق هذا الهدف؟ رمضان العام الماضي والعام السابق له مرا دون أن تتوقف فيهما أعمال الشغب والفوضى، فيهما استنشق بعض الصائمين أنواعاً من الأدخنة وتناولوا سحورهم على «أنغام أصوات» لا علاقة لها بالشهر الفضيل. كانت تعليمات المحرضين تقضي بعدم التوقف عن النشاط الميداني، فهل يكون رمضان هذا العام كالرمضانين الماضيين؟لا توجد مؤشرات توفر جواباً إيجابياً عن هذا السؤال، ولعل العكس هو الصحيح، فـ«المعارضة» إجمالاً تعتقد أن التوقف عن المسيرات والاعتصامات والمظاهرات والمواجهات اليومية مع رجال الأمن في شهر رمضان من شأنه أن يضعف «الثورة»، وقد يكون بداية النهاية لها، والدليل أن النشاط الميداني لم يتوقف طوال الفترة التي عقدت فيها جلسات الحوار الوطني، بل كانت التصريحات في هذا الخصوص واضحة وتقضي أن يسير الفعلان إلى جانب بعضهما بعضاً اعتقاداً أن التوقف عنه وبال على القائمين به، فهم يؤمنون في أن لفعل الشارع تأثيراً في جلسات الحوار!حسب توجيه أحد مديري الحراك من الخارج عبر تغريداته المحرضة فإن الأمور مناسبة لـ«النزال» وجهاً لوجه في الصيف باعتبار أنه يتميز بعطلة المجلس النيابي وتوقف جلسات الحوار وإجازة المدارس، التي وصفها بالسجون، ما يعني أن شهر رمضان -كونه يحتل جزءاً من الصيف- سيتم استغلاله لتعطيل الحياة وضرب الاستقرار بدل الاستفادة منه في تهدئة النفوس وإفساح المجال للعقل أن يتحرك. المؤسف في هذا أن البسطاء الذين يتم استغلالهم ينفذون كل ما يصلهم من تعليمات بدقة، وكأن التقصير في التنفيذ سيراكم عليهم من الذنوب ما لا يحتملونه وسيوردهم جهنم، لذا فإنهم لا يبالون لا بالشهر الكريم ولا بغيره من الشهور.. والأمور!مقابل هذا التوجه المتطرف غير المقدر للشهر الكريم ولا الصائمين ينبغي أن يكون للعقلاء دور فيستغلون رمضان ليكون بداية طريق الخروج من هذه الأزمة، ولعل أيسر السبل لهذا هو التأكيد على أهمية تبادل الزيارات في ليالي رمضان، خصوصاً أن البحرين عامرة بالمجالس الرمضانية. ليس المقصود هنا عامة الناس لأن المجالس لا تخلو منهم وهم يتبادلون الزيارات في كل الأحوال باستثناء البعض منهم، حيث المقصود هم من يمكن أن يطلق عليهم صفة الرموز من مختلف الأطراف؛ الرموز الدينية والسياسية وغيرها.في رمضان هذا العام مطلوب وبقوة أن تقوم وجوه بارزة من علماء الشيعة بزيارة مجالس أهل السنة على مدار ليالي رمضان، وأن تقوم وجوه بارزة من علماء السنة بزيارة مجالس الشيعة، فلهذه الزيارات تأثير كبير يمكن أن ينتج عنه ما يدفع نحو التجاوز عن أمور كثيرة، والحال نفسه مع السياسيين الذين عليهم أن يقوموا بزيارات إلى مختلف المجالس الرمضانية بهدف الإسهام في إعادة اللحمة الوطنية. إن قيام هؤلاء المؤثرين من أهل البحرين بهذه الخطوة سيوفر دون شك فرصة لتنقية الأجواء والمساعدة على خدمة الهدف الذي نتحدث عنه هنا. ودون ذكر أسماء يعرف الجميع أن بيننا من يجد الاحترام والقبول من الجميع.في رمضان تسمو النفوس ويغلب عليها التسامح وقبول الآخر، لذا علينا أن نستغله ونستفيد منه في ما يعيننا على وضع نهاية لفصول الرعب التي عشناها على مدى عامين ونيف.. فهل؟
Opinion
هل سنصوم رمضان هذا العام؟!
03 يوليو 2013