أمام التوجه الواضح الذي أعلنته الدولة لمحاربة الإرهاب والتحريض، بدأت بعض الأصوات الانقلابية ممارسة سياسة «التشكيك» التي تستهدف صفوف المخلصين عبر سرد أخبار وتقارير «مفبركة» وتحليلات هي «هلوسات» فقط لدفع المخلصين لدخول «فخ» منصوب يدفعهم للامتعاض وانتقاد الدولة ورموزها.بدؤوها من خلال بعض الوجوه المكشوفة بتسريب لكلام «مقتطع» لسمو ولي العهد في أحد المجالس، ثم أخذوا ينشرون سيناريوهات للقاءات وهمية لم تتم اضطرت معها الوفاق أن تنفيها لعدم إيقاع نفسها في الحرج بالأخص أمام جمهورها الذي يبدو أنه سيحرق الوفاق قريباً بسبب قيادتها له إلى مصير مظلم.جلالة الملك حفظه الله عقد اجتماعاً هاماً أمس الأول في العاصمة البريطانية لندن مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وسعت بعض الأصوات الموجودة في عاصمة الضباب والتي يصرف عليها سعيد الشهابي من أموال الدعم الإيراني إلى نشر «هلوسات» و»فبركات» هدفها إيهام الناس بأن بريطانيا لها موقف خصام مع البحرين، وأن كاميرون قال لجلالة الملك كلاماً يتنافى مع توجه البحرين في محاربة الإرهاب ووقف الفوضى التي تضرب البلد.هذه الهلوسات نفاها أمس أبرز مراسلي هيئة الإذاعة البريطانية «البي بي سي» الصحافي المخضرم فرانك غاردنر، حينما كتب على موقعه في «تويتر» بأن البحرين وبريطانيا بدأتا محادثات مبدئية بشأن صفقة طائرات حربية من طراز «التايفون». وطبعاً شتان بين ما تقوله «البي بي سي» التي يستشهدون دوماً بها وبين ما يقوله الانقلابيون الذين بات ما ينشرونه يستهدف بشكل جلي رفع معنويات من مازال يظن بأن النظام البحريني قابل للإسقاط بالكلام أو بالتغريدات أو التقارير المضللة التي يدفع لها الإيرانيون.هذه الحالة الواضحة في تقلبات خطاب قادة التحريض باتت واضحة منذ جلسة المجلس الوطني، ومنذ توجيهات جلالة الملك لتطبيق التوصيات، وزادتها المراسيم الملكية بشأن حظر المسيرات والمظاهرات والاعتصامات في العاصمة المنامة.من يحاول تصوير الموقف البريطاني من البحرين محل الموقف الإيراني «الطامع» في بلادنا، هو يخادع نفسه قبل أن يحاول خداع الناس، بريطانيا دولة عظمى وصلت للممارسة الديمقراطية بعد خمسمائة عام، ورغم ذلك فإن ما حصل في أحداث شغب لندن عام 2011 بين كيف أن الدولة العظمى وكيف أن رئيس وزرائها ديفيد كاميرون لا يلقون بالاً لأية بيانات وتصريحات من جهات تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان حينما تأتي المسألة على الأمن القومي، خاصة وأن هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان دائماً ما يدافعون عن ممارسي التخريب والتحريض ويبررون للإرهاب، في حين لا يلقون بالاً لحقوق بقية البشر الذين يتضررون جراء هذه الأفعال.النظرة البريطانية تجاه ما يحصل في البحرين تغيرت كلياً، خاصة وأن الأجهزة الأمنية البريطانية تعرف تماماً وبشكل مفصل كل شيء عمن يجلس ويقيم في المملكة المتحدة ويمارس نشاطاته، بالأخص من تحصلوا على لجوء سياسي أو يعلنون أنفسهم عناصر في تنظيمات معارضة، نعم «سكوتلانديارد» تعرف عنهم أكثر مما نعرف.مثلما مارسوا الكذب والدجل وفبركة الحقائق وتضخيم الأمور خلال الأحداث الانقلابية في البحرين قبل عامين، هم اليوم يتجهون لممارسة نفس الأسلوب خاصة مع التوجس مما قد تترتب عليه عملية تطبيق التوصيات لمكافحة الإرهاب.جرعة «الهلوسة» زائدة كما تلاحظون، وحجم الكذب وصل أقصاه رغم أن رمضان لم ينته إلا اليوم.ألا يذكرونكم بالمقطع المضحك في مسلسل «برايحنا»: شلخت «الطوفة» يا عنبر؟!كل عام وأنتم والبحرين بكل خير وتقبل الله صيامكم وقيامكم وطاعتكم.