تناول المنشطات الرياضية من الظواهر السلبية الخطيرة التي بدأت تتوغل في الجسد الرياضي الأمر الذي استدعى الهيئات والمنظمات الرياضية العالمية وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية الدولية لمحاربتها بشدة وفق ضوابط وقوانين صارمة لا تهاون فيها إطلاقاً وقد لمسنا هذه الجدية من خلال العقوبات الصارمة التي طالت أبطال عالميين تم تجريدهم من ألقابهم وخسروا أسماءهم وسمعتهم!ويوماً بعد يوم نجد المنظمات العالمية ذات العلاقة بمكافحة المنشطات في المجال الرياضي تنشط للتصدي لكل من تثبت الفحوصات الطبية تناوله عقاقير منشطة محظورة حتى أن الأمر بلغ مبلغ عقد اتفاقيات دولية عبر الأمم المتحدة توقع عليها الدول وتتعهد بالالتزام بها.مملكة البحرين واحدة من هذه الدول المرتبطة مع الأمم المتحدة باتفاقيات لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة ومن هذا المنطلق نجد أن لجنة مكافحة المنشطات البحرينية التي يترأسها الدكتور حسين الحداد وهي عضو في المنظمات الإقليمية والدولية لمكافحة المنشطات في المجال الرياضي تقوم بدور كبير لتوعية المجتمع الرياضي البحريني بمدى خطورة هذه الظاهرة وتسعى جاهدة لتثقيف المعنيين بالأمر من رياضيين وإداريين وأخصائيي علاج رياضي حتى أنها قامت في الآونة الأخيرة بطباعة دليل إرشادي يحتوي على كل المعلومات التي تختص بهذه الظاهرة وكيفية تجنب الوقوع فيها إلا أن الغالبية العظمى من رياضيينا لم يكلفوا أنفسهم بتصفح هذا الدليل والبعض منهم للأسف الشديد أخذ يسخر منه!!هنا تكمن المشكلة التي تعاني منها الرياضة المحلية بسبب جهل أغلب اللاعبين للكثير من الثقافات المرتبطة برياضتهم من قوانين وأنظمة ولوائح ومعلومات علمية من شأنها أن ترفع من قدراتهم الرياضية وتجنبهم الكثير من المشاكل التي يقعون فيها بسبب هذا الجهل!الإداريون والمدربون يتحملون مسؤولية كبيرة في هذا الجانب من واقع مسؤولياتهم الإدارية والفنية وباعتبارهم القدوة التي يحتذي بها اللاعبون.هؤلاء الإداريون والمدربون مطالبون بالإلمام بالعديد من القوانين والأنظمة واللوائح ومن بينها ما يتعلق بمكافحة المنشطات -هذه الظاهرة التي بدأت رائحتها النتنة تفوح في وسطنا الرياضي نتيجة غياب الثقافة الرياضية- ولذلك نرى ضرورة تعاون وتجاوب الأندية والاتحادات الرياضية مع اللجنة البحرينية لمكافحة المنشطات تعاوناً جاداً يضمن تجنب اللاعبين من الوقوع في المحظور ويسهم في الحفاظ على سمعة مملكة البحرين من المساس في الاستحقاقات الرياضية الخارجية ويكفي أننا فقدنا لقباً أولمبياً بسبب هذه الظاهرة الدخيلة على الرياضة، وعلينا أن نحتذي بالحديث الشريف القائل: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».