كنت سأكتب عن الاستراتيجية الإعلامية لمواجهة حرب الشبكات استكمالاً للمقالات التي بدأتها هذا الأسبوع لو لا أن طارئاً استدعى قطع الاسترسال وهو جلسة اليوم الأربعاء مما يسمى «حوار».إذ تجري الآن محاولة حثيثة من الجمعيات الخمس لاستئصال نسبة 98.4 من الذاكرة البحرينية وجعلها وكأنها لم تكن، والهدف هو تعطيل الدستور ونسف الميثاق الوطني الذي هو أحد أهداف الجمعيات الخمس. إذ بعد أن فشل الانقلاب عليه بالاستعانة بالتدخل الأجنبي حتى وإن كان عسكرياً، وفشل الإرهاب والعنف بحني رأس الشعب البحريني، وفشلت كل الوسائل غير المشروعة فإنهم يحاولون الآن عبر وسيلة أجبروا عليها وهي «الحوار».وتجري الآن محاولة حثيثة لتمرير مصطلح «العقد الاجتماعي» كأحد المبادئ أو لاستبدالها أثناء النقاش والجدل بثوابت الأمة أي بالميثاق والدستور، ومررت بجلسة الأربعاء الماضي، ورغم أنها غير ملزمة وسيجري عليها نقاش اليوم إلا أننا نحذر المجتمعين من تمرريها اليوم، فهي وسيلة أخرى وسبيل من سبل نسف الدستور والميثاق والتحايل على زحزحتهما من كونها جبالاً راسخات لثوابت هذه الأمة إلى مجرد بند يمكن مناقشته!!الغرض من دس مصطلح «العقد الاجتماعـــي» هو الإيحاء بأن البحرين لم تكن «دولة»، ولم يجر بها توافق على شكل نظام الحكم من قبل، وأن حفنة الجمعيات الخمس ستأتي اليوم وتبدأ إنشاء دولة جديدة بعقد اجتماعي جديد.لا يوجد تعديل على أي بند من بنود الدستور يستطيع أن يتجاهل أو يقفز أو يتوهم أن يمحو ما تم التوافق عليه في الميثاق الوطني بنسبة 98.4% فهذه النسبة ليست لعبة.. هذه كلمة نقولها لكل المجتمعين، ومن يعتقد أنها كذلك -أياً كان موقعه- فهو أجهل خلق الله في تاريخ الحضارات والشعوب.هذه النسبة تفخر بها أية أمة، هذه حالة توافقية مجتمعية نادرة في تاريخ شعوب الأرض قاطبة، هذا إجماع يمثل حالة وطنية نادرة علينا أن نزرعها في ذاكرتنا الوطنية زرعاً، ومن ينكرها أو يحاول مسحها أو حتى لا يعرف قيمتها فلا ينطبـق عليــه كلمــة «بحرينــي» استحالــة أن يشم رائحة تراب البحرين من لا يعرف معنى أن يجتمع 98.4% على كلمة سواء في محيط سيادي واحد.الشعب البحريني هو الذي يجب أن يرد على هذه الحفنة التي تريد أن تمحو أجمل اللحظات والومضــات التاريخيــة البحرينيــة، بأن يعيـــد الاعتبار لهذه اللحظة بجعل شعار 98.4% مرفوعاً في كل موقع، وبارزاً ومحتفى به وبكل الألوان والأشكال التعبيرية ليفقأ بها عين من لا يحترم إرادة هذا الشعب.على الدولة أن تجعل هذا الشعار على كل أوراقها الرسمية وكل مراسلاتها الداخلية والخارجية، على الشعب أن يعبر عن اعتزازه بكل وسائل التعبير، على الأطفال أن يتزينوا به، على الشوارع أن تتزين به على أسطح البنايات على المركبات وعلى.. وعلى.. وعلى، فليبدع الشباب بابتكار وسائل الاعتزاز بهذه النسبة النادرة والمفخرة لأي أمة.هذا هو ردنا على حفنة الجمعيات الخمس التي تريد أن تمحو البحرين من أساسها لو قيض لها الأمر.هذا هو ردنا عليهم في جلسة اليوم إن مر مصطلح «العقد الاجتماعي».