تغريدة ربطت ألسنتهم وجعلتهم يتأتئون ويتنادون ويجتمعون، لا يعرفون ما يقولون وكيف سيردون، فقد تحطمت أسطورتهم وأسقطت مقاومتهم المزعومة بتغريدة كتب فيها «إن نصرالله إرهابي يعلن الحرب على أمته وإن إنقاذ لبنان من براثنه واجب قومي وديني علينا جميعاً»، إنها كلمات أشد من قصف الطائرات والراجمات، كلمات قصمت ظهر نصرالله، وقتلت آمال أذنابه الذين تلعثم لسانهم وأخذوا يهذون ويهلوسون، فهذا أحد قيادييهم ذو الملامح الفارسية يقول على إثر هذه التغريدة «إن ما حققه نصرالله عجزت عنه جيوش ذات ميزانية ضخمة حين استطاع أن ينكس رأس الصهاينة، ذل كل من يهدد الإسلام بطريقة سواء كان يهودياً أو نصرانياً أو عربياً أو مسلماً مزيفاً، وإن دفاع جنوده هو دفاع عن الأبرياء في القصير الذين يتعرضون لمهاجمة مسلحين».بالطبع لا نلومه؛ فالإرهاب الوفاقي لا يختلف عن إرهاب حزب الله، إلا أن الأخير مكنته دولته من رئاسة الحكومة وقوات الجيش، وإلا فإنهم متساوون في الإرهاب الذي يحلل ذبح أطفال سوريا بالفؤوس، واعلموا علماً أكيداً أن هذا ما ستفعله الوفاق لو قدر الله أتيحت لها فرصة التمكن.إن شعب البحرين قد مل المداهنات والمجاملات، وهي السبب الرئيس الذي دفع بالوفاق للمطالبة بحكم الدولة، فلولا اللغة الناعمة ورسائل الود وطلب الوصال لما استطاع هذا القيادي الفارسي الهوى أن يتفوه بنصف كلمة ضد البحرين، ولا أن تتكلم جمعيات الأقزام وتطالب الدولة بالسلطة وتنازع آل خليفة في دولتهم، لكن اللغة التي استخدمتها الدولة في معالجة ما بعد فشل المؤامرة الانقلابية هي التي فتحت الأفواه القذرة ضد البحرين، فأسلوب الخطاب هو الذي يكشف قوة الإرادة والعزيمة، وها نحن نرى كيف تصاغ تصريحات الأقزام المتوطنين، وما يصرخ به خطباؤهم على منابرهم مقابل خطاب الدولة الناعم لرسائل التهديد والوعيد، ولذلك كان الصدى كبيراً لتغريدة الشيخ خالد بن أحمد لأنها خرجت عن المألوف وعن الخطاب التقليدي الذي لم تتخلَ عنه الدولة حتى في مرحلة الخطر التي كادت أن تخطف فيها الدولة من حكامها وشعبها الأصليين.إن الشعب البحريني اليوم متلهف لسماع المزيد من التغريدات التي تعيد له مكانته وكرامته، حيث حاولت المليشيات الصفوية عن طريق إعلامها الكاذب وكتابها عملاء إيران أن يخنقوا الشعب البحريني بتصريحاتهم وكذبهم وتهديدهم لأمن واستقرار البلاد، كما إن شعب البحرين بحاجة إلى مزيد من الجرأة من السياسيين والجمعيات السياسية والدينية والمسؤولين في الدولة للتحدث بصراحة وأن يسموا الأشياء بمسمياتها، وعلى كل مسؤول ألا يتراجع عن أي تصريح فيه مصلحة للدولة، وإن سبب هذا التصريح ضجة من قبل الإعلام الصفوي، فهذا الإعلام يضج بتصريح ودون تصريح فدعوه يضج كما يشاء، فكلمة الحق هي الثابتة وإن كره العملاء، وها هي تغريدة الشيخ خالد بن أحمد وافقت الحق، فاستقبلتها وسائل الإعلام العربية والغربية وجعلتها أول سطور نشراتها الإخبارية، مشيدة بها وبجرأتها لصدورها من مسؤول على مستوى وزير خارجية دولة تجلس في حوار مع جمعية إرهابية تتبع حزب الله اللبناني وتمارس نفس الإرهاب الذي يمارسه حزب الله ضد الشعب اللبناني.إن هذه التغريدة تكشف عن الطريقة المناسبة في التعامل مع الإرهاب الوفاقي، وهي المواجهة ورفع حدة الخطاب الرسمي وكشف الحقائق وفضح الإرهاب الذي تقوم به ميلشيات الوفاق، وإن إعلام الدولة والمسؤولين، قادرون على ذلك، وعليهم ذلك، فقد جربوا أسلوب المداهنة والمجاملة والمراضاة ولم يخرجوا إلا بمزيد من تعنت الوفاق وتصلبها، وهو نتيجة استماع الدولة لمشورة الوسطاء الخبيثين الذين يريدون أن يظهروا الدولة أمام أعدائها بأنها دولة تنشد الود والوصال ومستعدة لتقديم المزيد للوفاق من أجل أن ترضى وتدخل في الصلح، وإن استمرت الدولة في تقديم رسائل المحبة والمودة وبث أشواقها ومشاعرها عبر الوسيط، الذي يجب أن يكشف وجهه أمام الشعب، فستصل الدولة إلى ما وصلت إليه لبنان، والتي لم يستطع رئيسها ولا حكومتها ولا جيوشها منع ميلشيات حزب الله من القتال مع بشار.نترقب وننتظر مزيداً من التغريدات الجريئة والقوية من وزير خارجية البحرين الشجاع الشيخ خالد بن أحمد الذي قصم ظهر حزب الله وأذنابه في البحرين قصماً لا يقومون منه.